كيف نواجه العالم

كيف نواجه العالم؟

كيف نواجه العالم؟

 تونس اليوم -

كيف نواجه العالم

محمد سلماوي

على من تقع مسؤولية الموقف الصعب الذى ستواجهه مصر اليوم، فى الأمم المتحدة بجنيف، حيث تنعقد الجلسة الخاصة بمساءلة مصر حول مدى التزامها بحقوق الإنسان؟

الحقيقة أنها مسؤولية تضامنية، تقع على أجهزة الدولة المعنية بالأمن، والتى تقف اليوم فى قفص الاتهام فى جنيف، كما تقع أيضا على الأجهزة الرسمية المعنية بالإعلام الخارجى وعلى منظمات حقوق الإنسان المحلية، التى ظلت طوال السنوات الماضية تركز على محاسبة الحكومة على أدائها، وهو لا شك من صميم عملها، لكنها أهملت ما وجدته من مغالطات بعضها مقصود وبعضها غير مقصود من منظمات حقوق الإنسان الأجنبية، وقد كان على منظماتنا المحلية أن تتعامل بالشرح الواجب حول ما ترى أنه مخالف للواقع، كما رصدته هى فى الداخل، وقد طالعنا تصريحات بهذا المعنى فى صحفنا المحلية، لكننا لم نسمع أن أياً من هذه المنظمات قد خاطب المنظمات الأجنبية ليواجهها بالحقيقة.

أما عن الأجهزة الرسمية المختصة بالإعلام الخارجى، فتأتى فى مقدمتها الهيئة العامة للاستعلامات، والحقيقة أنه آن الأوان أن نفتح ملف هذه الهيئة التى تنفق الملايين من ميزانية الدولة دون أن يكون لها المردود المرجو على الساحة الدولية، ويكفى أن نعرف أن ميزانية الهيئة تصل إلى حوالى 360 مليون جنيه سنوياً يذهب منها مبلغ 300 مليون جنيه بالتمام والكمال لمرتبات العاملين بها، وهو ما يعرف فى الميزانيات الحكومية باسم الباب الأول، ولا تنفق الهيئة على النشاط الذى أنشئت من أجله إلا 60 مليون جنيه فقط. أى حوالى 16٪ من الميزانية، ومن بين قواعد البيروقراطية الحكومية أنك لا تستطيع أن تنقل أى مبلغ فى الميزانية من باب إلى باب، بمعنى أنه لو توفر للهيئة مبلغ مليون جنيه مثلاً من الباب الأول، أى من مرتبات العاملين بها لأى سبب كان، سواء بخروجهم إلى المعاش أو باستقالتهم أو غير ذلك، فالهيئة لا تستطيع أن تنفق هذا المبلغ على نشاطها، وإنما هو يعود بالكامل إلى خزانة الدولة، بل الأدهى من ذلك هو أن ميزانية الهيئة فى العام التالى تأتى أقل بمبلغ المليون جنيه الذى توفر.

ولقد أدركت الدولة ضعف أداء هيئة الاستعلامات منذ فترة، وحاولت بعد الثورة إصلاحها، لكنها للأسف لجأت إلى حل حكومى صرف لا يقل بيروقراطية عن العقلية التى تسببت فى ضعف أداء الهيئة، وهو أنها ألحقت تبعية الهيئة برئاسة الجمهورية، متصورة أن ذلك يجعلها تعمل بكفاءة، لكن الهيئة ظلت على حالها دون تغيير، لأن ما تحتاجه هو إعادة النظر فى أسلوب عملها ذاته، وفى مستوى العاملين بها، ومنهم الجيد بلا شك، لكن منهم أيضا من نراهم فى زياراتنا للخارج ونشاهد بأنفسنا أداءهم القاصر.

وإذا كان هذا حالنا فكيف سنواجه العالم اليوم فى جنيف، بعد أن أخفقنا فى مواجهته طوال السنوات الماضية؟!

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف نواجه العالم كيف نواجه العالم



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia