كتالوج الإخوان

كتالوج الإخوان

كتالوج الإخوان

 تونس اليوم -

كتالوج الإخوان

بقلم : عمرو الشوبكي

عادة ما تختلف التيارات السياسية على تقديم قراءات مختلفة للأحداث السياسية، إلا الإخوان الذين يرددون كلاماً واحداً لا يتغير، ويحملون نفس الكراهية لكل ما له علاقة بالشعب والدولة المصرية فى مشهد نادر التكرار مع أى فصيل آخر.

يقيناً المحاولة الفاشلة للانقلاب فى تركيا أثارت ردود فعل مختلفة فى مصر والعالم العربى إلا عند الإخوان الذين رددوا نفس الكلام المحفوظ ونفس شعارات الشماتة التى لا يستطيع واحد ترديد عكسها حتى من بين غير المقيمين فى تركيا.

انقلاب تركيا الفاشل أثار داخل التيارات المدنية المؤيدة لـ30 يونيو ردود فعل مختلفة، وهى رسالة لم تفهمها الجماعة حتى الآن، فهناك من فرح بالانقلاب وأيَّده منذ اللحظة الأولى من إعلاميين وسياسيين، ونسى أو تناسى أن الواقع التركى نجحت فيه الانقلابات حين كانت تقرر قيادة الجيش الانقلاب على السلطة المدنية، وفى نفس الوقت لديها ظهير سياسى وشعبى، وهو ما لم يحدث فى هذه الحالة، وهناك خطاب آخر مدنى مؤيد ومشارك فى 30 يونيو رفض الانقلاب منذ البداية وتوقع فشله، وبالتالى لم يضطر أن يقول إن أردوغان هو الذى رتَّبه بخيبة نادرة، وهؤلاء رفضوا سياسة أردوغان الاستبدادية ولم يؤيدوا التمرد العسكرى فى نفس الوقت.

وهناك تيار ثالث ركز اعتراضه على الطريقة المهينة التى تعامل بها البعض مع جنود الجيش التركى رغم أن هذه الصور التى انتشرت فى وسائل إعلام مختلفة لا تعبر عن مجمل الصورة فى علاقة الشعب التركى بجيشه، وهى فى المجمل علاقة وطيدة، لأن فى معظم المرات التى تدخل فيها الجيش التركى كان هناك ظهير شعبى كبير مؤيد له، مثلما حدث فى انقلاب 1980 شديد القسوة، والذى أعقب حقبة السبعينيات التى عاشت فيها البلاد أكبر حملة عنف واغتيالات فى تاريخها حتى وصفها البعض بالحرب الأهلية.

أما الكتالوج الإخوانى فهو صوت واحد، ولون واحد، ولغة واحدة، فأولاً هو يرفض الانقلاب، وهذا حقه، (لأن هناك من التيارات المدنية يسارية ويمينية ومستقلين رفضوه أيضاً)، ولكنه يشيد بالشعب التركى البطل الذى رفض الانقلاب (ماشى) ويهين الشعب المصرى (مش ماشى) الذى قبل بتدخل الجيش فى 3 يوليو، وينسى أو يتناسى أن هناك ملايين المصريين نزلوا فى الشوارع لإسقاط حكم الإخوان، وهو لا يريد فى عقله الباطن أن يعترف بأن أغلب الشعب المصرى كانوا ضد حكم الجماعة، ثم يبدأ بعد ذلك فى إظهار أردوجان على أنه خليفة المسلمين، وأنه حامى حمى ديار الإسلام، ولا ينطقون بحرف واحد اعتراضاً ولو هامساً على اعتداءاته على حرية الرأى والتعبير وإغلاقه وسائل الإعلام المعارضة، واعتقاله الصحفيين وأعضاء جماعة فتح الله جولن (أعتذر عن كتابته أمس عبدالله) الإسلامية المستنيرة.

أردوجان أنجز إنجازات كبيرة فى بدايات حكمه، ولكنه يرتكب كوارث وحماقات الآن تجعله قريباً من تيارات الاستبداد فى العالم العربى، وأن من ينوى البقاء فى السلطة 22 عاماً يقارن بـ«مبارك وبن على» لا أن يعتبره «كتالوج الإخوان» محرر الشعوب وداعماً للثورات العربية.

الكتالوج الإخوانى لديه موقف واحد، هو العداء لأى جيش وطنى، ولأى دولة وطنية، لأن مشروعهم لايزال مشروع ميليشيا وجماعة سرية، ولأنهم لم يفكروا مرة ويقولوا ولو لبعضهم: نعم هناك ملايين نزلت فى مصر ضد حكمنا، وليس فقط حديث الانقلاب والانقلابيين، وإن السياسيين الذين يدعمون الإخوان مثل أردوجان وغيره لهم أخطاؤهم أيضاً.

لا أحد يتكلم هكذا، لا شخص، ولا مسؤول، ولا بيان شارد، ولو من باب ذر الرماد فى العيون.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتالوج الإخوان كتالوج الإخوان



GMT 05:19 2019 الجمعة ,22 آذار/ مارس

النصوص لا تصنع الإرهاب

GMT 05:33 2019 الخميس ,14 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

GMT 08:31 2019 الخميس ,28 شباط / فبراير

هل نحتاج لمزيد من كليات الطب؟

GMT 04:38 2019 الأحد ,24 شباط / فبراير

مجلس الشورى

GMT 05:02 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

جولات السترات الصفراء

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia