جريمة اغتصاب بقوة القانون

جريمة اغتصاب بقوة القانون!

جريمة اغتصاب بقوة القانون!

 تونس اليوم -

جريمة اغتصاب بقوة القانون

بقلم : مكرم محمد أحمد

لا شىء تحتاجه مصر الآن وقد وصل تعدادها إلى أكثر من 104 ملايين نسمة أكثر من أن تضبط الفوضى التى تضرب مشكلتها السكانية وتضعف خصائص سكانها, وتجعلهم أقل نفعاً لأنفسهم ووطنهم وعبئاً ثقيلاً على الاقتصاد الوطنى، بدلاً من أن يكونوا إضافة قوة حقيقية، لأنهم يستهلكون بأكثر مما ينتجون وينفقون بأكثر مما يكسبون ولا يحققون إضافة ملموسة لقضية التقدم لقلة مهاراتهم الحرفية والمهنية وضعف مستويات الخبرة والتدريب والتعليم، لان الدولة لا تملك الإمكانات الكافية التى تجعلها تحسن تأهيل هذا العدد الضخم من المواليد، رغم الإضافة الكبيرة التى حققها الرئيس عبدالفتاح السيسى عندما ضاعف أمس حجم التمويل لبرامج تأهيل الشباب وتنمية قدراتهم ليصل إلى 400 مليون جنيه، فضلاً عن أن العنصر النسائى الذى يشكل نصف السكان لا يحظى بنفس فرص التعليم والتدريب والعمل, ولا يشارك فى تنمية المجتمع بنسبة تقارب حجم وجوده. 

ويشير تاريخ التقدم الاجتماعى إلى أن الأمم التى حققت معدلات عالية من التقدم هى التى نجحت فى ضبط تعداد سكانها بما يوافق قدرة الدولة على تعليم وتدريب أولادها نساءً ورجالاً، وإكسابهم مهارات جديدة تتوافق مع احتياجات العصر وضرورات المنافسة فى سوق عالمية مفتوحة، ولهذا السبب فإن أسرة تضم ثلاثة أطفال تكون باليقين أسعد حالاً وأكثر اطمئنانا لمستقبلها من أسرة تضم 4.4 طفل الذى يمثل متوسط تعداد الأسرة المصرية، ولا سبيل لتحقيق ذلك سوى أن يكون المجتمع اكثر صرامة مع هؤلاء الذين يهدرون مستقبل أسرهم، يحاسب الأب الذى يزوج ابنته القاصر وهى لم تزل فى الثانية عشرة حساباً عسيراً يمنع هذه الجريمة التى هى فى جوهرها نوع من الاغتصاب، ويسأل هؤلاء الذين ينجبون ويتركون أولادهم للشارع لا يتحملون أدنى مسئولية أمام الله والقانون، ويقصر دعم الدولة وعونها على الأسرة التى تعول ثلاثة أطفال بما فى ذلك خدمات الصحة والتعليم . 

ويحدد سن الزواج فى نطاق 18 عاما للفتيات أما من هن دون ذلك فيمتنع الأمر على نحو بات خاصة أن نسبة الفتيات اللائى يتزوجن وهن أطفال تتراوح أعمارهن ما بين 12 و18 عاماً تصل الآن إلى 15 فى المائة بما يفاقم من حجم المشكلة السكانية بزيادة أعداد المواليد بما يقرب من 244 ألف طفل سنوياً، فضلاً عن أن نصف مليون فتاة يتزوجن قبل سن 18 عاماً يتعرضن لمخاطر الحمل والولادة، كما يزداد معدل الوفيات لأطفالهن إلى خمسة أضعاف معدل وفيات الأطفال من أمهات تزيد أعمارهن على 18 عاماً, فضلاً عن أن 71 فى المائة ممن يتزوجن فى سن الطفولة يعانون مضاعفات صحية خطيرة . 

ولعل أهم أخبار الأسبوع الانتهاء من إعداد قانون يجرم زواج الأطفال دون سن 18 عاماً، بعد أن اظهر التعداد السكانى الأخير ان نسبة زواج القاصرات دون سن 15 عاماً بلغت 14.6 فى المائة وهى نسبة عالية تماثل ما يحدث فى الهند التى أصدرت أخيرا قانونا يحاكم الزوج بتهمة الاغتصاب أن مارس الجنس مع زوجته القاصر التى يقل عمرها عن 18 عاماً . 

ولا أعرف لماذا يتعسف بعض رجال الدين ويصرون على أن زواج الطفلة فى سن 15 عاماً هو زواج شرعى لا غبار عليه , رغم ان تزويج الأطفال فى هذه السن المبكرة هو فى حقيقته نوع من الاتجار بالبشر غالباً ما يكون دافعه رغبة الأب او الأم فى تحقيق ربح مادى على حساب الزوجة الطفل التى يتم تزويجها رغماً عن انفها تحقيقا لكسب حرام على حساب صحة الزوجة الطفل ! 

ولست أعتقد أن تنظيم الإنجاب فى حدود ثلاثة أطفال لكل أسرة مصرية، وقصر الزواج على البالغات سن 18 عاماً يخالف الشرع والدين، بل هو ضرورة ملحة ينبغى أن يدعمها الشرع، لأن القرارين فى مصلحة العباد الذى هو واحد من أهم مقاصد الشريعة لأن الأمرين يضمنان صحة الأسرة والأطفال، وفى الإسلام المسلم القوى أفضل من المسلم الضعيف وكذلك الأمر فى المسيحية، ولد واحد ربما يفضل عشرة أولاد، ولان ما نراه الآن هو فى الحقيقة نوع من الاتجار بالبشر ينبغى منعه وتجريمه، وجريمة اغتصاب ينبغى منعها بقوة القانون. 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جريمة اغتصاب بقوة القانون جريمة اغتصاب بقوة القانون



GMT 08:43 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

ترامب فى آخر طبعة تغيير جذرى فى المواقف!

GMT 09:11 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أمريكا تدعم حفتر فى حربه على الإرهاب

GMT 08:27 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أمريكا تُعزز وجودها العسكرى

GMT 07:30 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

هل يحارب أردوغان قبرص؟

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia