آلام الأطباء 12

آلام الأطباء (1-2)

آلام الأطباء (1-2)

 تونس اليوم -

آلام الأطباء 12

بقلم ـ عمرو الشوبكي

تلقيت من الدكتورة إيمان عبدالغنى، الأستاذ المساعد بكلية الطب جامعة الزقازيق، رسالة هامة عنونتها بـ«آلام الأطباء» تضمنت التالى:

الدكتور عمرو الشوبكى

تحية طيبة وبعد...

فجر موضوع «طبيب الشرقية» محمود ناصر بركاناً من آلام الأطباء الواقعين تحت طائلة القانون بسبب «المسؤولية الطبية» وتحميل المجتمع لهم مسؤولية تردى الخدمات الصحية بالدولة، فكم الشكاوى والاستغاثة من الأطباء عقب نشر قضيته «مخيف».

الجزء الأكبر من الشكاوى كان حول الاتهامات التى يتم توجيهها للأطباء بارتكاب أخطاء مهنية وإصدار أحكام قضائية ضدهم فى غياب مظلة قانونية أو حماية نقابية «سابقة لإصدار الحكم» تدافع عن الطبيب عند اتهامه بالخطأ المهنى. يتم إصدار الأحكام دون الرجوع إلى هيئة طبية استشارية «محايدة» خاضعة للنقابة- (تساؤل من الكاتب: هل لضمان الحيدة يجب أن تكون هذه الهيئة مستقلة عن النقابة؟)- تقوم بمراجعة الحالة من الناحية الفنية والمهنية وتعطى رأيها قبل التحويل للمحاكمة والوصول الى أحكام السجن والغرامة، والتى فى حالات كثيرة منها تكون جزافية كأن يكون موضوع القضية هو مضاعفات محتملة ومعروفة ومتوقعة للحالة، مثل أن يصيب التلوث جرح القيصرية بعد خروج الحالة من المستشفى لسيدة مصابة بالسمنة المفرطة لا تهتم بنظافتها الشخصية ومصابة بالسكرى ويتم إنقاذ الأم والجنين وخروجهما بالسلامة، ثم تظهر أعراض التلوث على الجرح بعد أسبوع كامل من الخروج فتدخل المريضة مستشفى آخر ويتم تنظيفه، ويوعز أحد الأطباء لزوج المريضة بأن تلوث الجرح ربما كان بسبب إهمال طبى أثناء القيصرية، ويتحرك الزوج شاكياً أن العدوى التى أصابت زوجته أثرت على حالتها النفسية وتُرفع قضية باسم الزوجة مطالبة بالتعويض لتكتب مندوبة الطب الشرعى تقريرها دون مناظرة للحالة أو سؤال الطبيبة فيتم الحكم على الطبيبة بالسجن عامين والغرامة، كل هذا والمريضة وطفلها ينعمان بحياة مستقرة فى منزلهما ومستقبل الطبيبة على المحك، كل هذا تم دون أى تواصل سابق من النقابة مع المحكمة أو طلب لجنة فنية للتحقيق فى الواقعة.

ويأتى تحرك النقابة متأخراً بعد الحكم ويتم الحصول على تقارير طبية فى صالح الطبيبة معلنة أن ما حدث هو مضاعفات متوقعة وليس إهمالاً طبياً ومازالت فى انتظار تقديم التقارير إلى المحكمة فى جلسة الاستئناف.

يدخل إلى الطوارئ طفل متوقف عن التنفس ومتوقف قلبه عن العمل فتقوم طبيبة الاستقبال بإنعاشه وإعطائه ما يلزم من الأدوية والصعود به بصحبة والده إلى العناية المركزة بعد أن عاد قلبه إلى العمل، ويهم الأب متأثراً بتقبيل يد الطبيبة الشابة لإنقاذها حياة ابنه ثم يوعز أحد أقارب الطفل من المحامين إلى الأب لماذا لا نشتكى الأطباء وتحصل على تعويض؟!. لتأخذ الطبيبة حكماً بالسجن لعامين وتدور فى المحاكم باحثة عن براءتها، أو أن يدخل طفلاً مصاباً بانسداد فى الأوعية الدموية المغذية للخصية وصلت إلى حالة الغرغرينا الخطرة على حياته ويتم استئصالها إنقاذاً للطفل، فيخرج الأب متهما الطبيب «بسرقة» خصية ابنه! ويتم الحكم على الطبيب بالسجن عامين وتعويض كبير للأب، ويدور الطبيب البالغ من العمر 63 عاما أمضى معظمها فى خدمة المرضى وإنقاذ حياتهم فى دائرة المحاكم والقضايا ما تبقى له من سنوات عمره!.

كيف نتوقع أن يعمل الأطباء تحت هذه الضغوط؟ الإجابة فى حديث الغد.

المصدر : جريدة المصري اليوم

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آلام الأطباء 12 آلام الأطباء 12



GMT 05:19 2019 الجمعة ,22 آذار/ مارس

النصوص لا تصنع الإرهاب

GMT 05:33 2019 الخميس ,14 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

GMT 08:31 2019 الخميس ,28 شباط / فبراير

هل نحتاج لمزيد من كليات الطب؟

GMT 04:38 2019 الأحد ,24 شباط / فبراير

مجلس الشورى

GMT 05:02 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

جولات السترات الصفراء

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 03:04 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مبتكرة لجعل مداخل المنازل أكثر جاذبية

GMT 11:39 2021 الإثنين ,27 أيلول / سبتمبر

القبض علي عملية هجرة غير شرعية في سواحل صفاقس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia