أغاني المهرجانات والتلوث السمعي

أغاني المهرجانات والتلوث السمعي

أغاني المهرجانات والتلوث السمعي

 تونس اليوم -

أغاني المهرجانات والتلوث السمعي

بقلم: شيماء مكاوي

أين ذهبت الموسيقى المهذبة الراقية الناعمة التي كنا نستمع إليها عندما تنشد كوكب الشرق السيدة أم كلثوم وتقول "بعيد عنك حياتي عذاب متبعدنيش بعيد عنك"، أو عندما نستمع للمطربة العملاقة فيروز عندما تغني "أنا لحبيبي وحبيبي إلي"، أو عندما نستمع للعندليب الراحل عبد الحليم حافظ وهو يغني "تخونوه وعمره مخانكم ولا أشتكى منكم"، وغيرها من الموسيقى التي كنا نستمع إليها أيام الزمن الجميل، والتي ذهبت وجاء بعدها مجموعة من المطربين في الثمانيات اللذين أصبحوا هم أيضا في الزمن الجميل، فعندما تطورت الموسيقى قليلا وتأثرنا بالموسيقى الغربية تم إنتاج العديد من الأغاني التي تركت أيضا علامة، لأن القائمون عليها كانوا يقدمون فنا معروفا ومفهوما.
فعلى سبيل المثال أتذكر المطرب الليبي حميد الشاعري عندما قرر أن يقدم العديد من الأصوات الشابة الجيدة فقدم المطربة داليا والتي تغنت بأشهر أغنياتها "أنا بحبك أنت"، وغني حميد الشاعري أجمل الأغاني مثل "أموت وأعرف" وغيرها من الدويتوهات مع المطرب علاء عبد الخالق والمطرب إيهاب توفيق والمطربة سيمون، عندما قدموا أغنية "بتكلم جد" وغيرها من الأغاني التي عندما نستمع إليها تصيبنا بالبهجة والسعادة.
وفجأة اختفت تلك الأغاني الجميلة سواء الأغاني القديمة أو المتطورة ليظهر أحدث تطور فاشل في رأيي للموسيقى، بداية عندما أستطاع فريق أوكا وأورتيجا أن يقدموا مجموعة من الأغاني تحت مسمى أغاني المهرجانات، ووصولا إلى ما يقلدهم من آخرون، وأخجل أن أطلق عليهم لقب مطربون وجميعها أغاني تسبب تلوث سمعي لا مثيل له في الوجود.
فما هي تلك الأصوات التي خرجت لتصرخ وتعوي وتقول أنها مطربون ولماذا الشباب والأطفال ينجذبون إليها بهذا الشكل، فذات مرة قررت أن أفهم ما هي الكلمات التي يتغنون بها وجلست أركز ولم أحصل على كلام مفهوم على الإطلاق.
الغريب في الأمر إن حفلات الزفاف أصبحت لا تخلو من تلك الأغاني المرعبة والمزعجة فعندما تذهب حفل زفاف تظل لمدة ثلاث ساعات تستمع لتلك الأغاني وتجد الشباب يرددونها ويتغنون بها، ولكن أن ينتقل الأمر إلى الإعلانات حيث تحولت الإعلانات التلفزيونية إلى أغاني مهرجانات هي الأخرى.
يجب أن نقف لهذا التلوث السمعي ونواجهه وبشراسة، فلدينا العديد من المطربين الذي يقدمون موسيقى وطرب وفنا جيد يستحق الاستماع أمثال الرائع هاني شاكر والمطربة الحالمة شيرين عبد الوهاب، والتي ينبعث من داخلها إحساس لا مثيل له، والمطربة أصالة التي أعتبرها مصرية على الرغم من أنها سورية الأصل، فصوتها كالجيل وإحساسها لا يوصف وغيرهما من المطربين الذين يستحقون الاستماع لمن يريد أن يسمع موسيقى جيدة وغناء جيد.

tunisiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أغاني المهرجانات والتلوث السمعي أغاني المهرجانات والتلوث السمعي



GMT 11:16 2021 الأحد ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيديو كليب صورة افتراضية

GMT 14:02 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

يشبهنا صراع العروش

GMT 08:04 2019 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

" ابو العروسة " والعودة للزمن الجميل

GMT 07:59 2019 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

محمود مرسي

GMT 08:06 2019 الأربعاء ,06 آذار/ مارس

أحمد زكي

GMT 10:34 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

مديحة كامل

GMT 10:00 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

سعيد عبد الغني

GMT 14:10 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

عمار الشريعي

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia