تجدّد التوتر بين تياري الكافي وميارة

تجدّد التوتر بين تياري "الكافي وميارة"

تجدّد التوتر بين تياري "الكافي وميارة"

 تونس اليوم -

تجدّد التوتر بين تياري الكافي وميارة

بقلم - حسن البصري

في ظل أجواء التوتر بين تيار الكافي وتيار ميارة، والذي دفع القوات الأمنية إلى التدخل لتنفيذ قرار حكم قضائي وإفراغ مقر نقابة الاتحاد العام للشغالين من أتباع حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال، تبين أن النقابة استعادت مكانتها كمكون صدامي في بلاد أحوج إلى نقابة بناءة.

ما حصل في مقر النقابة يذكر بالمفهوم القديم للنقابة في الوسط الكروي، حين كان من المستحيل على لاعب وافد فرض الذات، إلا إذا حصل على تزكية نقابة اللاعبين “أبناء الفريق”، في زمن سابق كان من الصعب على لاعب خارج أسوار المدينة القديمة حمل قميص فريق الوداد، أو قادم من خارج درب السلطان التألق في صفوف الرجاء إلا من رحم ربك.

لكن الرجاء البيضاوي كشف عن نواياه النقابية حين فاز بأول لقب لكأس العرش في تاريخه سنة 1974، وقرر مسؤولو الفريق إهداء الكأس إلى أول زعيم نقابي في تاريخ المغرب، وهو المحجوب بن الصديق الأمين العام السابق للاتحاد المغربي للشغل وهو في زنزانته داخل سجن "أغبيلة"، وهي إشارة على ارتباط النادي بهذه النقابة العريقة، التي كانت تعتبر الفريق الأخضر ذراعها الرياضي.

ظل ملعب الرجاء بالوازيس يحتضن نهائيات الكؤوس العمالية المنظمة من طرف التنظيم النقابي، فضلا عن وجود العديد من المسيرين الذين شغلوا مهام في نقابة بن الصديق آخرهم عبد السلام حنات ومصطفى دهنان، لكن في الضفة الودادية كانت هناك وجوه نقابية من “ليمتي” كالسملالي مؤسس بطولة النقابة وأنيني وغيرهم من النقابيين الحمر.

في آخر ولاية الجنيرال حسني بن سليمان على رأس جامعة كرة القدم، قرر مجموعة من رؤساء الفرق بزعامة محمد الكرتيلي إنشاء تنظيم نقابي، أطلق عليه بعض الماكرين اسم "النقابة الحرة للمسيرين"، لكن الجامعة نقبت النقابة في عينيها وحولتها إلى كيان أعمى، ومنذ ذلك الحين لم يعد لرؤساء الفرق تنظيم نقابي يأويهم من خوف.

لكن للأمانة فإن نقابة لاعبي الرجاء البيضاوي هي الأكثر نشاطا والأكثر حضورا في وسائل الإعلام، بفضل مناضليها الأشاوس الذين سجلوا في الموسم الماضي عشر وقفات احتجاجية وقاطعوا خمسة عشر حصة تدريبية، وأصدروا خمس بيانات صحفية وقدموا المفهوم الجديد للكرة، “المال مقابل التدريب”، فقاطعوا ونددوا وهددوا ونهلوا من قاموس النقابة وحجزوا لأنفسهم مكانا في منصات عيد الشغل وطالبوا بمنحهم إجازة مؤدى عنها في في فاتح ماي المبارك.

قضى أحد لاعبي الرجاء عطلته الصيفية في مراجعة دروس النقابة، ولأن والده عاش فترة من حياته في نقابة عريقة على سبيل الإعارة، فقد أصبح يتكلم لغة الصراع الطبقي ويعتبر اللاعبين جزءا من الطبقة الشغيلة والمسيرين من الباطرونا وكلما مر بسيارته الفارهة لوح بإشارة النصر لأتباعه ورمى لهم بنسخ من بيان بوزنيقة.

أغلب لاعبي الرجاء البيضاوي الذين يدشنون موسمهم بالعصيان، منضوون تحت لواء نقابة أرباب الحافلات وسيارات الأجرة، فقد أنعم عليهم ملك البلاد محمد السادس بـ"كريمات" وقطع أرضية وامتيازات نقلتهم إلى مصاف "الباطرونا"، وبالتالي فإن أي شكل من أشكال النضال في خندق الطبقة العاملة مجرد تخريف يحتاج إلى "اعتراض تقني".

يختلف الوضع في دوري المظاليم، وتصبح النقابة رجسا من عمل الشيطان حين يتعلق الأمر بلاعبي فرق الهواة، الذين امتلكوا الجرأة لتأسيس نقابة اللاعبين الصغار والمتوسطين، وفتحوا باب الحوار الاجتماعي مع المسيرين من أجل مستقبل لاعبين أحياء لا يرزقون.

ليس الانتماء للنقابة شرط عين لممارسة الحق في الإضراب، فكثير من مستخدمي الملاعب حملوا الشارات ونظموا وقفات احتجاجية وليس في جيوبهم المثقوبة سوى تيار هواء، وكثير من لاعبي الأمس صنعوا أفراح الجماهير وناموا على وسادة الخصاص، وتلك الأَّيام نداولها بين الناس.

tunisiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجدّد التوتر بين تياري الكافي وميارة تجدّد التوتر بين تياري الكافي وميارة



GMT 12:18 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

فريق لكل وزير

GMT 12:43 2018 السبت ,29 أيلول / سبتمبر

ملاعب منسية

GMT 12:21 2018 الخميس ,23 آب / أغسطس

سونارجيس

GMT 12:54 2018 الخميس ,31 أيار / مايو

على مسؤوليتي فتاوى على سبيل الاستئناس

GMT 09:00 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

على مسؤوليتي المفتش كرومبو

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة

GMT 00:28 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

جمال عبد السلام يؤكّد أنه يدعم الشعب السوري

GMT 10:39 2015 السبت ,17 كانون الثاني / يناير

كيفية صناعة الموهبة والإبداع عند الأطفال؟

GMT 12:35 2017 الأربعاء ,26 تموز / يوليو

جريمة السبّ والقذف

GMT 14:54 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

سيمبا التنزاني يتقدم بالهدف الأول في مرمى الأهلي
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia