لا تكلِّف خاطرك
أخر الأخبار

لا تكلِّف خاطرك

لا تكلِّف خاطرك

 تونس اليوم -

لا تكلِّف خاطرك

سمير عطا الله
سمير عطا الله

تستعد إيران وسوريا لانتخابات رئاسية في مصادفة مع الانتخابات الرئاسية التي جرت في الولايات المتحدة. وكان الرئيس روحاني بين الذين سخروا من سلوك الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب وما تعرضت له الديمقراطية في أميركا.
في أيام قليلة، وليس في أسابيع أو شهور، قلب الرئيس الجديد كل شيء: أعاد أميركا إلى المنظمات الدولية التي أُخرجت منها، وأُحيل الرئيس السابق إلى المحاكمة، وتغيّر أعضاء الإدارة وأصحاب المناصب الحكومية الكبرى.
هل من الضروري إجراء الانتخابات في الدول المستقرة مثل إيران وسوريا؟ الحقيقة أنْ لا ضرورة لها في هذا الظرف، حتى من حيث اللياقات الشكلية، لأنها هدرٌ للوقت والمال، والنتائج معروفة سلفاً. فهي لم تتغير في سوريا منذ 1970 وفي إيران منذ 1979، والتغيير الوحيد الذي حدث في إيران، كان خروج رئيس مستنير ومنفتح ومعتدل ومطّلع على ثقافات العالم، الدكتور محمد خاتمي، وفوز محمود أحمدي نجاد بأكثرية ساحقة، مرتين على الأقل.
عرفت الولايات المتحدة منذ 1970 أحد عشر رئيساً، و«حاكمت» رئيسين، ريتشارد نيكسون وترمب، وظل جيرالد فورد رئيساً لدورة واحدة من دون انتخاب، واقترعت لممثل سابق مرتين بالأكثرية الساحقة، وانتخبت رئيساً أسود مرتين. وجدد السيد فلاديمير بوتين لنفسه حتى عام 2036 في بلد أرسل أول رجل إلى مدار الأرض عام 1961 وأعطى الحضارة البشرية حصة كبرى من الآداب والعلوم وعناصر التقدم. ضابط سابق يحتجز لنفسه مقعد الرئاسة لنحو نصف قرن، في بلد من 144 مليوناً.
تقوم الانتخابات على فكرة واحدة هي المساءلة. وتخضع الحكومات لرقابة برلمانية، مزدوجة أحياناً، كما هي الحال في أميركا (نواب وشيوخ) أو في بريطانيا (عموم ولوردات)، ولكن ما الفائدة منها إذا كانت مهمة المجالس الوحيدة هي الهتاف، مثله مثل هتّافي المهرجانات؟
واضح من الانتخابات التي لا تغيّر شيئاً أن الهدف منها إعطاء صورة عن الاستقرار. لكن الاستقرار على ماذا؟ وعلى أي حال؟ وماذا يحدث لنظرية الإصلاح والتقدم والتطور؟ وماذا يحدث لمبدأ إعادة النظر في السياسات التي أثبتت عدم جدواها، كالسياسة الاقتصادية في إيران وسوريا، حيث العملة الوطنية في أسوأ تدهور لها عبر التاريخ، وقد انضم لبنان إلى هذه المجموعة من الاقتصادات المنهارة، من باب الأخوة والتضامن؟
لم يحدث أن أجرى رئيس أميركي كل هذه الكمية من التغييرات في هذه الفترة الوجيزة من الوقت. وليس ذلك بالضرورة دليلاً صحياً دائماً. لكنه دليل على صحة تطبيق النظام الانتخابي.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تكلِّف خاطرك لا تكلِّف خاطرك



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 13:45 2019 الخميس ,28 آذار/ مارس

بريشه : هاني مظهر

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 13:42 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحمل الخميس 29 -10-2020

GMT 21:53 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا ضمن أفضل 200 مؤسسة أكاديمية

GMT 12:24 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

فتح باب الترشح لـ "جائزة كتارا للرواية العربية 2021"

GMT 09:40 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على طُرق تنسيق "الشورت" الجلد لموضة شتاء 2021

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 10:24 2020 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

فندق "فيلا كينيدي" قصة تاريخية أصيلة وموقع خلاب تعرف عليه
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia