مصر وقطر  شتان الفارق

مصر وقطر .. شتان الفارق!

مصر وقطر .. شتان الفارق!

 تونس اليوم -

مصر وقطر  شتان الفارق

بقلم : مكرم محمد أحمد

ربما تستطيع قطر بما أفاء الله عليها من مال وفير لا تحسن التصرف فيه أن تتحصل على منصب دولى بالرشوة التى أصبحت أسلوبها المميز فى إفساد سياسات الدول لتحقيق مكاسب خاصة تتصور وهما أنها يمكن أن ترفع مكانتها بين الأمم ! 

وربما تنجح بالرشوة فى الحصول على بعض الميزات الدولية دون استحقاق أو جدارة أو تاريخ ، كأن تحتضن مباريات كأس العالم فى كرة القدم، بينما يشتد غضب غالبية المجتمع الدولى من أن يكون لرشوة قطر هذا النفوذ الدولى المتعاظم رغم سلوكها الفظ مع آلاف العمال الذين يساعدونها على بناء البنية الأساسية التى تتطلبها هذه المناسبة من ملاعب لائقة وتجهيزات رياضية وفندقية يحتاج بناؤها إلى مليارات الدولارات، فى الوقت الذى تبخل فيه قطر عن إعطاء العمال الأجانب الذين يعانون من الغيظ الشديد وسوء المعاملة، وربما تنجح قطر فى حالات كثيرة مماثلة أن تقتنص مكسباً من هذا النوع، لكنها فى الحقيقة تخسر المزيد من سمعتها وكرامتها , لان شعوب العالم أجمع تعرف أنها مكاسب غير مستحقة, دفعت قطر ثمنها رشوة تفسد أخلاق السياسة والثقافة والرياضة, وتعطيها رغم حصولها من الرئيس الأمريكى ترامب على شهادة تاريخية موثقة بأنها أقدم وأخطر ممول لجماعات الارهاب فى العالم، ومع ذلك تدخل منافساً على منصب مدير عام اليونسكو أهم منظمه ثقافية فى العالم، أول واجباتها نشر ثقافة التسامح والتعارف والسلام لا ثقافة التعصب والكراهية والإرهاب ! 

كيف يتأتى لهذا العالم الذى يعانى عدم الاستقرار وغياب الأمن فى كثير من ربوعه، ويطالب باجتثاث الإرهاب أن يقبل منافسة قطر على منصب مدير اليونسكو، وهى التى تنفق على الإرهاب فى ليبيا وسوريا والعراق وفلسطين واليمن، وتدمر مصائر شعوب بأكملها ، تهدم المدن والدور وتقتل المدنيين وتجند الأطفال الحوثيين وهم دون الخامسة عشر عاماً فى اعمال القتال والحرب وتضرب بالقذائف الصاروخية مكة المكرمة تستهدف الحرم الشريف وتقسم البلاد والعباد ، وتثير الحرب الأهلية فى كل مكان ، وتنشر الفتنة بين دول الخليج وتضرب وحدة العالم العربى واستقراره لمصلحة الموساد والمخابرات المركزية ، وما الذى كان يمكن لقطر أن تقدمه لليونسكو وللعالم. 

ولايزال أيديها ملطخة بدماء السوريين والليبيين والمصريين والفلسطينيين وأهل اليمن شماله وجنوبه ، وكيف لقطر أن تحصل على هذا العدد من الأصوات أى الذى يجعلها ندا ومنافساً لمصر وفرنسا , تكاد تحصل على المنصب لولاة بقايا خجل ألزم المجتمع الدولى الركون أخيراً إلى الصواب كى لا تكون فضيحة بجلاجل 

وهل يمكن أن يتساوى ميراث قطر ودورها الثقافى مع ميراث مصر ودورها الثقافى كى تحصد قطر هذا العدد من الأصوات الذى كاد يعطيها المنصب لولا بقية من حياء. 

ان المقارنة بين ما قدمته مصر للحضارة الانسانية قديما وحديثا، وما قدمته قطر تكاد تكون أمراً مستحيلا، بل هى فى الحقيقة مهزلة كبيرة تجلب البكاء إن اردت الحقيقة أو تجلب الضحك أن أردت السخرية من عبثية الموقف الدولى وهزاله!،.. فمصر قديما هى أول من اخترع الكتابة والقراءة وابتكر الحرف وعرف التدوين واخترع الفن وانشأ الدين وزرع الأرض، وهى أول من تصدى للإرهاب وحفظ للدولة اركانها، وأنشأ الجيش لحماية أمن الشعوب ومصالحها ، وشتان الفارق بين دويلة صغيرة عاثت فى الأرض فسادا، لأن الله أفاء عليها بالمال والثروة تنفقه فيما حرم الله ودولة عريقة عاشت طول تاريخها تبنى للإنسانية والحضارة شواهد لاتزال حية وجسور وصال لاتزال قائمة تربط بين الشمال والجنوب والشرق والغرب تعزز الأمن والسلام، وتصل بين مصالح الشعوب دون تمييز فى الجنس أو العرق أو اللون أو الدين ، وفى النهاية ليس هناك ما يدعو لليأس والحزن، فغدا سوف تنصلح بالضرورة كل الأحوال رغم رشاوى قطر التى تفسد الذمة والدين. 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر وقطر  شتان الفارق مصر وقطر  شتان الفارق



GMT 08:43 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

ترامب فى آخر طبعة تغيير جذرى فى المواقف!

GMT 09:11 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أمريكا تدعم حفتر فى حربه على الإرهاب

GMT 08:27 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أمريكا تُعزز وجودها العسكرى

GMT 07:30 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

هل يحارب أردوغان قبرص؟

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia