الطرب تذكرة المواهب الشابة إلى النجومية ولكن

الطرب تذكرة المواهب الشابة إلى النجومية ولكن؟

الطرب تذكرة المواهب الشابة إلى النجومية ولكن؟

 تونس اليوم -

الطرب تذكرة المواهب الشابة إلى النجومية ولكن

غيث حمّور ـ العرب اليوم

مع انتشار برامج المسابقات الغنائية في الأعوام الأخيرة على الشاشات العربية، كـ(أرب أيدل، إكس فاكتر، ذا فويس، وغيرها)، برزت أهمية الأغنية الطربية بشكل كبير، حيث عمد أكثر المتسابقين إلى اختيار أغاني قديمة ومواويل مشهورة تحمل طابع طربي خلال مشاركتهم في تلك البرامج لما تحمله من رصيد لدى المشاهدين أو لجان التحكيم، وهذه الأغاني بعينها ساهمت في نجاح بعضهم ووصلهم إلى النهائيات، والفوز بهذه المسابقات بالنسبة لبعضهم الآخر.

الطرب يعود إلى الواجهة

اختيار المتسابقين أغاني وديع الصافي، أم كلثوم، سيد درويش، نظام الغزالي، حاتم العراقي، محمد عبد الوهاب، صباح فخري، وردة، اسمهان، فايزة أحمد، عبد الحليم حافظ، وآخرين، لتكون تذكرتهم في البرامج الغنائية التلفزيونية، لم يأت من فراغ، بل جاء نتيجة شغف شعبي بهذا النوع، وإدراك للمطربين الجدد بالتأثير الذي تتركه هذه الأغاني على المستمع والحكّام على حدّ سواء.

وأكّد هذا الاختيار أن النوع الطربي مازال عالقًا في أذهان العرب، ومازال يملك الشجن والتأثير على الأذن العربية، فبين اختيار المتسابقين والقبول لدى الجمهور، يمكن القول أنّ الأغنية الطربية والموال المرافق لها باقية في تربعها على عرش الموسيقى العربية وتملك اليد الطولى في الفن العربي عمومًا.

رغم الموجة الجديدة من الموسيقى العربية، ذات الإيقاع السريع، والكلام المرصوف، والتي احتلت ساعات بثّ طويلة على الشاشات الفضائية والمحطات الإذاعية، إلا أن الطرب احتفظ بمكانته، والدليل الأكبر على ذلك النجاح التي تلاقه الأغاني التي يغنيها المتسابقين في هذه البرامج، والتي تحظى بنسب مشاهدة ضخمة سواءً على البث المباشر، أو على موقع اليوتيوب (والتي تصل إلى عشرات الملايين).

فمثلاً أغنية (خمرة الحب) لـ(صباح فخري) بصوت حازم الشريف (الفائز بأرب أيدل الموسم الماضي) وصل عدد مشاهداتها إلى ٣ ملايين، وأغنية (ميحانة) لـ(ناظم الغزال) بصوت يسرى محنوش (المتسابقة في الموسم الأول من ذا فيوس) وصلت إلى ٩ ملايين، وموال (حلب يا نبع الألم) متبوعاً بأغنية (قدك المياس) لصباح فخري بصوت عبد الكريم حمدان (متسابق أرب أيدل) وصلت إلى ١١ مليون وبصوت برواس حسين (متسابقة أرب أيدل) إلى ٧.٥ مليون، وأغنية (اشوفك وين يا مهاجر) لحاتم العراقي بصوت ابنه قصي العراقي (متسابق في ذا فويس) وصلت إلى ٤٠ مليون مشاهد.

والصغار أيضًا

الأمر لم يتوقف على الكبار، بل امتدت للأطفال، ففي برنامج (ذا فويس كيدز) الذي كان يعرض، لاحظنا اختيار الأطفال للأغاني الطربية في تجاربهم الأولى، وهو ما لقي إعجاب شريحة كبيرة من المتابعين، ومثلًا وصل عدد مشاهدة أغنية (برضاك) لأم كلثوم بصوت الطفلة نور قمر إلى ما يزيد عن ٢٥ مليون مشاهدة، وهذا ما يعطي مؤشر على دور الأغنية الطربية في تنشئة الأجيال الجديدة، وتربيتهم على الأذن الموسيقية الأصيلة، بعيدًا عن الموسيقى الهابطة.

الثقافة الموسيقية

بخلاف الأنواع الفنية الأخرى، مازالت الثقافة الموسيقية حاضرة لدى المواطن العربي، ويبدو أن التخت الشرقي بقي محتفظًا برونقه لديه، فرغم نسب المشاهدة العالية لبعض الأغاني الحديثة السريعة، فإن تصفح سريع لمواقع الشبكة العنكبوتية يبيّن أنّ الطربيات هي الأخرى تحظى بنسب عالية من قبل الجمهور المتابع، وهنا الأمر لا يتعلق فقط ببرامج المسابقات والمطربين الجدد الذي يحظون بترويج ضخم (إعلامي وإعلاني)، بل يتعدى ذلك للأصل، فمثلاً أغنية (أنت عمري) بصوت أم كلثوم في ثلاثة اصدارات يصل عدد مشاهداتها على موقع يوتيوب إلى ما يزيد عن ١٠ ملايين، وأغنية (قدك المياس) بصوت صباح فخري تصل إلى ٧ ملايين مشاهدة، وأغنية (قارئة الفنجان، جانا الهوى، نبتدي منين الحكاية، حاول تفكرني) بصوت عبد الحليم تزيد كل واحدة من ٤ ملايين مشاهدة، وأغنية (ليالي الأنس) لأسمهان تصل لأكثر من مليوني مشاهدة في ٣ اصدارات، وأرقام كبيرة أخرى لأغاني طربية خالدة في الذاكرة.

مع النجاح يغيب الطرب

رغم كل الألق التي تحظى به الأغنية الطربية في هذه البرامج، ورغم استخدام الجيل الجديد من المطربين أصحاب الأصوات المميزة لهذا النوع من الأغاني عبر مشاركاتهم في البرامج التلفزيونية، إلا أن الطرب يغيب مع إقلاع مشوار هذه الأصوات الجديدة، فيتحولون إلى الأغاني السريعة والدراجة، وينسون الطرب الأصيل الذي كان عاملًا اساسيًا في نجاحهم، والأمثلة كثيرة على ذلك، ويرى البعض في هذا الخصوص أن لشركات الإنتاج (التجارية) دور في ذلك، وطرق الترويج والداعية لها دور أيضًا، ولكن تبقى هذه ظاهرة أحد الظواهر التي تستحق الدراسة والتمحيص، خاصة أن الحفاظ على هذا التراث الموسيقي وإعادة إحياءه واجب على المطربين جدد، وضرورة حقيقة في ظل بعض الإسفاف الذي نراه في الفن بشكل عام، وفي الموسيقى الدارجة بشكل خاص.

tunisiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطرب تذكرة المواهب الشابة إلى النجومية ولكن الطرب تذكرة المواهب الشابة إلى النجومية ولكن



GMT 11:16 2021 الأحد ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيديو كليب صورة افتراضية

GMT 14:02 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

يشبهنا صراع العروش

GMT 08:04 2019 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

" ابو العروسة " والعودة للزمن الجميل

GMT 07:59 2019 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

محمود مرسي

GMT 08:06 2019 الأربعاء ,06 آذار/ مارس

أحمد زكي

GMT 10:34 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

مديحة كامل

GMT 10:00 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

سعيد عبد الغني

GMT 14:10 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

عمار الشريعي

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia