إلى أنصار ترامب

إلى أنصار ترامب

إلى أنصار ترامب

 تونس اليوم -

إلى أنصار ترامب

بقلم : عمرو الشوبكي

مفهوم أن تجد فى مصر من يرى فى ترامب حليفاً فى مواجهة الإرهاب، ويعتبر موقفه المتشدد من الجماعات التكفيرية أقرب لموقف الحكم فى مصر، إنما أن يكون هناك أنصار لترامب يحذرونه من المتظاهرين الذين يمكن أن يغتالوه، ويعتبرونه منقذاً للمنطقة وداعماً لنا فتلك كارثة.

أنصار ترامب فى أمريكا والغرب هم أكثر الناس تعصباً وعنصرية، هم يرفضونك ليس فقط لأنك عربى أو مسلم، إنما لأنك لست أمريكياً أبيض، ويعتبرون كل من هو خارج هذا «العرق» فى مرتبة أقل، سواء كان مكسيكياً أو آسيوياً وقبلهما بالطبع الأفارقة السود.

لا يجب أن يتصور أحد أن ترامب ستكون علاقته سيئة بالمسلمين فقط، إنما المعركة التى دخلها مع جيرانه المكسيكيين لا تعكس فقط حجم الاستعلاء والعجرفة، إنما أيضا نمطاً جديداً فى السياسة الخارجية الأمريكية (ومثالاً للدول الغنية) يقول لجيرانه إن فقركم ليس مشكلتنا إنما مشكلتكم، وإن المساعدات التى كانت تقدمها أمريكا لكثير من دول العالم وسياسة الاعتماد المتبادل والتنمية المستدامة التى كانت تستفيد منها الدول النامية، وزيادة الاستثمار فى تلك البلاد من أجل الحفاظ على الاستقرار العالمى (الذى يعنى أيضا استقرار أمريكا) كل ذلك تغير ولم يعد مهماً، لأن أمريكا ستنشئ جداراً عازلاً يفصلها عن بلد نام (يفترض أنه شبهنا فى مصر) هو المكسيك فى مشهد لم يحدث إلا فى بلد واحد هو دولة الاحتلال الإسرائيلى.

ما قاله ترامب يوم الخميس الماضى لنظيره المكسيكى، على حسابه بموقع تويتر، لافت: «إن العجز التجارى الأمريكى مع المكسيك يبلغ 60 مليار دولار»، وإن «اتفاق التبادل الحر بين البلدين (الينا) يعمل فى اتجاه واحد، ويكلف البلاد خسائر هائلة على مستوى الوظائف والشركات».

وأضاف: «إذا كانت المكسيك غير راغبة بدفع ثمن بناء الجدار، الضرورى جدا، فسيكون من الأفضل إلغاء الزيارة». ورد الرئيس المكسيكى على حسابه قائلاً: «أدين قرار الولايات المتحدة المضى فى بناء الجدار الذى بدلاً من أن يوحدنا منذ سنوات عدة فهو يقسم بيننا». وألغى زيارته لأمريكا.

ترامب التاجر ليست له علاقة بكل المفاهيم الحديثة التى عرفها العالم منذ نهايات القرن الماضى لتصحيح جانب من الخلل فى علاقة الشمال بالجنوب فليس بالضرورة أن تكسب الولايات المتحدة أرباحاً نقدية فى تبادلاتها التجارية مع المكسيك، إنما هى تكسب بالتأكيد حين تساعد جارتها على إحداث تنمية داخل أراضيها وأن تواجه عصابات الجريمة المنظمة والمخدرات، لأن فى حال فشل المكسيك أو غيرها من دول الجنوب، فإن أمريكا ستكون مستهدفة بهجرة تارة وبإرهاب تارة أخرى، فلن يستطيع مائة جدار عازل أن يوقفها.

ترامب يحاول أن يدشن نمطا جديدا فى علاقته الدولية، ولكنه سيسأل فى كل مرة: إذا استمررنا فى إعطاء مساعدات لمصر ماذا ستعطينا فى المقابل.. وماذا سنربح من هذه المساعدات؟ أما الأفكار التى من نوع الاعتماد المتبادل والتنمية المستدامة التى تخلق الاستقرار والسلم العالمى والتى خرجت معظمها من داخل النظم الرأسمالية فهو لا علاقة له بها.

أنصار ترامب من المسلمين عليكم أن تنتظروا عنصرية وعداء غير مسبوقين، أما أنصاره من المسيحيين فتذكروا أن كل من قالوا إنهم سيقضون على الإرهاب «الإسلامى» من الجمهوريين الأمريكيين وأبرزهم جورج بوش الابن كانت سياستهم وبالاً على المسيحيين العرب وبفضلهم تهجر مليون مسيحى من العراق من أًصل مليون وربع.

التوجهات العنصرية لا تحمى أغلبية ولا أقلية ولا مسلمين ولا مسيحيين، وانتظروا ما هو أسوأ من إدارة ترامب، لأننا فى مصر نعيش فى بلد جنوبى نامٍ وليس فى الشمال المتقدم، وهذا لن تغيره كيمياء الرئيسين، والأيام بيننا.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إلى أنصار ترامب إلى أنصار ترامب



GMT 05:19 2019 الجمعة ,22 آذار/ مارس

النصوص لا تصنع الإرهاب

GMT 05:33 2019 الخميس ,14 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

GMT 08:31 2019 الخميس ,28 شباط / فبراير

هل نحتاج لمزيد من كليات الطب؟

GMT 04:38 2019 الأحد ,24 شباط / فبراير

مجلس الشورى

GMT 05:02 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

جولات السترات الصفراء

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:53 2014 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

"Facebook messenger" سيكون متاحًا لويندوز فون بعد أسابيع

GMT 11:08 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

وقف الهدر والتبذير..شعار الكويت الجديد

GMT 16:21 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

اجتماع تقني يجمع مسؤولي منتخبَي مالي وتونس

GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:25 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم الرعب "Jigsaw" يحقق 32 ميلون دولار في أسبوع عرضه الأول

GMT 09:26 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

سوسيج تري كامب السحر الحقيقي للحياة البرية

GMT 20:34 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

"HER" BURBERRY عطر المرأة الجريئة الباحثة عن التميز

GMT 12:54 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أبسط وأسهل طريقة لاختيار الحجاب الملون بأناقة

GMT 13:37 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

كأس ألمانيا: دورتموند وشتوتغارت وبوخوم إلى ربع النهائي

GMT 03:00 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ظاهرة "الإرهاب" كلفت تونس 4 مليارات دينار
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia