المرأة المعيلة

المرأة المعيلة

المرأة المعيلة

 تونس اليوم -

المرأة المعيلة

بقلم : عمرو الشوبكي

يوم المرأة العالمى هو يوم للتضامن مع المرأة ودعوة للمساواة والعدالة فى عالم ميز لفترات طويلة بين الرجل والمرأة، وأبقى المساواة لفترات طويلة حاضرة كشعار لم يطبق على أرض الواقع.

صحيح هناك دول كثيرة وصلت فيها المرأة لمكانة مرموقة، وهناك دول أخرى تحاول أن تصل لتلك المكانة، ودول ثالثة مارست تمييزا صارخا ضد المرأة حتى منعتها من قيادة سيارتها وحاصرتها وفرضت قيودا على حركتها تارة باسم الدين، وتارة أخرى باسم العادات والتقاليد.

والمؤكد أن المجتمعات الغربية، خاصة البلاد الاسكندنافية، وصلت فيها المساواة بين الرجل والمرأة إلى درجة كاملة، وتبوأت فيها المرأة كل الوظائف العليا، فهى رئيسة ووزيرة وقاضية ونائبة وجندية وضابطة، وشاركت الرجل فى تحمل كل صعاب الحياة واقتسمت معه «الحلوة والمرة»، وأنصفتها قوانين الزواج والطلاق.

لم نعد نجد فى دولة القانون امرأة تعمل داخل بيتها وتربى أطفالها (هو بالتأكيد عمل) وينجح زوجها فى عمله خارج البيت ويحقق ثراء ماليا كبيرا، ثم يتركها ليتزوج بأخرى ولا يعطيها إلا الفتات مثلما يحدث فى معظم المجتمعات العربية، إنما هو مجبر فى دولة القانون أن يقتسم معها كل ما حققه من ثراء ولا يكتفى بدفع نفقة أو مبلغ مالى تحت حجة أن هذا النجاح بمجهوده.

كثير من أصدقائى العرب أثناء دراستنا فى فرنسا تزوجوا من فتيات عربيات جئن معهم من بلادنا، وحققوا نجاحات فى عملهم وأموالا كبيرة، ثم تزوجوا بفتيات أخريات أصغر منهم بعشرين عاما أو أكثر، وتصوروا أن زوجاتهم سيسكتن ويقبلن بما سيعطيه لهن «أبوالعيال»، وأنهن لن يطالبن بحقوقهن، ولكنهم اكتشفوا أن القانون أعطاهن حقوقهن، وأنهن اقتسموا معهم كل أموالهم التى جنوها.

فى مصر هناك نماذج كثيرة لعدم المساواة بين الجنسين، وهناك نماذج أخرى مشرقة تقدمها المرأة العاملة والمعيلة تكسر الصورة النمطية من خطاب المساواة بين الجنسين الذى تختزل فيه بعض الجمعيات النسوية قضية المرأة، فى حين أن الواقع يقول إن معركة المرأة مع الواقع الاجتماعى والقانون الغائب أكبر بكثير من معركتها مع الرجل.

فى مصر هناك 12 مليون امرأة معيلة، ما بين أرملة ومطلقة وزوجة لمريض بمرض مستعصٍ، وزوجة لعاجز، وزوجة لسجين، وزوجة مهجورة العائل. لتصبح المرأة مسؤولة عن أسرة بأكملها، أياً كان عدد أفراد هذه الأسرة. بجانب سيدات يعمل أزواجهن أعمالاً موسمية، أو أن يكون من دون عمل «عاطل»، والمسؤولية لا تقع على عاتق الزوجة وحدها أحياناً، ولكن على الفتيات اللاتى لم يتزوجن، ولكنهن مسؤولات عن إعالة أسرهن، وهذا السبب يرجع لغياب العائل الأساسى عنها وهو الأب، سواء كان بسبب الوفاة، أو المرض، أو الإعاقة، أو الإهمال.

وأكدت إحصائية حديثة للمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية أن نسبة المرأة المعيلة بلغت 34%، وأن أعلى نسبة كانت فى الأرامل وتليها المطلقات، وأنه توجد نحو 4 ملايين سيدة فى مصر ليس لديهن بطاقات رقم قومى.

وتنتشر ظاهرة الإعالة النسائية للأسر فى دول العالم المتقدم والنامى على السواء، ففى أوروبا وأمريكا الشمالية تقدر نسبتهن بحوالى 20٪، وعلى المستوى العربى، فإن الأسر التى تعولها المرأة تصل إلى 11٪ فى المغرب، و22.6٪ فى كل من اليمن والسودان، و30٪ فى لبنان، وبحسب إحصاءات الأمم المتحدة فإن نسبة هؤلاء النساء فى العالم كله 42.9% من أسر العالم، وأن 70% من الأسر الأحادية فى العالم تديرها نساء و30% فقط يديرها رجال، سواء أرمل أو مطلق أو غير متزوج.

نسبة 70% من الأسر الأحادية فى العالم تديرها نساء، رقم عالمى وإنسانى له ألف دلالة، ويعيد الاعتبار لحقيقة دور المرأة العاملة والمعيلة فى العالم أجمع بعيدا عن أى شعارات منمقة.

تحية للمرأة التى تعمل بجد داخل بيتها وخارجه، وتحية أكبر للمرأة المعيلة، وتحية لكل دولة أنصفت المرأة بالقانون لا الشعارات.

المصدر : صحيفة المصري اليوم

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرأة المعيلة المرأة المعيلة



GMT 05:19 2019 الجمعة ,22 آذار/ مارس

النصوص لا تصنع الإرهاب

GMT 05:33 2019 الخميس ,14 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

GMT 08:31 2019 الخميس ,28 شباط / فبراير

هل نحتاج لمزيد من كليات الطب؟

GMT 04:38 2019 الأحد ,24 شباط / فبراير

مجلس الشورى

GMT 05:02 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

جولات السترات الصفراء

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia