حفتر ووحدة الدولة الليبية

حفتر ووحدة الدولة الليبية!

حفتر ووحدة الدولة الليبية!

 تونس اليوم -

حفتر ووحدة الدولة الليبية

بقلم : مكرم محمد أحمد

حسنا ان استعاد الجيش الوطنى الليبى تحت قيادة حفتر المنطقتين المهمتين من موانئ تصدير البترول الليبي، راس لانوف وسدرة، بعد ان نجحت قوات المتمردين المسلحين فى الاستيلاء عليهما الاسبوع الماضى فى مفاجأة غير سارة، أكدت ضرورة الاسراع بانجاز المصالحة الليبية الشاملة وتحقيق وحدة الشرق والغرب والشمال والجنوب، وما من شك ان تشدد اتفاق الصخيرات فى ضرورة ان تشمل المصالحة كل الاطراف بما فى ذلك الجماعات والتشكيلات الجهوية والدينية المسلحة الاكثر تشددا دون اجراء مقابل فعال يردع الرافضين لكل جهود المصالحة، ويزيد من صعوبة العملية ويغرى المتشددين على المزيد من العناد لتعويق جهود المصالحة..، وأظن ان هذا السؤال مطروح ايضا على بعض قادة المنطقة الشرقية التى تغلق ابواب المصالحة مالم يتحقق كامل شروطها وتملى على الجميع مطالبها وهو موقف صعب يزيد من تعقيد عملية المصالحة لان المصالحة الوطنية ينبغى ان تكون جهدا مشتركا تنهض به كل الاطراف، يقرب المسافات المتباعدة ويعزز نقاط اتفاقها، وهى تطلب بالضرورة تنازلات متبادلة من الجانبين وصولا إلى وحدة الموقف بدونها يصعب تحقيق المصالحة.

وبرغم جهود القاهرة على امتداد أشهرعديدة سابقة لتجميع كل الاطراف الليبية على مائدة حوار دون اى شروط مسبقة بهدف تصحيح وإيضاح ما غمض فى اتفاق الصخيرات وتمكين الجميع من التوافق على خارطة طريق تحقق المصالحة وتجمع ما بين الشرق والغرب والشمال والجنوب وتعيد إلى ليبيا الامن والاستقرار، بقيت هذه الثغرة دون حل بما مكن الجماعات المسلحة من النفاذ منها والاستيلاء على رأس لانوف وسدرة وتهديد وحدة الدولة والارض الليبية لان اتفاق الصخيرات لا يتضمن شرطا رادعا للخارجين عن المصالحة!.

وما يزيد من غرابة الموقف ان يؤكد المشير حفتر فى اكثر من مرة التزامه بوحدة الارض والدولة الليبية واعترافه بالدولة المدنية القانونية، وقبوله الامتثال لأوامر السلطة المدنية فى مستواها الاعلي، ثم يصر على عدم لقاء رئيس وزراء الحكومة الانتقالية فايز السراج، رغم اقرار السراج اكثر من مرة ان ليبيا تحتاج إلى وحدة جيشها الوطنى ولم شتاته تحت قيادة عسكرية موحدة واعلانه التقدير الكامل لكل الجيش الوطنى الليبي..، وما لم يتمكن أطراف الداخل الليبى من الضغط المتوازن على كل من حفتر والسراج و تمكينهما من لقاء جاد ومثمر،فربما يكون الاكثر احتمالا ان تدور ليبيا فى هذه الحلقة المفرغة من الصراعات الفردية التى تهدد وحدة الدولة والارض الليبية.

المصدر : صحيفة الأهرام

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حفتر ووحدة الدولة الليبية حفتر ووحدة الدولة الليبية



GMT 08:43 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

ترامب فى آخر طبعة تغيير جذرى فى المواقف!

GMT 09:11 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أمريكا تدعم حفتر فى حربه على الإرهاب

GMT 08:27 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أمريكا تُعزز وجودها العسكرى

GMT 07:30 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

هل يحارب أردوغان قبرص؟

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia