محمد على كلاى

محمد على كلاى

محمد على كلاى

 تونس اليوم -

محمد على كلاى

بقلم : عمرو الشوبكي

رحل الأسطورة محمد على كلاى عن عمر ناهز 74 عاماً بعد حياة استثنائية حافلة بالعطاء، تحول فيها الرجل من أعظم ملاكم فى القرن العشرين إلى أسطورة رياضية وسياسية فذة وغير متكررة.

خبر وفاة محمد على تصدر مانشيتات الصحف العربية والعالمية طوال أمس وأمس الأول، إلا فى الصحف المصرية التى تناست كما هى العادة هذه النوعية من الرموز والشخصيات.

محمد على أسطورة رياضية كبيرة فى عالم الملاكمة، فقد فاز فى 56 مباراة، منها 37 بالضربة القاضية وخسر 5 مباريات فقط، وهى أرقام لم تحدث مع أى ملاكم آخر فى الكرة الأرضية حتى الآن، كما أنه أيضا رجل مواقف، فقد تحول للإسلام وغير اسمه إلى محمد على عن قناعة وسبح ضد تيار العنصرية والتمييز ضد السود والمسلمين فى أمريكا، كما أنه رفض الالتحاق بالجيش الأمريكى للمحاربة فى فيتنام، وحكم عليه بالسجن بعد أن قال جملته الشهيرة: «لن يسمح لى ضميرى بأن أذهب وأطلق النار على أخى، أو على أناس أكثر سمرة، أو على الجياع فى الطين من أجل أمريكا الكبيرة القويّة. ولماذا أطلق النار عليهم؟ فهم لم ينادونى يوماً (زنجى)، ولم يشنقونى ويعلّقونى من الأشجار، ولم يطلقوا الكلاب لتلاحقنى، ولم يسرقوا منّى قوميّتى، ولم يغتصبوا ويقتلوا أمّى وأبّى... لماذا أطلق النار عليهم؟ كيف يمكن أن أطلق النار على أولئك المساكين؟! أرفض أن يتم تجنيدى كجندى أمريكى لقتل أبرياء والأطفال فى فيتنام، خذونى للسجن».

محمد على كان أحد أبرز رموز جيلى الملهمين، فقد كان موقفه من حرب فيتنام فى عز سطوة الآلة العسكرية والدعائية والسياسية الأمريكية موقفا بطوليا، وفى وقت كان التجنيد فيه إجبارياً وكان التهرب من الخدمة العسكرية يعتبر خيانة، خاصة إذا جاءت من رجل أسود مثل محمد على، ومع ذلك فعلها الرجل بجرأة وشجاعة غير مسبوقة.

مازلت أتذكر ومعى كثير من أبناء جيلى ممن اعتادوا فى عصر غياب المحمول ووسائل التواصل الاجتماعى وفى ظل قنوات التليفزيون الثلاثة التى تنهى إرسالها فى الواحدة صباحاً، أن ينتظروا الطبعة الأولى من الصحف فجر كل يوم، وكانت الجمهورية سباقه فى نشر نتائج مباريات محمد على فى طبعتها الأولى.

وأذكر حين كنت مازلت طالباً فى ثانوى، فى سبعينيات القرن الماضى، أنى ذهبت مرات عديدة مع بعض جيرانى وأصدقائى إلى ميدان الجيزة أو الدقى، وأحياناً إلى الاثنين حيث يقع بيتى بينهما، لكى ننتظر ما ستعلنه صحيفة الجمهورية فى عدد «الفجر» عن نتيجة مباراة البطل محمد على ومنافسيه، وعادة لم يخذلنا الرجل فكانت انتصاراته الكاسحة على سونى ليستون وعلى الملاكم البريطانى براين (لا أتذكرهما بالطبع لأنهما كانا فى 1964 و1966 على التوالى)، وأتذكر فوزه من رحلة البحث عن جريدة الجمهورية على جورج فورمان فى زائير عام 1974 وكيف هتفت الجماهير له لساعات طويلة فى هذا البلد الأفريقى الساحر، وأذكر فوزه أيضا بالضربة القاضية عام 1976 على منافسة الأمريكى زورا فيلى فى الجولة السابعة قبل منعه من الملاكمة ثلاث سنوات ونصفاً لرفضه أداء الخدمة العسكرية والمشاركة فى حرب فيتنام.

رحم الله محمد على كلاى، كان بطلا أسطوريا ألهم الكثيرين فى كل دول العالم لا المتبلدين.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمد على كلاى محمد على كلاى



GMT 05:19 2019 الجمعة ,22 آذار/ مارس

النصوص لا تصنع الإرهاب

GMT 05:33 2019 الخميس ,14 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

GMT 08:31 2019 الخميس ,28 شباط / فبراير

هل نحتاج لمزيد من كليات الطب؟

GMT 04:38 2019 الأحد ,24 شباط / فبراير

مجلس الشورى

GMT 05:02 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

جولات السترات الصفراء

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia