بقلم : موفق ملكاوي
خذ قهوتي..
لا أنت أنت، ولا أنا،
لا الصبح يصعد في طريقكَ..
لا بدايات المواسمِ، أو نهايات اليباسِ.. تبينُ،
لا صخبا
ولا لهوا
ولا عطرا تعلّق في مرامي القلبِ..
وحدك تدرك الطرقات في إغوائها الليليِّ..
لا تدري هل انسابت رمال الحزن من بين الأصابع..
أم تركتَ على الرصيف براعم الأمل الضريرِ،
وكنت وحدك حين أودعت الكلامَ وظيفة أخرى،
لتعجن مفردات لا تحيط بها المعاني الجاهزة.
خذ قهوتي،
واحمل ترانيم الغواية نحو عاصمة تزنرها الجبال،
وتأكل الأحلام مثل الحربِ والجدريِّ والطاعونِ،
رغم الياسمين، ورغم ما آوتْ من العشاقِ
أو زرعتْ من الأحلامْ.
خذ قهوتي.. هيلي..
وما ترك الشتاء على الجدار من احتمالْ.
كلّ الدروب تسير نحو نهاية معلومة..
والسائرون يضمدون جروحهم بأسى التذكّرِ ..
يحملون وشومَ كلَ الحزن فوق قلوبهم..
كي يعبروا كل "الخسارات الجميلة" بابتسامتهم؛
بلا أي التواء في الشفاهِ
ولا انقباض في القلوبْ.