دخول الوزراء وخروجهم

دخول الوزراء وخروجهم

دخول الوزراء وخروجهم

 تونس اليوم -

دخول الوزراء وخروجهم

عمرو الشوبكي

قد يكون معروفاً كيفية اختيار الوزراء فى مصر منذ ثورة يوليو 1952 وحتى الآن: تقديرات رئاسية، تقارير أمنية، وأحياناً سياسية فى عهد عبدالناصر (مع التنظيم الطليعى)، وظل هذا الوضع مستمراً، نظراً لمنع الأحزاب أو ضعفها، وعدم وجود ما يلزم رئيس الجمهورية فى دستور 71 بأن يختار وزراءه من الأحزاب.

والحقيقة أن آلية اختيار الوزراء أو التعديلات الوزارية ظلت لغزاً لا يعرفه إلا رئيس الجمهورية ودائرة مقربة منه، وبدا الأمر مفهوماً طالما ظلت الأحزاب ضعيفة ولا تضم الكوادر اللازمة القادرة على تولى الحقائب الوزارية، فأصبحت التقديرات الشخصية والسمعة الطيبة والتقارير الأمنية هى معايير الاختيار وليس الخبرة السياسية والحزبية.

والحقيقة أن تعديل طريقة اختيار الوزراء يستلزم تعديلاً فى الأوزان السياسية للأحزاب وفى دورها وأدائها من أجل الدخول فى شراكة مع رجال الدولة.

وتلك ربما كانت فلسفة النص الدستورى الذى أعطى لرئيس الجمهورية الحق فى تعيين وزراء السيادة الأربعة (الدفاع والداخلية والخارجية والعدل)، فى حين أعطى للأكثرية البرلمانية الحق فى تشكيل باقى الوزارة، بناء على تكليف الرئيس.

والحقيقة أن التعديل الوزارى الأخير تحكمه نفس المعايير التى اعتاد عليها الشعب المصرى منذ عقود، وتظل مفهومة نتيجة غياب البرلمان والأحزاب معا.

أما الحالة غير المفهومة فهى طريقة خروج الوزراء منذ عهد مبارك وحتى الآن، والتى أقل ما توصف به أنها صادمة وغير لائقة.

فالوزراء فى مصر يعرفون خبر إقالتهم من الصحف أو نشرات الأخبار، وأحيانا من وسائل التواصل الاجتماعى، فمثلا واحد من أهم وزراء الخارجية الذين عرفتهم مصر منذ عقود، وهو إسماعيل فهمى، الذى قبل أن يتولى هذا المنصب فى ظل أوضاع داخلية وخارجية صعبة، وكان معظم دول العالم، خاصة الغربية منها، تعتبر أن ما جرى فى مصر انقلاب، ومع ذلك نجح الرجل فى تغيير الدفة بهدوء ومهنية، وأعاد مصر إلى منظمة الوحدة الأفريقية ولعب دورا مهما فى تحييد الغرب تجاه النظام الجديد، وكانت كل المؤشرات تدل على أنه باق فى منصبه، إلى أن فوجئ بخبر إقالته منشورا فى مواقع الصحف، قبل ساعتين من حلف اليمين.

وتكرر نفس المشهد مرة أخرى مع التغيير الوزارى الأخير، فمثلا وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، وبصرف النظر عن تقييم أدائه، تلقى خبر إقالته أثناء عودته من معسكرات الأمن بالسويس، وذلك بعد أن شهد الاحتفال بيوم المجند، وألقى كلمة للتأكيد على بث الروح المعنوية للمجندين والأفراد.

وحين علم الرجل بقرار إقالته، لم يعد إلى مكتبه، وعاد إلى منزله.

والسؤال: هل هناك أمل فى أن تتغير طريقة الدولة فى التعامل مع وزرائها الذين يتركون مناصبهم، وأن تعرف أن هيبتها تكمن فى احترامها لتقاليدها باحترام من خدموها وهم فى داخل السلطة وخارجها، ولا تضرب لهم تعظيم سلام حين يحتلون مناصب وزارية وتعاملهم بهذه الطريقة المهينة حين يخرجون منها؟

لا يوجد مبرر واحد لاستمرار هذه الطريقة فى التعامل مع الوزراء الذين أعفوا من مناصبهم، خاصة حين يقول أحد الوزراء السابقين فى عهد الإخوان، والذى ناهض بشدة الأخونة فى وزارته، فأقيل مع باقى الوزراء الذين لا ينتمون للجماعة، إن هشام قنديل، رئيس الوزراء، فى ذلك الوقت، دعاهم لاستقبال اعتذر لهم فيه عن إقالتهم.

وقد لا يعكس هذا التصرف أى مضمون، ولكن المؤكد أن الطريقة التى خرج بها وزراء حكومة الببلاوى، ثم وزراء حكومة محلب، تدل على أننا مازلنا نحترم المنصب وليس الشخص- المواطن- وتلك نقيصة كبرى لا نعرف متى سنخرج منها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دخول الوزراء وخروجهم دخول الوزراء وخروجهم



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia