من قوافل المظاليم

من قوافل المظاليم

من قوافل المظاليم

 تونس اليوم -

من قوافل المظاليم

بقلم : عمرو الشوبكي

لا أنكر أنى منحاز، سياسياً وإنسانياً، لهؤلاء المنسيين من المعتقلين ممن ليس لهم «ظهر دولى» يثير قضاياهم فى المحافل الدولية، وفى نفس الوقت لم يحرِّضوا أو يمارسوا العنف، وهؤلاء تصورت خطأً أن الحكم سيعى معنى أن يكون هناك مئات وربما آلاف المعتقلين من الذين يمكن وصفهم بأنهم مظاليم وأبرياء، وأقصى ما يستطيعون القيام به أن يصلوا لمحام محلى يدافع عنهم، وظلوا بعيدين كل البعد عن اللعب بورقة الخارج، ومع ذلك، وربما بسبب ذلك، استبيحوا لسنوات فى السجون، ولم يجدوا فعلاً من يحنو عليهم ويستمع لأنينهم وشكواهم.

وها أنا ذا أعيد الكتابة مرة ثانية عن حالة سبق أن كتبت عنها منذ أكثر من عام تحت عنوان «رسالة برىء» (وقدمت شكوى للمجلس القومى لحقوق الإنسان من أجل إرسالها للرئاسة) عن المهندس بحرى محمد جودة، نجل عميد بحرى سابق، أحسن تربيته مثلما اعتدنا من أبناء القوات المسلحة، لعل وعسى هناك من يسمع.

وقد أرسلت شقيقته منى جودة رسالة مطولة جاء فيها:

د. عمرو الشوبكى

تحية طيبة وبعد،

أراسل حضرتكم بعد تمام 19 شهراً من احتجاز أخى محمد الاحتياطى فى سجن العقرب «شديد الحراسة»، بتهمة الانتماء لجماعة أنصار بيت المقدس المحظورة.

■ تم احتجاز محمد فى 21- 8- 2014، دون تحقيق معه ودون سماع أقواله.

■ المتهمون فى القضية 213 متهماً، لا تتم محاكمة متهم بمفرده، بل تتم الإجراءات على كل المتهمين بالتوالى، فيتم فك الأحراز للجميع، ثم سماع الشهود للجميع، ثم المرافعة للجميع.

■ أوراق القضية 18000 ورقة، لا يخص محمد من كل هذه الأوراق غير ثلاثة أسطر كتبها ضابط الأمن الوطنى المسؤول عن القضيه (ذكرت اسمه وأعتذر عن عدم نشره)، وهو الشاهد الوحيد على محمد. ويقول فيها إنه منضم لخلية العريش، وقد قام بأخذ دورة تدريبية لتجهيزه ليقوم بأعمال إرهابية فى الإسماعيلية.

وعند سؤال ضابط الأمن الوطنى فى المحاكمة عن محمد، قال: لا أتذكر، وألتزم بأقوالى فى التحريات.

■ نحن الآن فى انتظار الجلسة العشرين 10- 4- 2016 لسماع الشهود من 41- 45، أى استغرق سماع 45 شاهداً ما يزيد على 7 أشهر، مع العلم أن إجمالى عدد الشهود 815 شاهداً. ويتمسك محامو المتهمين الآخرين بسماع الشهود حتى آخر شاهد، أى 127 شهراً، أى ما يعادل 10 سنوات إذا ما ظل معدل سماع الشهود ثابتاً، وذلك دون النظر لجلسات المرافعة. وقد طلبنا من محامينا أن يصور كل أوراق القضية «18000» ورقة لكى يبحث عن أى كلمة تشير لأخى محمد، فقد يكون متهم آخر وشى به، أو تم تلفيق أى أحراز له، ولكن بفضل الله لم نجد شيئاً سوى الأسطر الثلاثة السابق ذكرها.

ولا ندرى من الذى زجَّ بأخى فى هذا الخندق المظلم. الخندق الذى يذوق ويلاته كل يوم هو وأمه وأبوه وأختاه، فالأسرة كلها تتجرَّع المهانة والذل فى كل محاولة للزيارة، انتظاراً فى الهواء الطلق من الساعة الخامسة صباحاً. أمى وأبى، اللذان زاد عمرهما على 65 سنة، واقفان على أرجلهما صامدان ساكتان يبتلعان آلام الحسرة، أما أنا فأبقى فى صمتى حتى لا أخرج لهب النار الذى بداخلى فيلتهم كل من هو فى وجهى، فقط لأزور أخى وأراه.

ظلم بيِّن أن يظل سنوات شبابه محتجزاً فى السجن لتهمة لا علاقة له بها، وأتمنى أن ينظر القاضى فى أمر الـ67 متهماً، ومن كان بعيداً عن القضية فليحكم ببراءته، أما من كان له ارتباط وثيق بالقضيه فيحاكم، ولكن الأمر بطىء كل البطء.

مرفق لسيادتكم صورة جواز السفر الملاحى لمحمد، وملخص لتحركاته خلال السنوات الثلاث قبل القبض عليه، وهى سنوات عمله بعد التخرج. وفيما يلى البيانات الرئيسيه عنه:

محمد جودة عبدالله عبدالله محمد راشد

■ بطاقة رقم قومى: 28511260201859

■ رقم عضوية نقابة المهندسين: 06543 /59

نشكر لكم مساعدتكم،

ولا حول ولا قوة إلا بالله.

الأخت/ منى جودة عبدالله محمد راشد.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من قوافل المظاليم من قوافل المظاليم



GMT 05:19 2019 الجمعة ,22 آذار/ مارس

النصوص لا تصنع الإرهاب

GMT 05:33 2019 الخميس ,14 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

GMT 08:31 2019 الخميس ,28 شباط / فبراير

هل نحتاج لمزيد من كليات الطب؟

GMT 04:38 2019 الأحد ,24 شباط / فبراير

مجلس الشورى

GMT 05:02 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

جولات السترات الصفراء

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:53 2014 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

"Facebook messenger" سيكون متاحًا لويندوز فون بعد أسابيع

GMT 11:08 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

وقف الهدر والتبذير..شعار الكويت الجديد

GMT 16:21 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

اجتماع تقني يجمع مسؤولي منتخبَي مالي وتونس

GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:25 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم الرعب "Jigsaw" يحقق 32 ميلون دولار في أسبوع عرضه الأول

GMT 09:26 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

سوسيج تري كامب السحر الحقيقي للحياة البرية

GMT 20:34 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

"HER" BURBERRY عطر المرأة الجريئة الباحثة عن التميز

GMT 12:54 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أبسط وأسهل طريقة لاختيار الحجاب الملون بأناقة

GMT 13:37 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

كأس ألمانيا: دورتموند وشتوتغارت وبوخوم إلى ربع النهائي

GMT 03:00 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ظاهرة "الإرهاب" كلفت تونس 4 مليارات دينار
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia