شعب ونظام

شعب ونظام

شعب ونظام

 تونس اليوم -

شعب ونظام

بقلم : عمرو الشوبكي

جاءتنى الرسالة التالية من الأستاذ أحمد فايد الخبير المالى والاقتصادى المصرى المقيم فى أمريكا وجاء فيها:

الدكتور المحترم عمرو الشوبكى..

مقالك «كسر الدائرة المغلقة»، مقال رائع وأتمنى أن تتمعن فى قراءته الأجهزة الأمنية، الأحزاب، النقابات، الجمعيات الأهلية، النخبة، الطلبة، والتلامذة. أختلف معك فى تحميل الجزء الأكبر من المسؤولية على القوى السياسية لأن السلطة هى المسؤولة بشكل أكبر.

الأجهزة الأمنية لابد أن تدرك أن إدارة البلد منفردة بدون ظهير سياسى حقيقى، شىء مكلف بشريا وماديا وغير مستدام. يكفينا شهداء ودماء أزهقت بدون تقدم ملحوظ فى القضاء على الإرهاب أو حتى محاصرته. تخيل لو أن أهل سيناء جزء من المعادلة السياسية، حيث يتم انتخاب محافظهم ومجالسهم المحلية. ستجد وجودا قبليا ونيابيا قويا وحقيقيا يمثلهم ويستطيع بكل سهولة فرز وعزل الإرهابى منهم ومعالجة شكواهم اليومية بشكل سريع، مما يمنع من خلق بيئة ناقمة وحاضنه للمتطرفين. الأجهزة الأمنية أيضا لابد أن تدرك أن خنق الحياة الحزبية والمدنية، ومعاملة كل نشاط سياسى كتهديد للدولة سيأتى حتما بنتيجة عكسية وسيصب فى مصلحة من يريد هدم الدولة مثل الإخوان الإرهابيين وأعوانهم، وخسر السيسى الكثير من رأس ماله السياسى بسبب تلك الرؤية الأمنية العقيمة.

الأحزاب مشكلتها فى نظرى تكمن فى طريقة إنشائها وكثرتها بشكل يشتت من نفوذها. قبل الثورة كان هناك تضييق مطلق على تكوين الأحزاب، وبعد الثورة أطلقنا حبل تكوينها على الغارب. فأصبحت لدينا أحزاب كثيرة من ضمنها أحزاب تخلط الدين فى كل شىء وترفض تحية العلم وتنادى بقيم رجعية تخالف الدستور بشكل فج. لنا فى ألمانيا، بعد الحرب العالمية الثانية، نموذج فى خلق حياة حزبية سليمة. فقد اشترطت حصول أى حزب على خمسة فى المائة من مجموع أصوات الناخبين للمشاركة فى الانتخابات واشترطت ألا ينادى الحزب بأى قيم تخالف الدستور.

إن نتيجة هذا التوجه كان اندماج أحزاب كثيرة فى كيانات كبيرة ذات توجه أيديولوجى متقارب، وتواصلت مع الشعب أكثر للحصول على النسبة المقررة أى خمسة فى المائة من الناخبين، وفرض على معظمها الاعتدال فى التوجه والسياسات.

النقابات أيضا لابد أن تكون موجودة على المستوى المحلى، وتكون عضويتها بشكل تطوعى، غير ملزم أو جبرى، وليس من حقها إصدار تصاريح مزاولة المهنة. النقابات الموجودة فى مصر أصبحت أجهزة إدارية لإعطاء تصاريح مزاولة المهنة وتنظيم الأنشطة الترفيهية.

أما الوقف والجمعيات الأهلية، فمن الضرورى عودتها بقوة، فإلغاء الوقف الأهلى فى الحقبة الناصرية كان قرارا خاطئا جدا، حيث هدم أغلب العمل الخيرى وأعطى للإخوان فرصة استغلاله فى أغراض سياسية دنيئة، حيث قايضوا أصوات الفقراء والمحتاجين والمرضى بالخدمات التى يقدمونها.

الجمعيات الأهلية غير الهادفة للربح قادت نهضة أمم. جامعة هارفارد والكثير غيرها نشأوا كجمعية خيرية. أعرف الكثير من المصريين عندهم رغبة جامحة فى المساهمة فى العمل الخيرى سواء ماديا أو تطوعيا.

الطلبة والتلامذة لابد من تشجيعهم على الاشتراك فى اتحادات الطلبة، برامج الأشبال فى الأحزاب السياسية والمشاركة فى العمل التطوعى.

قومى يا مصر وانهضى قبل ما أموت.

أحمد فايد

نيويورك، أمريكا

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شعب ونظام شعب ونظام



GMT 05:19 2019 الجمعة ,22 آذار/ مارس

النصوص لا تصنع الإرهاب

GMT 05:33 2019 الخميس ,14 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

GMT 08:31 2019 الخميس ,28 شباط / فبراير

هل نحتاج لمزيد من كليات الطب؟

GMT 04:38 2019 الأحد ,24 شباط / فبراير

مجلس الشورى

GMT 05:02 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

جولات السترات الصفراء

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia