انفراج واسع فى الأزمة السورية

انفراج واسع فى الأزمة السورية

انفراج واسع فى الأزمة السورية

 تونس اليوم -

انفراج واسع فى الأزمة السورية

بقلم : مكرم محمد أحمد

الواضح أن الأزمة السورية تزداد انفراجا منذ لقاء الرئيس بوتين وترامب فى هامبورج على هامش قمة العشرين، وأن الاتفاق الذى توصل إليه الاثنان بوقف إطلاق النار جنوب سوريا بموافقة الأردن وإسرائيل وسوريا يزداد رسوخا، وثمة مايشير إلى أنه يمكن أن تشمل مناطق سورية جديدة كما أنها تزداد إتساعا بدخول فرقاء جدد ترتيبا على هذا الاتفاق، فضلا عن التغيير الواضح الذى طرأ على موقف السعودية وجعلها أكثر اهتماما بتسوية المشكلة السورية وإنهاء عذابات الشعب السوري، بعد أن أدرك الجميع أن الحرب السورية تحولت إلى مفرخة لجماعات الإرهاب وكثر عدد اللاعبين على ساحتها وازدحم المجال الجوى السورى بطائرات الحلفاء والأعداء والمراقبين وكل من يتصور أن له دورا فى الشأن السورى إلى حد دفع الروس والأمريكيين إلى تنظيم عملياتهما الجوية فى اتفاق مكتوب، وكذلك فعل الإسرائيليون والروس تفاديا لوقوع صدام جوى يصعب حساب نتائجه!

لكن الحدث الأكثر وضوحا ودلالة يتمثل فى عودة أكثر من نصف مليون سورى إلى بلادهم خلال الأسابيع الأخيرة، كانوا قد نزحوا عن مدنهم وقراهم وتشردوا فى لبنان والأردن والعراق ومصر، وعبروا الحدود التركية وصولا الى أوروبا عبر البلقان وبحر إيجه إلى أن زادت اخطار الهجرة وتوافقت دول الاتحاد الأوروبى على إغلاق أبواب الهجرة فى وجه المهاجرين السوريين ووضعوا الرئيس التركى رجب الطيب أردوغان حارسا بالإيجار مهمته اغلاق الحدود فى وجه النازحين السوريين، والواضح أيضا أن عودة السوريين إلى بلادهم تزداد كثافة وعددا كلما ترسخ وقف إطلاق النار وزادت فرص الاستقرار وتوالت هزائم داعش وفقدت المزيد من الأراضى السورية التى كانت تسيطر عليها، ويتوج جميع ذلك أن الجيش السورى يتابع تقدمه فى استعادة المواقع والأراضى التى فقدها، سواء فى غوطة دمشق أو فى مناطق الوسط حمص وحماة أو شمالا فى مدينة حلب التى تستعيد نشاطها وحياتها، وتصلح ساعتها الأثرية القديمة وسط الميدان الرئيسى، بينما يتقدم الجيش السورى ليغلق حدود بلاده مع تركيا ويمنع تسلل المقاتلين الاجانب الى داخل سوريا.

وفى مدينة الرقة التى كانت داعش اختارتها عاصمة لدولة الخلافة واخترقها أخيرا تحالف القوات الكردية والعربية بمساعدات مباشرة من الولايات المتحدة تدور معارك تحرير المدينة فى حرب شرسة تحاكى حرب الموصل يمكن أن تتواصل لأسابيع قادمة إلى أن تتحرر الرقة من ربقة داعش كما تحررت الموصل، بينما يواصل الجيش السورى عملياته فى ريف الرقة الجنوبي، يسيطر على بعض حقول البترول ويتقدم حثيثا تجاه محافظة دير الزور التى لايزال داعش يسيطر على أجزاء كبيرة منها، لكن الملاحظ أن الجيش السورى رغم تضاؤل أعداده واتساع مساحة الميدان لم يخسر أيا من المعارك التى دخلها منذ تحرير حلب.

وفى غمرة هذه التطورات التى تنبئ بقرب انفراج الأزمة السورية يأتى قرار الرئيس الأمريكى ترامب الأخير بإنهاء برنامج المخابرات المركزية الذى بدأ عام 2013 فى عهد الرئيس السابق أوباما بتدريب وتسليح مجموعات متناثرة من المتمردين من الفرقة 13 وجيش اليرموك بهدف الضغط على نظام حكم بشار الأسد وإلزامه قبول مرحلة انتقالية جديدة فى حكم سوريا، تنتقل خلالها سلطة الحكم إلى تحالف جديد يجمع بين الحكومة والمعارضة لا مكان فيه لأسرة الأسد التى حكمت سوريا لأربعين عاما. ويعنى إنهاء الرئيس ترامب دعم الولايات المتحدة للمتمردين السوريين الذين يشكلون جزءا مهما من المعارضة السورية إنهاء دور المعارضة المسلحة، كما يعنى توافق الأمريكيين والروس على أن الأولوية ينبغى أن تكون لمحاربة داعش..،

وبقدر ما أثار قرار ترامب استياء المتمردين زاد من طمأنة السوريين بأن الحرب الأهلية السورية تبلغ نهايتها، وأكد لجميع فصائل المعارضة أن الحسم العسكرى الذى يمكنهم من كامل السلطة غير وارد ولا بديل عن استمرار التفاوض مع الحكومة السورية على حلول وسط لا يمانع الروس أن تشمل استبعاد بشار الأسد إذا رغب الشعب فى ذلك، لكن الحقيقة الأهم هى اعتراف الأمريكيين بنفوذهم المحدود فوق الأرض السورية قياسا على الدور الروسى الذى يزداد قوة إلى حد أن البعض يرى فى قرار ترامب الأخير وقف البرنامج السرى للمخابرات المركزية إعلانا بفوز الروس.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انفراج واسع فى الأزمة السورية انفراج واسع فى الأزمة السورية



GMT 08:43 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

ترامب فى آخر طبعة تغيير جذرى فى المواقف!

GMT 09:11 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أمريكا تدعم حفتر فى حربه على الإرهاب

GMT 08:27 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أمريكا تُعزز وجودها العسكرى

GMT 07:30 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

هل يحارب أردوغان قبرص؟

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 02:37 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي أجود أنواع البلسم الطبيعي للشعر المصبوغ

GMT 02:12 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

سيرين عبد النور تتألق بالبيج والنبيتي من لبنان

GMT 06:35 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 16:23 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

تعرف على المطاعم في العاصمة الكينية "نيروبي"

GMT 18:51 2019 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

السمك يحمي صغيرك من الإكزيما
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia