السيسي وخرابة مبارك

"السيسي" و"خرابة مبارك"

"السيسي" و"خرابة مبارك"

 تونس اليوم -

السيسي وخرابة مبارك

بقلم : عمار علي حسن

فى لقائه بشخصيات من المثقفين، أمس الأول، تحدث رئيس الجمهورية عن «الخرابة» التى تركها له حسنى مبارك، ومع هذا فإن أشد أنصار «السيسى» يهاجمون الثورة التى قامت ضد «مبارك»، والتى لولاها، حسب تصور «السيسى» نفسه، لاستمر الخراب حتى انهارت مصر تماماً التى يقول هو إنه يعمل الآن على إصلاحها و«تثبيت استقرارها».

سبق لـ«السيسى» أن قال غير مرة إن الثورة تأخرت خمسة عشر عاماً على الأقل، وإنه من الطبيعى أن تندلع عام 1995 نظراً لتدهور الأحوال المعيشية للمصريين، وانتشار الفساد، وتفشى عنف الدولة، وتصاعد إرهاب الجماعات المتطرفة، وتمدد التيار الذى يوظف الإسلام فى تحصيل السلطة والثروة، وتجاوزات الشرطة، وتحجر الجهاز البيروقراطى، وهى أوضاع للأسف الشديد لا تزال سارية وجارية، بما يجعل الماضى قائماً فى الحاضر، بعد مرور سنتين على حكم «السيسى».

وقد سبق أيضاً أن اعترف «السيسى» فى لقائه بسياسيين وقت أن كان مديراً للمخابرات الحربية بأن «تقديرات الجيش كانت ترى أن انتفاضة شعبية ستندلع عندما يشرع مبارك فى توريث نجله جمال فى مايو 2011، لكن الشعب فاجأ الجميع ونزل إلى الشارع يوم 28 يناير». كلام «السيسى» يبدو صائباً، فهو يعرف الحقيقة وفق المعلومات التى كانت بحوزته بحكم موقعه وقتها، ويدرك أن يناير كانت آتية لا ريب فيها، لأن شروط اندلاع الثورة حسب مقاييس ومؤشرات علم السياسة كانت متوافرة، ومن ثم نزل الناس غاضبين إلى الشوارع راغبين فى التغيير، لكنهم كانوا بلا تنظيم ولا استراتيجية واضحة فدارت عجلة التآمر عليهم، وعلى إرادتهم، سواء بتقليص الثورة لتكون مجرد انتفاضة ضد التوريث فقط، أو بحرفها عن مسارها لتحقق تمكين جماعة الإخوان.

أعود بالذاكرة إلى ما سبق أن ذكرته فى برنامج «الصورة الكاملة» يوم 4 ديسمبر عام 2014 تعليقاً على الحكم ببراءة «مبارك» فى إحدى القضايا المرفوعة ضده ونشرته صحيفة «المصرى اليوم» فى اليوم التالى: «كل خلية فى جسد (مبارك) مدانة على ما فعله من أخطاء طوال 30 سنة فى حق الشعب المصرى، ولكن للأسف هناك حملة شرسة من الإعلام ضد ثورة 25 يناير، وتحاول اللعب على مشاعر المواطنين مبررة الحكم بأن (مبارك) رجل كبير ويجب أن نرحمه.. كل رجل فى الدولة كان يعرف الفساد الذى سببه نظام (مبارك)، ولكن أحداً لم يجرؤ على اتهامه بأى شىء، حتى إن الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى انتخبه الناس، قال علانية إن الثورة تأخرت 15 عاماً، فهو يعلم أن فساد (مبارك) بدأ عام 1995.. الرئيس الحالى بنفسه قال إنه تسلم مصر خرابة، فكيف ما زال يصدق بعض الناس أن (مبارك) برىء».

ما قاله «السيسى» مع المثقفين عن «مبارك» سبق أن كرره مرات عدة طبعاً بعد رحيل «مبارك» عن الحكم وهو مدير للمخابرات الحربية، وكذلك وهو وزير للدفاع، وأثناء فترة ترشحه للرئاسة، والآن وهو رئيس، بل إنه طالما وصف «مبارك» بـ«التبلد»، وراحت شكواه ترتفع مع مرور الوقت من عظم المشكلات التى سببها «مبارك» لمصر، والتى جعلتها «خرابة»، حسب تعبير «السيسى» الأثير.

مع كل هذا فإننى أخشى أن يتصاعد لوم «السيسى» على «مبارك»، وهو حق، ليتخفف الرئيس الحالى من الأعباء التى تثقل كاهله بعد أن وعد المصريين أثناء حملته الانتخابية، وبعد انتخابه مباشرة، حين قال غير مرة: «مصر أم الدنيا وهتبقى قد الدنيا» أو «بعد سنتين هتشوفوا مصر دى هتبقى إيه».

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السيسي وخرابة مبارك السيسي وخرابة مبارك



GMT 00:05 2018 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

آفة أن يُحارَب الفساد باليسار ويُعان باليمين

GMT 06:32 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

الكتابة تحت حد السيف

GMT 05:12 2017 الجمعة ,15 أيلول / سبتمبر

سيادة «القومندان» عارف أبوالعُرِّيف

GMT 13:33 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

التعليم والتطرف والإرهاب العرض والمرض والعلاج

GMT 04:34 2017 الجمعة ,23 حزيران / يونيو

مصر من الثقافة المدنية إلى الحكم المدنى

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia