حق الشهيد

حق الشهيد!

حق الشهيد!

 تونس اليوم -

حق الشهيد

بقلم ـ مكرم محمد أحمد

فى الاحتفال بيوم الشهيد الذى حضره الرئيس عبد الفتاح السيسى وجمع من أُسر الشهداء المصريين الذين دفعوا حياتهم من أجل أمن واستقرار مصر، وأخذوا البلاد من حالة الفوضى التى عاث فيها المجرمون فسادا، يقتلون النفس التى حرم الله قتلها إلا بالحق، ويحرقون ويدمرون دون وازع أو ضمير إلى أن انكشفت الغُمة، واستطاع رجال القوات المسلحة والأمن المصرى أن يعيدوا الأمور إلى نصابها الصحيح ويقطعوا دابر الفوضى لتعود مصر دولة آمنة قوية تعيد الأمن والأمان إلى عالمها العربى وتنشر الأمل من جديد فى كل ربوع المنطقة بفعل شهداء أبرار ضحوا بأرواحهم كى تنتصر الحياة على الموت والدمار وتشرق شمس النهار على أمة قوية تبنى لأجيالها الجديدة مستقبلاً أفضل.

خمس سنوات أو يزيد والوطن يدفع صابراً ثمناً غالياً من دماء أبنائه الأبطال، ويودع الآلاف من شهدائه فى مسيرات لا تنقطع للأمهات الثكالى والآباء المحسورين والأهل والأصدقاء الحزانى، يملؤهم إيمان عميق بأن مصر سوف تنتصر على الشر وأن الإرهاب سوف ينحسر، وأن فرج الله قريب لأن الأمة لا يمكن أن تُجمع على باطل، وهى فى حربها على الإرهاب مؤيدة من الله لأن الإسلام لم يكن أبداً دين عدوان وحرب. فرض الإرهاب حربه على المصريين ولم يترك لهم خياراً آخر سوى الموت، إما أن يحكمهم بقوة الحديد والنار أو يعمل فيهم القتل والتدمير، وهذا ما قاله خيرت الشاطر على بلاطة للرئيس عبدالفتاح السيسى وهو وزيرً للدفاع، وهذا ما أعلنه على الملأ محمد البلتاجى وهو يؤكد أن الإرهاب سوف يتوقف فى سيناء على الفور إن عاد محمد مرسى إلى مكتبه فى القصر الجمهورى، ومع الأسف لا تزال جماعة الإخوان المنافقة تدعى كذباً الاعتدال، وهى المعطف الذى خرجت من تحته كل جماعات الإرهاب والمنبع الذى خرجت منه دعاوى التكفيريين عندما سمحت لسيد قطب شيطانها الاكبر أن يكون فيلسوفها ومفكرها.

وأول أمس فى الاحتفال بيوم الشهيد لم تتوقف دموع المصريين حزناً على شهدائهم رغم أنهم على يقين بأنهم فى عليين، هل رأيتم مشهد الأم وهى تحتضن بقوة زوجة ابنها المكلومة فى زوجها الشهيد؟! هل رأيتم عريكة الأب الذى عاش حياته مدرساً ويريد أن يعود مجنداً كى ينتقم لابنه الشهيد!، هل رأيتم أم الشهيد التى بلغت المائة عام وطلبت المجىء كى تحيى السيسى لأنه وعد المصريين بالأمن والأمان ونجح فى الوفاء بوعده، هل استمعتم إلى وصايا أم الشهيد اللواء وهى تعلمنا كيف يكون الوفاء بحق الشهداء المصريين، وأن الخروج إلى الانتخابات هو حق للشهيد ينبغى الوفاء به لأن الشهداء ماتوا دفاعاً عن أمن مصر واستقرارها، ولأن حق الشهيد يلزمنا أن نكمل مشواره وننتصر للأهداف التى استشهد من أجلها ويتيقن من أن الجيش المصرى قد انتصر وأن إخوته يـواصلون مهمته.

والأمر المؤكد طبقاً لروايات أمهات الشهداء اللائى أجمعن على أن حالة الاستشهاد تتلبس الشهيد قبل استشهاده، ويعيش فى يقين حقيقى بأنه سوف يُستشهد، ولأن أم الشهيد هى الأقرب إلى قلبه يحاول إقناعها بأن الاستشهاد أمر يدعو إلى الفرح لا البكاء، ويصبح همه الأكبر أن يتحصل على وعد منها بأنها لن تبكى حزناً على استشهاده، وطبقاً لما رواه الحبيب الجفرى فإن الشهيد لا ينقطع عمله بعد رحيله، وإنما يُنمى عمله ويكبر، كما أنه يود لو يُبعث مرة أخرى ليستشهد عشر مرات، وأنه يرى الشهادة حلماً عظيماً يرافقه فى النوم واليقظة لا يغادره أبداً، ولأن الشهيد يسعى دائماً إلى الشهادة يصبح حقه واجباً ينبغى الوفاء به كى يتحقق رضا الشهيد بعد رحيله، وما من شك أن هذه الآلاف المؤلفة من الشهداء دفعت حياتها عن رضا كامل، واختارت الشهادة وسّعت إلى تحقيقها، وعاشت هذا الحلم فى النوم واليقظة، لذلك تصبح مطالب الشهيد حقوقاً واجبة الاسترداد والسداد ينبغى الحفاظ عليها.

المصدر : جريدة الأهرام

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حق الشهيد حق الشهيد



GMT 08:43 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

ترامب فى آخر طبعة تغيير جذرى فى المواقف!

GMT 09:11 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أمريكا تدعم حفتر فى حربه على الإرهاب

GMT 08:27 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أمريكا تُعزز وجودها العسكرى

GMT 07:30 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

هل يحارب أردوغان قبرص؟

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 02:37 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي أجود أنواع البلسم الطبيعي للشعر المصبوغ

GMT 02:12 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

سيرين عبد النور تتألق بالبيج والنبيتي من لبنان

GMT 06:35 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 16:23 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

تعرف على المطاعم في العاصمة الكينية "نيروبي"

GMT 18:51 2019 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

السمك يحمي صغيرك من الإكزيما
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia