خصوصية سيناء

خصوصية سيناء

خصوصية سيناء

 تونس اليوم -

خصوصية سيناء

بقلم : عمرو الشوبكي

الحديث عن نزيفنا الدامى فى سيناء، وعن طبيعة الإرهاب الجديد، دفع المهندس فتحى أحمد سلام من الإسكندرية إلى كتابة هذا التعليق المهم حول طبيعة سيناء وخصوصيتها، جاء فيه: الأستاذ الدكتور/ عمرو الشوبكى...

قرأت مقالك المعنون (نهاية إرهاب المرجعيات) الذى كتبت فيه عن التحول الذى أصاب الجماعات المتشددة، وكيف انتقلت من العنف الذى يحدده النص الدينى إلى العنف الذى يحدده السياق الاجتماعى والسياسى دون اختفاء لدور الأول.

لا أخفى عليكم أنى قرأت هذا المقال عدة مرات، أتعرف لماذا؟ لأنه أصاب الهدف فى الصميم، خاصة فى قولك: إننا نشهد إرهابا انتقاميا من نوع جديد مواجهته للمرة الألف ستكون مع البيئة الحاضنة التى أفرزته!! وليس فقط مع عناصره التى تحمل السلاح. وكذا سؤالك: من المسؤول عن تحول مشاعر أغلب الناس فى سيناء تجاه الدولة؟ وما طبيعة الأخطاء التى حدثت طوال السنوات الثلاث الماضية؟ ثم أمسكت بلُبّ الموضوع حين قلت: نحن لا نعالج إلا بالأمن! ولذا فلا علاج!!

وأضيف: إن هذا توصيف جيد لما حدث ويحدث على الساحة الآن، حيث لا خلاف أو جدال فى قوة جيشنا الباسل وإمكانياته الجبارة وكذا وضعه المتميز بين جيوش العالم. وما تم فى سيناء خلال الفترة الماضية كان يسير على الوتيرة التالية: فعل ورد فعل، أى صدور بيان بهجوم إرهابى يسقط فيه شهداء ثم فى اليوم التالى بيان بهجوم لقواتنا المسلحة بتصفية عدد من العناصر الإرهابية وتدمير أوكارها وهذا لا شك شىء عظيم.

وهنا يجب أن يكون هناك دور للحكومة المصرية فى إعطاء أهمية خاصة لسيناء أولا: لأن مساحتها تبلغ ثلث مساحة مصر، وثانيا: لحساسية موقعها فى الشرق جوار قطاع غزة وإسرائيل، وأيضا لطبيعتها الصحراوية والجبلية ومنظومتها الحياتية القبلية. ولكن ما حدث هو شىء آخر تماما، حيث قد تم التعامل معها مثل أى إقليم آخر فى مصر، ولم يتم عمل منظومة سياسية اجتماعية تنموية خاصة بها، وكذا تخصيص ميزانية غير معتادة لمواجهة الظروف الاستثنائية التى تمر بها شبه جزيرة سيناء، والمحافظة على ممتلكات ومكتسبات أهل سيناء وتنفيذ هذه الخطة بكل حسم وفاعلية وقوة والتفاعل مع أهلها ليل نهار حتى لا يكونوا صيداً سهلاً لداعش أو غيره.

وكالمعتاد وعلى ما يبدو أنها مشكلتنا الأزلية التى جُبلنا عليها أن لا أحد يقرأ ولا أحد يهتم ولا أحد يرد، وتبلور موضوع محاربة الإرهاب لدينا فى مقولة نرددها نحن جميعا الآن وفى نفس واحد وعلى جميع الأصعدة بوعى أو بدون وعى، وهى تجديد الخطاب الدينى، والتى اختزلها السيد وزير الأوقاف فى (الخطبة المكتوبة الموحدة) على مستوى الجمهورية، وعاتبة عليها السيد رئيس الجمهورية مؤخرا.

المطلوب منا على جميع المستويات اليقظة الدائمة وعدم الاعتماد الكلى على (العضلات) فقط فى مواجهة هذه المشكلة الطارئة علينا بتغليب الفكر والعقل ومواجهة المستجدات على الساحة، خاصة أن العدو غير ظاهر للعيان ويعمل فى الخفاء ويتحرك تحت الأرض ويغير استراتيجيته بين الحين والآخر طبقا لأجندته المرعبة الجبانة، وأن هذا الخطر سوف يتزايد يوما بعد يوم.

مع خالص الشكر والتقدير لشخصكم الكريم

مهندس/ فتحى أحمد سالم

فيكتوريا- الإسكندرية

المصدر : صحيفة المصري اليوم

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خصوصية سيناء خصوصية سيناء



GMT 05:19 2019 الجمعة ,22 آذار/ مارس

النصوص لا تصنع الإرهاب

GMT 05:33 2019 الخميس ,14 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

GMT 08:31 2019 الخميس ,28 شباط / فبراير

هل نحتاج لمزيد من كليات الطب؟

GMT 04:38 2019 الأحد ,24 شباط / فبراير

مجلس الشورى

GMT 05:02 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

جولات السترات الصفراء

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia