أنا… وأفتخر

أنا… وأفتخر

أنا… وأفتخر

 تونس اليوم -

أنا… وأفتخر

بقلم : الصيدلانية إيمان بلبلي

نستغرب فعلا مما نسمعه ونراه هذه الأيام من قبل البعض من أبناء الوطن من جحود ومشاعر عدوانية غريبة وغير مفهومة الأهداف، وللأسف من جميع الفئات والطبقات الاجتماعية حيث صار اللوم والعتب وعبارات الجحود ترافق اسم الوطن بكل مكان، كأن الوطن هو الخصم وهو الظالم الذي هجّر أبنائه بعيدا عنه متناسين إن للوطن حنين لا يمكن أن يتحول أبدا الى عدوانية مقيتة، فليس ذنبه ما يحدث الآن من عبث وضياع وهجرة للأبناء ، هومن وهبنا تربته وهوائه ومائه وخيراته وتراثه وحضارته .. وبلغنا ما بلغناه من وعي وإدراك بفضل انتمائنا اليه .. ترعرعنا فيه، وحملنا هويته وانتمائنا له بكل فخر ..

علاقة الفرد بوطنه ليست علاقة وقتية أو حب من جانب واحد، أو علاقة مصلحة، إنها علاقة مستديمة ، صلدة، ومتبادلة… فعندما نفتخر ببلدنا …من حق بلدنا أن يفخر بنا أيضا كجزء من ذات العلاقة؟ أن تكون منصفة ومتكافئة للفرد والوطن من خلال تحقيق ذلك التوازن الحقيقي الصادق.

ما يربطنا بوطننا حب نبيل، انتماء حقيقي واعتزاز بكل ما يحمله من مظاهر وأطياف ومذاهب ..ذلك الحب الصادق النقي الغير مشروط… فإن أحببنا ليكن بلا حدود…وإن عبرّنا عن اعتزازنا فليكن لسبب.. تلك هي العلاقة الصحية والتي تشبه كثيرا علاقتنا بوالدينا، فهل نفخر بوالدينا ونبخس عليهم هذا الحق؟ الأ يجب أن نكون مدعاة فخر لهم أيضا؟ وهل نخجل منهم أولا نحبهم إن لم يتمكنوا من منحنا شيئا؟
لن أفهم أبدا منطق البعض في إيجاد وطن بديل والتنكّر لبلدهم الأصلي …أو بقائهم في بلدهم عنوّة وتحميل من هاجر منهم شعورا بالذنب لانهم تركوا أوطانهم في ظروف شتى فينكروا حقهم حتى بالانتماء العاطفي . ..

سنكون مواطنين صالحين عندما نحب أوطاننا بدون شروط, لانطلب ثمنا لذلك, نفكر في الواجبات قبل الحقوق, نعمل على تطوير ذاتنا ونقدم شيئا مفيدا له ولأبنائه وللإنسانية, نعمل على وحدته وإحلال السلام في ربوعه, أن لا ننصب أنفسنا كحاكمين أو ناقدين لغيرنا… تلك هي المواطنة الحقيقية ومن ثم الشعور بالفخر لانتماء ورثناه وأضفنا عليه فخرا بإنجازاتنا ووعينا وحرصنا عليه, لا لمجرد انتمائنا له .

ذلك هو الحب النقي الذي نطمح له فحب الأوطان لا يعرفه الجميع والإخلاص له لا يتأتى من التظاهر بالحب ولا بمجرد وجودنا فيه، وإنما بالعمل الخلاّق المجدي , لنرفع أسمه عاليا بين البلدان فنمنحه الفخر الذي يغنينا ويغني أبناء بلدنا.

tunisiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنا… وأفتخر أنا… وأفتخر



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia