الإرهابى صلاح عبدالسلام «١٢»

الإرهابى صلاح عبدالسلام «١-٢»

الإرهابى صلاح عبدالسلام «١-٢»

 تونس اليوم -

الإرهابى صلاح عبدالسلام «١٢»

عمرو الشوبكي

أتصفح الصحافة الأجنبية بشكل متفرق فى مصر، وأتابعها بشكل يومى حين أكون خارجها، خاصة فى رحلتى الذهاب والعودة بين «السماء والأرض»، وحين تكون الصحافة الورقية مادة جيدة للقراءة وتسجيل الملاحظات الهادئة.

وقد تابعت أمس الأول عناوين بعض الصحف العالمية حول إلقاء القبض على الإرهابى صلاح عبدالسلام، ووجدت أمامى مانشيتاً لاثنتين من كبريات الصحف العالمية وهما «لوموند» و«نيويورك تايمز»، بجانب صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية وهى تشير جميعا لخبر إلقاء القبض على أحد العقول المدبرة لعملية باريس الإرهابية وأحد منفذى عملية استاد فرنسا الفاشلة.

إن تغطية الصحف الثلاثة بدت مدهشة وتحتاج لتأمل فى ظل الحالة الهستيرية التى تصيب معظم إعلامنا المصرى فى التعامل مع الإرهاب، وأيضا التحيزات الفجة لبعض القنوات والصحف العربية حتى صارت منبراً غير حر للدفاع عن الإرهاب.

يقيناً هناك مساحات غالبة فى التعامل مع ملف الإرهاب تضمن أولا إدانته ومحاربته، وفى نفس الوقت محاولة فهم أسبابه ودوافعه ومواجهته بكل الوسائل السياسية والاجتماعية والأمنية والدينية.

صلاح عبدالسلام هو الشخص الأكثر بحثا فى أوروبا، كما قالت صحيفة لوموند الفرنسية، والتى عنونت صفحتها الأولى قائلة «كيف قبض على عبدالسلام» وذهبت نيويورك تايمز لمنحى مشابه حين وضعت فى صدر صفحتها الأولى (تماما مثل كل الصحف الفرنسية ومعظم الصحف الأوروبية) خير توقيفه قائلة: «القبض على المشتبه به فى إرهاب باريس»، أما «لوفيجارو» فذكرتنى بصحافتنا المصرية خاصة مدرسة أخبار اليوم حين وضعت عنوان الصفحة الأولى: «توقيف عبدالسلام: انتصار ضد الإرهاب».

واللافت هو رحلة هذا الشاب ذى الـ26 ربيعا الذى ظل هاربا عن أعين الشرطة 125 يوما حتى تم إيقافه فى حى «ميلونبك» الفقير فى بروكسل، لها مائة دلالة، فهو من أصل مغربى، ولد فى بروكسل ويحمل الجنسية البلجيكية، ولديه بطاقة إقامة فى فرنسا، وله 4 أشقاء هاجروا لبلجيكا (يزيد 33 عاما، إبراهيم 31، محمد 29، ومريم 22 عاما) ووالده سائق ترام يعمل فى بلجيكا.

لم يُعتقل أحد من أسرته ولم يُنكل بوالده ولا والدته، وهو المهاجر الأجنبى الذى جاء إلى أوروبا ليقتل مواطنيها كما يرى كثيرون، صحيح أنهم خضعوا لتحقيقات مطولة، وظلوا تحت المراقبة الدقيقة لأجهزة الأمن، كما لم يعتقل مئات المشتبه فيهم حتى تصل الشرطة لأحد منفذى عملية باريس الإرهابية الأكثر قسوة فى تاريخ فرنسا المعاصر.

اللافت أن عملية استاد فرنسا (والتى راح ضحيتها شاب مصرى تصادف وجوده عند أبواب الاستاد) يمكن اعتبارها من كرم الله هى العملية الفاشلة بين كل عمليات باريس، وهنا طرح السؤال: هل كان الإرهابيون الثلاثة ينوون القيام بعملية انتحارية، أم أن القنابل والأحزمة الناسفة انفجرت قبل موعدها بطريق الخطأ؟ سؤال لم تجب عنه حتى الآن جهات التحقيق.

صورة صلاح عبدالسلام، التى وضعتها صحيفة لوموند ملونة أمس الأول على صفحتها الثامنة، ليست صورة جهادى ولا تكفيرى على الإطلاق، فقد وصفته بالشاب الوسيم ذى الأعين العسلية، وهو يشبه شباب «الألتراس» فى مصر، ومع ذلك انضم لتنظيم إرهابى وقتل عشرات الأبرياء.

«بروفايل» هذا الشاب يحتاج لتأمل عميق، وكيف أصبح بتلك السلاسة إرهابى «كول» (Cool) إن جاز التعبير، وهو الذى غيّر رأيه فى اللحظات الأخيرة ولم يفجر نفسه (أو لم يرتد الحزام الناسف)، كما كان يمكن بكل سهولة أن يبقى خلف القضبان بسبب سرقة صغيرة أو قضية مخدرات أو ضرب مواطن صالح، لا إرهابياً تطارده دول العالم.

ويبقى هذا حديث الغد.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإرهابى صلاح عبدالسلام «١٢» الإرهابى صلاح عبدالسلام «١٢»



GMT 09:34 2021 الجمعة ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الخديو المبذر

GMT 16:26 2021 السبت ,25 أيلول / سبتمبر

الجميلة و «الحمارة الكبرى»

GMT 13:04 2021 الجمعة ,10 أيلول / سبتمبر

ثلاث مصريات من لبنان: البحر من ورائها

GMT 14:39 2021 الجمعة ,09 إبريل / نيسان

تَغيير الحَمَل... كل يوم

GMT 14:28 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

ابنة الزمّار وحسناء الزمان

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia