حوارات برشلونة

حوارات برشلونة

حوارات برشلونة

 تونس اليوم -

حوارات برشلونة

بقلم : عمرو الشوبكي

قد تكون هى المرة الأولى التى أسافر فيها خارج مصر فى شهر رمضان المبارك منذ ما يقرب من 10 سنوات، فقد اعتدت أن أعتذر عن أى ندوة أو مؤتمر خارج «القطر المصرى» طالما جاء فى الشهر الفضيل، ولكن هذه المرة قبلت الدعوة من شبكة اليوروميسكو التى تضم 106 مراكز للأبحاث والفكر فى شمال وجنوب المتوسط، لأن عنوان المؤتمر كان حول «مواجهة العنف المتطرف فى منطقة البحر المتوسط» فى مدينة برشلونة الساحرة، وهو موضوع يمثل بالنسبة لى اهتماما دراسيا وبحثيا، ويشغل أيضا حيزا كبيرا من اهتماماتى وكتاباتى الصحفية، خاصة أنى دعيت لأكون متحدثا فى الجلسة الافتتاحية التى حملت عنوان «تهديدات العنف المتطرف لمنطقة البحر المتوسط». وشارك فى المؤتمر ثلاثة باحثين من مركزنا المرموق (مركز الأهرام للدراسات) هما د. زياد عقل، د. إيمان رجب، وكاتب هذه السطور، بالإضافة لمشاركة مميزة للمجلس المصرى للشؤون الخارجية ممثلا فى السفيرين القديرين محمد أنيس وسعد عزت، وكذلك شارك منتدى البدائل العربى بالباحثة د. نادين عبدالله، وأيضا شارك الباحث يوسف الوردانى أحد أبرز القيادات الشابة فى وزارة الشباب.

ويمكن إجمالا القول إن جلسات النقاش فى هذا المؤتمر أخذت بعدين الأول يتعلق بتحليل ظاهرة العنف الجديد والتحولات التى أصابتها وكيف احتل البعد السياسى والاجتماعى ولو بمعناه الثأرى مكانة أكبر من البعد الدينى فى تشكيل وجدان العناصر الجديدة التى تحمل السلاح سواء كانت فى سوريا أو تونس أو فى مصر ونفس الأمر ينسحب على الغالبية الساحقة من العناصر العنيفة فى أوروبا، وهذا ما أكده الباحث المغربى محمد مصباح الذى تكلم فى نفس الجلسة الافتتاحية حول موضوع «الجهاديين» الغربيين فى سوريا، فى حين ذهب زميلنا المتحدث الجزائرى (سفير ولواء سابق) السيد الحواس رايش بالتأكيد على ضرورة إصلاح الخطاب الدينى ومتابعة خطباء المساجد (لا يسمعهم أحد من جماعات العنف الجديد) وغيرها من المقولات التى لا تستطيع تفسير ظاهرة «الإرهاب الجديد».

الجانب الثانى اللافت فى هذا المؤتمر هو الأفكار المطروحة لمكافحة ظاهرة العنف والتطرف، فهناك تصورات كثيرة طرحها عديد من الباحثين الغربيين تتعلق بما سبق وسميته البيئة الحاضنة للإرهاب، وهى تتعلق باستهداف الأفراد الذين هناك خطر أن يتحولوا للتطرف
عن طريق مبادرات المجتمع المحلى فى الضواحى وحل مشاكل البطالة، والتواصل المباشر مع الأفكار المتطرفة من خلال علماء نفس واجتماع أكثر من رجال دين، لإقناعهم بكارثية خيار العنف وعدم جدواه، أى أن هناك تمييزا واضحا بين من ذهبوا ومارسوا العنف، وبين من هم مرشحون لممارسته أو هناك خطر بتحولهم نحو العنف وهو تمييز غائب فى مصر. ومن الواضح من المشاركة الأوروبية فى هذا المؤتمر وجود نوعين من الباحثين والخبراء فى التعامل مع الظاهرة كل منهما لديه «بروفايل» مختلف عن الآخر فى المفردات والتعامل المنهجى فهناك من يتعامل مع الخلايا الإرهابية وهناك من يتعامل مع البيئة الحاضنة، وكلاهما يكمل بعضهما البعض.

يقينا ليس هناك نجاحات مطلقة ضد الإرهاب وهناك دراسات كثيرة خرجت تتحدث عن نجاحات فى هذا الموضوع وخاصة فى البلاد الإسكندنافية، إلا أن خطر العنف والتطرف سيظل أكبر وبكثير من حيث تأثيره وحجم ضحاياه فى البلاد المأزومة سياسيا واجتماعيا وثقافيا مثل عدد ليس بالقليل من بلاد العالم العربى، فالإرهاب فى العراق ليس هو الإرهاب فى بريطانيا وإرهاب سيناء ليس نفسه الإرهاب الذى شهدته فرنسا، فعلينا أن نواجه أسبابه ودوافعه حتى يمكن محاصرته.

المصدر : صحيفة المصري اليوم

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوارات برشلونة حوارات برشلونة



GMT 05:19 2019 الجمعة ,22 آذار/ مارس

النصوص لا تصنع الإرهاب

GMT 05:33 2019 الخميس ,14 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

GMT 08:31 2019 الخميس ,28 شباط / فبراير

هل نحتاج لمزيد من كليات الطب؟

GMT 04:38 2019 الأحد ,24 شباط / فبراير

مجلس الشورى

GMT 05:02 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

جولات السترات الصفراء

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia