خانه التعبير واعتذر فلِمَ التحشيد إذن

خانه التعبير واعتذر.. فلِمَ التحشيد إذن!

خانه التعبير واعتذر.. فلِمَ التحشيد إذن!

 تونس اليوم -

خانه التعبير واعتذر فلِمَ التحشيد إذن

بقلم : أسامة الرنتيسي
بقلم : أسامة الرنتيسي

 ليس معقولًا أن تتحول كلمة (ربما توصف بالقاسية) – نطقها خطأ أو زل بها لسان وزير الإعلام الجديد الناطق الرسمي للحكومة صخر دودين – إلى قضية تسيطر على عديد صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، وتحظى بمقالات وتعليقات كُتّاب، وتظهرُ نكايات وثارات ليس لها من الأخلاق مكانٌ.
ومع كل هذا؛ اعتذر الوزير، ووضح ما قصده وهو واضح تماما لكل من لا يريد التصيّد، فلِمَ كل هذا التحشيد، والتطيّر، والأحكام التي قد تصل في بعضها إلى المطالبة بإعدام الوزير.
للوزير المحترم أقول له: إن أفضل دروس الإعلام التقليل من التصريحات، وعدم التوسع في الشرح والتوضيح، لأن الإعلام الآن إعلام ساندويشات سريعة لا يحتمل الإطالة والتوسع في اختيار الكلمات والمفردات، ومن يتوسع ويجتهد فسيقع في أخطاء.. والمتصيدون كُثيرون.
اعتذر الوزير في أكثر من وسيلة إعلامية، وقدم كثيرون وجهات نظر عاقلة وهادئة، ومع هذا بقي الضرب تحت الحزام مستمرا، والتحشيد عنيفا.
ليس إلى هذا الحد نجلد بعضنا على كلمة يعرف الجميع أنها غير مقصودة، وليست استحضارا من زمن الحجاج.
لنعتبرها زلة لسان يقع بها الجميع بلا استثناء، خاصة عندما يكون الحديث مباشرا وعلى الهواء، او في أثناء إلقاء خطابات مرتَجَلة، او مداخلات غير مكتوبة.
رؤساء دول تقع منهم زلّات ألسن، هؤلاء تحديدا يمكن ان تُحوّر زلاتهم إلى أنها مقصودة، أما كلمة من وزير فلا داعي لتضخيمها إلا إذا كانت القلوب مش ورمانة على رمانة…..
مرة أخرى، الوزير اعتذر مرات عديدة، واعترف بسوء التقدير فَلِمَ التحشيد إذن.
تحميل الأمر أكثر مما يحتمل والذهاب بعيدا كشف عن خبايا لم تكن أصلا في ذهن الوزير، والأمر واضح، فيه نوع من التخويف للشخص الذي يسرب وثائق الرئاسة بأن إجراء سوف يُتّخذ بحقه، هذا كل الموضوع، فلِمَ قطع الرؤوس ووعود الحجاج.. و و و و و….
أنصح الوزير أن يقرأ ما وصلني من روائع اللغة العربية……
“سأل طالب أستاذه في اللغة العربية :
– استاذي ما سبب ما نحن فيه من بلاء ؟
فأجابه …
يا بُني ، عندما تكون الأخلاق فعل ماضٍ، والعنف فعل أمرٍ، والحرب مضارع، والسياسيون فاعل، والشعب مفعول به، والمال مفعول لأجله، والفساد صفة، والرواتب ممنوعة من الصرف، والضمير غائب، والمصلحة مبتدأ، والوطنية خبر، والصدق منفي، والكذب توكيد، وقلة الأدب تمييز، والإنتهازية مفعول مطلق، والوظيفة أداة نصب، والموظف حرف جر، والخزينة إسم مجرور، عندما يصبح الفقر حالا، والأوجاع ظرفا، والحياة جامدة، والسرور مُستثنى فلا عجب في أن يكون المستقبل مبني للمجهول ولا محل لنا من الإعراب” (انتهى الاقتباس).
الدايم الله….

 

tunisiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خانه التعبير واعتذر فلِمَ التحشيد إذن خانه التعبير واعتذر فلِمَ التحشيد إذن



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:21 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الجدي الخميس 29-10-2020

GMT 14:05 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الأسد الخميس 29-10-2020

GMT 08:29 2021 الجمعة ,07 أيار / مايو

مسلسل ''حرقة'' أفضل دراما رمضانية في تونس

GMT 05:48 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

اكتشاف تقنية جديدة تساعد في إنقاص الوزن الزائد

GMT 05:31 2016 السبت ,26 آذار/ مارس

البردقوش فوائده واستخدامه

GMT 00:15 2016 الثلاثاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد الشطة لعلاج مرض الصدفية

GMT 10:54 2013 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة عن القبول في جامعات الولايات المتحدة في "أميركية دبي"

GMT 09:15 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أيتام «داعش» مَنْ يعينهم؟
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia