التحالفات السياسية

التحالفات السياسية

التحالفات السياسية

 تونس اليوم -

التحالفات السياسية

عمرو الشوبكي

التعامل مع التحالفات السياسية باعتبارها عدوا يجب هدمه أو تكسيره، وليس مشروعا يجب منافسته أمر فى غاية الغرابة، ويعطل تقدم العملية السياسية، فهناك من يضيع جهده فى تكسير تحالف عمرو موسى أو السيد البدوى أو حمدين صباحى بدلا من أن يجتهد لكى يكون جزءا منه أو أن يؤسس تحالفا آخر قادرا على المنافسة لا الهدم.
فهناك مدرسة عريقة فى مصر تعرف باسم «فيها لاخفيها»، فإذا كان الشخص موجودا فى التحالف أو الكيان أو الوزارة يكون راضيا وداعما ومؤيدا، وإذا لم يكن فيه يركز كل طاقته فى هدمه على رؤوس الجميع لا بناء مشروع بديل.
بعض من عارض مواد الدستور المصرى كان بسبب أنه لم يكن عضوا فى لجنة الخمسين، ولذا عارض مواده دون أن يقرأها، ولم تفرق معه مواد الدستور من الأساس.
وهناك من يعارض تحالف موسى لأسباب شخصية أو لأنه ليس بداخله، وهناك من يعارض كل التحالفات، لأنه لا يريد أن يبذل أى مجهود ويبنى بديلا سواء كان قائمة أو تحالفا آخر أو حتى قاعدة شعبية فى أى دائرة انتخابات فردية، فكل هذا يتطلب جهدا وعرقا ومهارات على عكس طاقة الهدم التى لا تحتاج إلا إطلاق شائعة أو حملة إعلامية مدفوعة الأجر وفقط.
نظرية «فيها لاخفيها» تراها كل يوم، فإذا خسرت أى انتخابات فلابد أن تكون مزورة، وإذا كنت مشتاقا لمنصب وزارى ولم تحصل عليه فستعتبر الحكومة بدونك فاشلة وبها كل الصفات السيئة.
مشكلة هذه الطريقة أنها لا تفتح الباب أمام خلق بديل حقيقى للحكومة والبرلمان والأحزاب والتحالفات السياسية، بل إن أى مؤسسة محدودة الكفاءة أو عاجزة عن العمل بشكل جيد لا تجد من يبذل أى جهد لخلق مؤسسة بديلة من أى نوع، إنما فقط المزايدة والمزايدة لا غير.
إن الانشغال بالمعارك الثأرية، التى تحددها استفادتى الشخصية منها، كارثة حقيقية على مصر، ولا يساعد على تبصير الرأى العام ببديل حقيقى للتحالفات السياسية التى يتحفظ عليها البعض، لأن إسقاط أى تحالف لن يتم إلا بوجود تحالف بديل، وإلا سيصبح الهدم لصالح الفراغ وفقدان الثقة فى العملية السياسية.
ففى أى بلد ديمقراطى هناك حكومات تفشل وتتغير وتأتى حكومات أخرى حاملة مشاريع أخرى بديلة، ولا يكون هذا التغيير بسبب المكايدة والمناكفة السياسية أو نظرية «فيها لاخفيها» ولا أنهم كانوا مشتاقين لأن يصبحوا أعضاء فى الحكومة وحين تم استبعادهم هاجموها، إنما لأنهم فى الأساس معارضون لتوجهاتهم، ولديهم رؤية ومشروع سياسى آخر يختلف عمن فى الحكم.
علينا ألا نثق فى هؤلاء المعارضين «حسب الموقع»، ونثق ونختلف مع المعارضين والمؤيدين «حسب القناعة»، لأن مصر عانت كثيرا من هؤلاء وسئمت أحاديثهم، فهم مؤيدون متحمسون إذا كانوا جزءا من التحالف أو القائمة أو الحكومة، وبعضهم سعى وحاول وتوسط لكى يكون جزءا من هذا التحالف أو ذاك وحين فشلوا شنوا هجوما ضاريا عليه.
التحالفات السياسية لن تضم كل الناس، وربما سيكون فى صالح مصر أن تكون هناك 4 أو 5 تحالفات كبيرة فى اليمين واليسار والوسط بكل توجهاتها الليبرالية والمحافظة والإسلامية، والتنافس لن يكون بالهدم لصالح الفراغ، إنما بين قوائم اجتهدت فى بناء رؤيتها السياسية وبرنامجها الانتخابى، وتترك للناس حرية الاختيار.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التحالفات السياسية التحالفات السياسية



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia