المجلس الأعلى لن يعيد السياحة

المجلس الأعلى لن يعيد السياحة

المجلس الأعلى لن يعيد السياحة

 تونس اليوم -

المجلس الأعلى لن يعيد السياحة

بقلم : عمرو الشوبكي

صدر القرار الجمهورى رقم 352 لسنة 2016 بتشكيل المجلس الأعلى للسياحة برئاسة رئيس الجمهورية، وضم فى عضويته رئيس الوزراء ووزراء الدفاع والتخطيط والشباب والخارجية والداخلية والتنمية المحلية والتعاون الدولى والثقافة والاتصالات والطيران المدنى والمالية والاستثمار والسياحة، ورئيس جهاز المخابرات العامة، ورئيس هيئة الرقابة الإدارية، ورئيس مجلس إدارة الاتحاد المصرى للغرف السياحية، واثنين من خبراء السياحة يقوم باختيارهما وزير السياحة، ليصبح بذلك عدد المجالس العليا فى مصر 13 مجلسا فى مختلف المجالات من الآثار والثقافة والطفولة، وأيضا شؤون الطلاب وغيرها.

والمؤكد أنه من الأمور الإيجابية وجود مجالس عليا تدير مؤسسات الدولة الرئيسية من قضاء وشرطة وإعلام وقوات مسلحة، وهو مؤشر على أن هذه المؤسسات تعمل وفق قواعد ينظمها الدستور والقانون، وهو أمر يختلف عن وجود مجلس أعلى للاستثمار أو للسياحة لأنه فى هذه الحالة لن يستطيع حل مشاكل هذه الجهات وتجاوز أزماتها.

والحقيقة أن عناصر الجذب السياحى عادة ما ترجع لأسباب طبيعية (آثار تاريخية مثل مصر) أو مصنعة (مثل المنتجعات السياحية والمدن الحديثة كدبى) أو أن تكون الصورة الذهنية عن هذا البلد إيجابية أو على الأقل ليست سلبية سواء على المستوى الاجتماعى (الأمن) أو السياسى، وأن تكون، وهو العنصر الثالث، لديها قدرة على تسويق ما تملك عالمياً.

إن السياحة فى مصر تحولت فى العقد الماضى إلى صناعة متكاملة يعيش عليها حوالى 5 ملايين مواطن، وعرفت البلاد مدنا سياحية ذات وزن عالمى مثل شرم الشيخ، وتحولت مصر إلى البلد العربى الأكثر استقبالا للسياح إلى أن انهار الوضع تماما فى السنوات الأخيرة وغاب أحد مصادر الدخل القومى والعملة الصعبة.

والحقيقة أن أسباب انهيار السياحة فى مصر مركبة، فقد أثرت السياسة والإرهاب بصورة مباشرة عليها، وساهمت حملات كثيرة ضد النظام المصرى فى تراجع السياحة، صحيح أن كثيرا من هذه الحملات كان موجها ومنحازا بصورة فجة، إلا أنه علينا الاعتراف أيضا بأن كثيرا منها كان بسبب سوء أدائنا وأخطاء جسيمة وقعنا فيها ولم نعتبر أن الاعتراف بها يكبرنا وسط العالم ولا ينتقص منا.

السياحة فى مصر لن تتطور خطوة واحدة للأمام بقرارات فوقية حتى لو كانت شديدة الإخلاص، إنما بمعرفة أسباب انهيار السياحة بجرأة ومراجعة الأخطاء التى تخصنا، وتقديم صورة جديدة لبلد يعترف بأخطائه (فك لغز وفاة الطالب الإيطالى ريجينى) أو بمشاكله وثغراته الأمنية (سقوط الطائرة الروسية)، مثلنا مثل كثير من دول العالم.

ولعل ما جرى بين روسيا وتركيا مؤخراً له أكثر من دلالة، فرغم أن المقاتلات الحربية التركية أسقطت طائرة روسية بصورة متعمدة، وليس على يد إرهابيين (مثلما حدث مع الطائرة الروسية فى مصر)، وحدثت عملية إرهابية فى مطار أتاتورك بقلب اسطنبول، إلا أن السياحة الروسية عادت لتركيا رغم كل ذلك، ولأسباب معظمها سياسى.

نحتاج لخطاب سياسى وإعلامى رشيد يقدم للعالم، لا أن نقول كل يوم إن العالم يتآمر علينا، وفى نفس الوقت نسعى للاستثمار الأجنبى والسياحة الأجنبية، فالاختلاف مع المنظومة الدولية وارد، والحفاظ على كرامتنا ودولتنا الوطنية خط أحمر، ولكن يجب أن نعرف أننا ضحية سوء أداء وإدارة أكثر منه تآمراً دولياً.

علينا أن نبدأ بالاستماع لمشاكل صناع السياحة الموجودين عملياً على الأرض، وهؤلاء فقط يمكن أن يكونوا مجلسا أعلى للسياحة دون مسمى، وأن يكون وزير السياحة هو همزة الوصل بينهم وبين أجهزة الدولة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المجلس الأعلى لن يعيد السياحة المجلس الأعلى لن يعيد السياحة



GMT 05:19 2019 الجمعة ,22 آذار/ مارس

النصوص لا تصنع الإرهاب

GMT 05:33 2019 الخميس ,14 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

GMT 08:31 2019 الخميس ,28 شباط / فبراير

هل نحتاج لمزيد من كليات الطب؟

GMT 04:38 2019 الأحد ,24 شباط / فبراير

مجلس الشورى

GMT 05:02 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

جولات السترات الصفراء

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia