القاهرة ـ نسرين علاء الدين
بعد انتشار أغاني المهرجانات ورواجها الزائد عن اللزوم في الأسواق المصرية التي تعدت مراحل "اوكا واروتيجا" ووصلت إلى أن مجموعة من الشباب لا يزيد عمرهم عن الـ 14 عامًا قدموا أغنية تسمى "مفيش صاحب" انتشرت بشكل مرعب بين أوساط الشباب رغم ما تحمله من إسفاف تام ودعوى إلى العنف وانتشار الجرائم حينما تقول "طلع سلاحك متكامل"، جاء ألبوم محمد حماقي "عمره ما يغيب" بمثابة منقذ يعيد إلى الأذهان مفاهيم الرقي في مستوى الكلمة والمحتوى والألحان، حيث جاء ألبومه جديد الذي حقق في أسبوعه الثاني ما يقرب من 250 ألف نسخه بيع وحقق كليبه الجديد ما يقرب من أربعة آلاف نسبة مشاهدة في أسبوع واحد يحمل نجاحًا يجب أن يستحق التحية والتقدير، ففي الوقت الذي أصبح فيه الاستسهلال لغة العصر لا يظل هناك بعض صناع الأغنية الذين يهتمون بكل تفاصيل الكلمة التي تتغنى، ويعي معنى الرسالة التي يحملها والمسئولية التي على عاتقه فكل أغنيه في الألبوم تصلح لأن تكون وحدها ولا يحتوي على أي "حشو" من الرائجة حاليًا، حتى حينما قرر أن يقدم أغنية خفيفة معانيها بسيطة اختار مصلح "مايني" باعتباره أكثر الكلمات الشعبية التي وجد أنها تصلح لأن تسمعها الأذن ولا تؤذيها، إلى جانب الأغنيات الرومانية مثل "مابلاش" و"بعدت ليه"، فكل أغنية لها جمهور خاص حفظ كلماتها، وانتشارها في الشارع المصري بهذه الطريقة أعاد الآمال إلى عودة الأغنية المصرية إلى مكانتها المنشودة، تحية واجبة للنجم المحترم الذي يعرف قيمة ما يقدمه.