هل ستتحرك عملية السلام

هل ستتحرك عملية السلام؟

هل ستتحرك عملية السلام؟

 تونس اليوم -

هل ستتحرك عملية السلام

بقلم : عمرو الشوبكي

هل هناك فرصة للمبادرة المصرية فى تحريك عملية السلام؟ وهل هناك فرصة لنجاح المبادرة الفرنسية لحل الصراع العربى- الإسرائيلى، التى تواكبت مع حديث الرئيس السيسى عن ضرورة تحريك عملية السلام لأنها فى صالح التنمية والرخاء فى المنطقة؟ ولماذا فشلت المبادرة العربية التى أخذت زخما قويا حين طرحتها السعودية منذ عدة سنوات وأعلنت استعداد الدول العربية الاعتراف بإسرائيل فى مقابل انسحابها من الأراضى العربية التى احتلتها عام 1967، والاعتراف بحق الشعب الفلسطينى فى بناء دولته المستقلة، وعاصمتها القدس.

كل هذه المبادرات من سعودية لمصرية لأوروبية لأحيانا أمريكية فشلت، فهل يمكن أن تقدم إسرائيل شيئا جديدا للعرب بعد زيارة وزير الخارجية المصرى لإسرائيل؟ وهل هناك فرصة أن تخرج مبادرة الرئيس السيسى عن مسار الفشل الذى عرفته كل مبادرات ومفاوضات السلام العربية- الإسرائيلية عقب اتفاقية كامب ديفيد؟

فى الحقيقة لا يوجد أى أفق لنجاح أى مبادرة للسلام فى الوقت الحالى لأن المغريات التى تقدمها الدول العربية لإسرائيل بالتطبيع فى مقابل السلام لم تعد تحمل نفس الأهمية مثلما كان عليه الحال فى عهد الرئيس السادات، فالدول العربية فى حالة ضعف وانقسام داخلى غير مسبوق، وتطبيع علاقتها مع إسرائيل فى مقابل انسحابها من الأراضى الفلسطينية المحتلة ووقف بناء المستوطنات لم يعد أمرا مغريا لإسرائيل، أو بالأحرى هى ليست على استعداد أن تقدم ما سمته «تنازلات مؤلمة» من أجل سلام حادث فعليا مع العرب ولو دون إعلان.

أوراق الضغط التى فى يد العرب والعالم على إسرائيل محدودة، بل حتى ورقة الإرهاب التى مثلت ورقة مهمة طوال عقدى الثمانينيات والتسعينيات وحتى اعتداءات 11 سبتمبر تراجعت الآن، فلقد كانت هناك وجاهة أن يعتبر العرب وتيار أوروبى وغربى واسع أن أحد أسباب الإرهاب والعنف فى منطقة الشرق الأوسط هو عدم حل القضية الفلسطينية، هذا ما قاله مبارك محقا مرات عديدة، وكانت له وجاهته حين كانت القضية الفلسطينية تُحشر فى خطاب التنظيمات الجهادية المحلية (الجهاد والجماعة الإسلامية فى مصر)، ثم حضرت ولو على خجل فى خطاب تنظيم القاعدة، واختفت بالكامل على يد تنظيم داعش التكفيرى.

والحقيقة أن أمريكا ارتكبت جريمتها الكبرى بغزو العراق وتفكيك جيشه وهدم دولته حتى أصبح الحديث عن مسؤولية أمريكا عن الإرهاب الذى ضرب المنطقة نوعا من المحاسبة التاريخية والأخلاقية، أما الواقع فإن الإرهاب الطائفى فى العراق أو الإرهاب المتبادل بين النظام السورى وداعش هو نتاج احتقانات وأحقاد داخلية بالأساس، ولن يستطيع أحد أن يسوق للعالم أن الإرهاب الحالى بسبب إسرائيل حتى لو استفادت من وجوده، وهى التى كثيرا ما رددت أن ضحايا الحروب العربية أضعاف ضحايا الحروب مع إسرائيل.

لا أجد سببا يدفع حكومة إسرائيل المتطرفة للذهاب إلى مفاوضات السلام، خاصة أن مصر لم تمتلك أى أوراق جديدة تجعلها قادرة على الضغط على إسرائيل لدفع استحقاقات السلام، فنبقى إذن أمام «لقطة» سياسية جديدة بلا مضمون ولا مستقبل.

قد تحاول مصر الاستفادة من التطور الإيجابى الذى جرى فى علاقتها بإسرائيل لمواجهة السياسات الإثيوبية فى حوض النيل، وهنا قد تلعب إسرائيل دور الوسيط بين الجانبين، خاصة بعد الزيارة الناجحة لرئيس الوزراء الإسرائيلى إلى هناك، مع أنها لن تكون قادرة على وقف التهديدات التى ستواجهها مصر بسبب نقص حصتها من المياه، وأن دخول إسرائيل على الخط المصرى- الأفريقى سيعطيها نقاطا جديدة فى رصيدها السياسى والدبلوماسى.. جديد ومجانى.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل ستتحرك عملية السلام هل ستتحرك عملية السلام



GMT 05:19 2019 الجمعة ,22 آذار/ مارس

النصوص لا تصنع الإرهاب

GMT 05:33 2019 الخميس ,14 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

GMT 08:31 2019 الخميس ,28 شباط / فبراير

هل نحتاج لمزيد من كليات الطب؟

GMT 04:38 2019 الأحد ,24 شباط / فبراير

مجلس الشورى

GMT 05:02 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

جولات السترات الصفراء

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia