مصر بلا أقباط

مصر بلا أقباط

مصر بلا أقباط

 تونس اليوم -

مصر بلا أقباط

بقلم : عمرو الشوبكي

الاعتداءات الطائفية الكثيرة التى تعرض لها المسيحيون فى مصر أصابتهم بالفزع والخوف، وطرحت أسئلة، بعضها دار حول كراهية المسلمين لهم وتأييد كثير منهم لجرائم داعش وسقط البعض فى نفس النظرية التى تعقد ولا تحل، واعتبر أن المشكلة فى النصوص الإسلامية وليس فى المتطرفين، فى حين أن الواقع يقول إن هذه النصوص ظلت معنا قرونا، وشهدنا تفسيرات فقهية متشددة للنصوص الدينية، ومع ذلك لم نعرف ذبحاً للمسيحيين فى عشرينيات القرن الماضى، ولا انتحاريين فى الخمسينيات والستينيات منه، لأن الذى تغير هو السياق الاجتماعى والسياسى الذى نعيش فيه وليس النصوص الخالدة.

ولذا لم أندهش كثيراً من رسالة مواطن مصرى مسيحى، هو الأستاذ أيمن ساويرس، وصلتنى تعليقا على مقال و«اعترف داعش»، والتى اتسمت بالأدب الشديد والرقى وجاء فيها:

«لقد انتابنى القلق من رؤية الفيديو المعروض من داعش، مستغلا بعض المواقف للمتشددين الأقباط أو الذين خرجوا عن شعورهم عقب حادث أو مأساة، ولكن وإن دل خوفى على شىء فهو يدل على هشاشة الوضع الحالى وحالة الـ(Truma) التى أصابت المجتمع عقب هذا الحادث.

ولذا عندى فكرة قد تبدو غريبة- وهى بالفعل غريبة- هل نطرح استفتاء للشعب (المسلمون فقط) على التأييد أو الرفض لتهجير الأقباط من مصر؟

إنه استفتاء لتقييم هشاشة الوضع ومعرفة ما بالنفوس ورسم صورة لمن هم يتأرجحون بين الداعشى الكامن بالنفس، وعشرة جار طيب قبطى ترك فى النفس أثرا إيجابيا، ولنتخيل جميعا ما بعد عصر الأقباط».

انتهت رسالة الأستاذ أيمن وطرحت سؤالا تكرر كثيرا على مواقع التواصل الاجتماعى، وهو موقف غالبية المسلمين الحقيقى من إرهاب داعش وقتل المسيحيين؟ والحقيقة أن موقف غالبية المسلمين من إرهاب داعش (وأقصد الغالبية العظمى) هو يقيناً موقف الرفض والإدانة، حتى لو كانت هناك قيود كثيرة تحد من قدرتهم عن التعبير عن تضامنهم مع المسيحيين، وأن رفض (وصدمة) المسلمين لجريمة الكاتدرائية الإرهابية كان حقيقيا وأصيلا.

نعم هناك مسلمون متعصبون، ولكن غالبيتهم الساحقة لا تبرر القتل ولا التهجير، مثلما هناك مسيحيون متعصبون لا يعرفون القتل ولا الإرهاب، وهناك مسلمون معتدلون ومثلهم مسيحيون، والمطلوب هو دولة قانون (غائبة) تضمن العيش المشترك وتفرض على الجميع الالتزام بالدستور والقانون، حتى لو كان هناك متعصبون من الجانبين فلا تسمح باعتداء ولا تحريض وتواجه بصرامة الإرهاب والإرهابيين.

دلالة رسالة الأستاذ أيمن ومشاعر كثير من المسيحيين على مواقع التواصل الاجتماعى تمثلت فى الحرص على مخاطبة المجتمع، أو بالأحرى الغالبية المسلمة، مهما كان الرأى فى تعصب بعضها، وهو أمر إيجابى (يراه البعض تحولاً) رغم التعصب والمحن فى الانشغال بموقف المجتمع وليس فقط الدولة والسلطة. فعيون المسيحيين عقب 30 يونيو وقيادتهم الكنسية لم تر إلا النظام السياسى كحامٍ وحيد لهم، فظهروا وكأنهم جميعا مؤيدون ومباركون وداعمون، وهو أمر لا يعكس التنوع الحقيقى وسط المسيحيين، ففيهم مؤيدون ومعارضون ومحايدون، وأن المجتمع المصرى بتنوعاته هو الحامى الحقيقى للمسيحيين بدعم العيش المشترك. صحيح أن الدولة هى التى تصون حقوقهم وتحافظ عليها كمواطنين لا كجماعة مؤيدة، فحرص المسيحيين على مخاطبة المسلمين والاحتماء بالمجتمع فى مواجهة التطرف سيدفع الدولة فى يوم قريب إلى التعامل مع الجميع كمواطنين كاملى الأهلية بعيدا عن ثنائية التأييد والمعارضة طالما احترما الدستور والقانون.

المصدر: المصري اليوم

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر بلا أقباط مصر بلا أقباط



GMT 05:19 2019 الجمعة ,22 آذار/ مارس

النصوص لا تصنع الإرهاب

GMT 05:33 2019 الخميس ,14 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

GMT 08:31 2019 الخميس ,28 شباط / فبراير

هل نحتاج لمزيد من كليات الطب؟

GMT 04:38 2019 الأحد ,24 شباط / فبراير

مجلس الشورى

GMT 05:02 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

جولات السترات الصفراء

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia