سحابة الحكومة

سحابة الحكومة

سحابة الحكومة

 تونس اليوم -

سحابة الحكومة

محمد سلماوي

هل يعقل أن تكون السحابة السوداء ظاهرة عابرة لكل العصور والأنظمة السياسية؟ فمهما تغيرت الحكومات أو قامت الثورات تظل تلك السحابة على حالها لا يملك أحد أن يسقطها كما تم إسقاط حكمين مستبدين.

إن سر تلك السحابة يكمن على ما يبدو فى أنها ليست نتاجاً لحرق قش الأرز فقط والذى لا يعرف الفلاح ماذا يفعل به غير التخلص منه بالحرق، وإنما هى نتاج أعمال حكومية أيضاً لا تقوم الحكومة بالتعرض لها.

فقد أرسل لى الصديق راوى كامل تويج صوراً مفزعة التقطها بنفسه على بعد حوالى كيلومتر واحد من منزله بمرتفعات القطامية بالطريق الدائرى، حيث منحت المحافظة مساحة 200 فدان لشركة إيطالية لإقامة مقلب قمامة هناك، وهى شركة مشاركة للمقاولون العرب، وفى هذا المكان، وهو ليس بعيداً عن المناطق السكنية الواقعة على الطريق الدائرى، يتم يومياً حرق كميات هائلة من المخلفات - كما يقول الصديق فى رسالته - بكل محتوياتها العضوية والكيماوية والبلاستيكية، باعثة دخانها السام إلى المقطم أو التجمع الخامس أو المعادى، وأينما أخذها اتجاه الريح.

وتلك فى الحقيقة أسوأ بكثير من دخان قش الأرز الذى يحرقه الفلاح الغلبان، فهى محملة بما يجلب السرطان والربو والأمفزيما وشتى أنواع الحساسيات المرضية، علاوة على ما تجلبه القمامة نفسها من فئران وذباب وناموس وغير ذلك.

وقد شكا لى بعض سكان المنطقة من أن كثافة دخان الحرق هناك كثيراً ما تحجب الرؤية على الطريق الدائرى فى الصباح، خاصة فى الجزء المؤدى إلى المنطقة المعروفة باسم مساكن الزلزال، وهذا الطريق يمر به يومياً مئات الأطفال من وإلى مدارسهم.

إننى أتوجه بهذه الشكوى إلى رئيس الوزراء النشط الصديق إبراهيم محلب، داعياً إياه أن يضع هذا الموقع ضمن جدول زياراته الميدانية، فلا يعقل أن تقوم الحكومة بملاحقة الفلاح فى مختلف المحافظات، بينما هناك كارثة تحدث يومياً فى القاهرة نفسها، تحت أعين ورعاية الحكومة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سحابة الحكومة سحابة الحكومة



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia