سقوط قانون الخدمة درس بليغ للحكومة

سقوط قانون الخدمة درس بليغ للحكومة

سقوط قانون الخدمة درس بليغ للحكومة

 تونس اليوم -

سقوط قانون الخدمة درس بليغ للحكومة

مكرم محمد أحمد

حسنا ان قبلت حكومة المهندس شريف اسماعيل دون عناد قرار أغلبية البرلمان برفض قانون الخدمة المدنية، وارتضت التوافق مع أعضائه حول قانون جديد يتلافي عيوب القانون المرفوض، ويمكن ان يحظي بقدر أكبر من الرضا من سبعة ملايين موظف يشكلون حجم البيروقراطية المصرية، يرفضون القانون علي نحو يكاد يكون مطلقا لان القانون يعض رغيفهم وينتقص من حقوقهم المكتسبة، دون ان يحدث تغييرا جوهريا في الخدمة المدنية يكسبها بعض الجودة والتيسير علي الناس،ويحاصر تسلطها وفسادها وادمانها الرشوة والاهمال، ويجعلها اكثر عصرية ومسئولية، هدفها الاول خدمة سيدها الاوحد (المواطن المصري) دافع الضرائب، تحترم حقوقه وآدميته كما هو الحال في معظم بلدان العالم.

ورب ضارة نافعة لان قانونا علي هذا القدر من الاهمية يتعلق بمصالح 30مليون نسمة يشكلون عدد العاملين في الحكومة واسرهم ما كان ينبغي ان يصدر بهذه الدرجة من العجلة والتسرع ودون نقاش مجتمعي واسع تشارك فيه النقابات المهنية والاتحادات العمالية..،ومن المؤكد انه في غيبة الرضا العام عن القانون إلي هذا الحد الواسع، كان يمكن لتطبيقه ان يثير الكثير من المشاكل ويشكل عنصر ازعاج وقلق لاستقرار الوطن!،ولعل الدرس المهم الذي ينبغي ان تتعلمه الحكومة، ان مثل هذه القوانين لايصلح (الآن) أن تصدر في الخفاء ودون نقاش مجتمعي، لان المصريين بعد ثورتي يناير ويونيو ماعاد في وسعهم ان يقبلوا الرضوخ للامر الواقع بعد ان سقطت حواجز الخوف من السلطة، وحددوا في نطاق أهداف الثورتين حقوقهم في الحرية والكرامة والعيش الكريم.

واظن ان احدا لا يستطيع ان يعترض علي الاهداف الصحيحة لقانون الخدمة التي تخلص في اخضاع وظائف الادارة العليا لنظام تنافسي ينحاز إلي الكفاءة والقدرة علي التطوير والابتكار وشجاعة اتخاذ القرار، ويأخذ باساليب الادارة الحديثة، ويحرص علي تنمية قدرات المستويات الادارية المختلفة بما يرقي باداء الحكومة، ويتبع نظاما عادلا للثواب والعقاب يحدد علي نحو دقيق طبيعة المخالفات والجرائم والجزاءات والعقوبات التي تردع مرتكبيها، لان البيروقراطية المصرية ثقيلة الوطأة لن يردعها ان يحلف الموظف اليمين الدستورية عند توليه الوظيفة او يوقع علي مدونة سلوك أخلاقية!، فضلا عن ضرورة وجود خطط ذات خيارات متنوعة تساعد علي تقليل حجم البيروقراطية المترهل، بحيث تكون نسبة الموظفين إلي المواطنين في حدود موظف واحد لكل 30 مواطنا بدلا من موظف لكل 13مواطنا، بما يؤكد ترهل البيروقراطية وعدم قيامها بالحد الادني من واجباتها.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سقوط قانون الخدمة درس بليغ للحكومة سقوط قانون الخدمة درس بليغ للحكومة



GMT 09:34 2021 الجمعة ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الخديو المبذر

GMT 16:26 2021 السبت ,25 أيلول / سبتمبر

الجميلة و «الحمارة الكبرى»

GMT 13:04 2021 الجمعة ,10 أيلول / سبتمبر

ثلاث مصريات من لبنان: البحر من ورائها

GMT 14:39 2021 الجمعة ,09 إبريل / نيسان

تَغيير الحَمَل... كل يوم

GMT 14:28 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

ابنة الزمّار وحسناء الزمان

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia