الجالسون على الكراسي

الجالسون على الكراسي

الجالسون على الكراسي

 تونس اليوم -

الجالسون على الكراسي

حسام نور الدين

في معظم دول العالم المتحضرة لا يجد المسؤول حرجًا في الاستقالة من منصبه مع إخفاقه في المهمة المكلف بها، ولكنَّ هذا الأمر يتغيَّر في الدول العربية نتيجة عشق السادة المسؤولين الجلوس على الكراسي لأجلٍ غير محدد ومع مرور الوقت أصبح الشائع أن يلتصق المسؤول بالكرسي لدرجة غير متوقعة.

في ايطاليا لم يتردد رئيس اتحاد الكرة غيانكارلو ابييتي في تقديم استقالته لمجرد خروج الاتزوري من الدور الأول من نهائيات كأس العالم في مجموعة نارية، وتبعه المدير الفني تشيرازي برانديلي بهدوء، غير أنَّ الوضع اختلف تمامًا في الاتحاد المصري لكرة القدم الذي يعاني من تكرار الإخفاقات دون رغبة لأحد في أن يرحل عن مكانه، في وقت يبحث فيه الجميع عن كراسٍ جديدة وهي كراسي البرلمان لضمان استمرار الجلوس عليها ولتذهب الكرة المصرية إلى الجحيم.

وعلى مدار الأسابيع الماضية تعرَّضت الكرة المصرية لكبوة خطيرة بخروج منتخبات الشباب والناشئين من التصفيات الإفريقية لتسجل غيابًا مؤلمًا عن الساحة الدولية، ويقترب المنتخب الأول من وداع تصفيات أمم إفريقيا 2015 للمرة الثالثة، وفي الوقت ذاته يرفض رئيس الاتحاد جمال علام تحمل المسؤولية ويعلن ترشحه لانتخابات البرلمان، وينشغل أعضاء مجلسه بالأمر نفسه، على حساب الصالح العام، والغريب في الأمر أنَّ المدير الفني لاتحاد الكرة فاروق جعفر يتقاضى 50 ألف جنيه، كراتبٍ شهريٍ

لتستمرَ إخفاقات الفراعنة دون أن يُحرَّك ذلك لديه أي دافع للاستقالة أو حتى تقديم أسباب منطقية لازمة.

على الصعيد الشخصي لم أتفاجأ من إخفاق فاروق جعفر أو حتى موقفه، فالرجل يعمل في الجبلاية لمجرد أنَّه الصديق المقرب من نائب رئيس مجلس الإدارة حسن فريد، وطالما تُدار الكرة المصرية بهذا المنطق فلن ينصلح الحال ولن تعود إلى سابق عهدها.

وللحقيقة فإنَّ الوضع الكروي في مصر يمثل قمة التعقيد، فالوزير لا يمكنه التدخل في سياسات الجبلاية بشكل مباشر؛ لأنَّ صاحب النفوذ القوي والذي يدير الأمور من وراء الستار هاني أبو ريدة يضع سكينة التدخل الحكومي على رقبة الجميع في مصر بحكم منصبه في الفيفا، فيُضطر الوزير إلى الصمت على خزعبلات الجبلاية، ليضيع مصير الإصلاح بين أصحاب المنافع الخاصة ومبررات لا تسمن ولا تغني من جوع.

tunisiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجالسون على الكراسي الجالسون على الكراسي



GMT 20:41 2019 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

"الفار المكار"..

GMT 13:29 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

كأس المدربين وليس كأس الأبطال..

GMT 04:37 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

صرخة حزن عميق ومرارة....

GMT 16:50 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

مهلا يا رونار

GMT 16:21 2019 الأحد ,17 آذار/ مارس

أسد يهدد عرش الفرعون

GMT 10:57 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

الاتحاد «بخروه» من «العين» القاتلة

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia