ليس دفاعًا عن عموتة

ليس دفاعًا عن عموتة

ليس دفاعًا عن عموتة

 تونس اليوم -

ليس دفاعًا عن عموتة

بقلم :عبد العزيز بلبودالي

ماذا لو كان الحسين عموتة قد فشل مع الوداد، ولم يحرز معه لا لقب بطولة المغرب، ولا لقب عصبة الأبطال الإفريقية ولا التأهل لمونديال الأندية؟

أكيد لن يكون قد تعرض لكل هذه الحملة الهجومية التي طالته ومست سمعته وشككت في نواياه، وقزمت من تاريخه الرياضي النظيف، وبعثرت كل أوراقه التقنية كمدرب يشهد له الجميع بالتفوق وبالإبداع في عمله.

لو كان عموتة قد فشل مع الوداد، سيكون غادر الفريق بدون ضجيج، كما حدث مع سابقيه، وسيكون منتقدوه قد أوجدوا له كل المبررات وقدموا في حقه أحسن الشهادات على أنه مدرب كبير لكن الظروف لم تساعده ولم يكن محظوظا مع الوداد، وسيكون عموتة قد شكر الفريق كما سيكون قد شكره المكتب المسير، وستكون الحكاية انتهت ومع السلامة!

لكنه، ولأنه نجح وبامتياز في عودة الوداد للأضواء ونجح في ما فشل فيه كبار المدربين الأوربيين والعالميين مع الوداد، ولأنه اشتغل بمنطق المدرب المحترف الذي يعرف أنه مهما حققت من ألقاب وإنجازات، فسيأتي يوما للفراق، ولأنه شاب والمستقبل مازال مفروشا أمامه، سمح لنفسه بالبحث عن آفاق جديدة تحسبا لحلول ذلك اليوم الذي لا مفر منه.

هل ذنبه أن كبريات الأندية العربية طلبت وده ورغبت في التعاقد معه؟ هل، وفي ظل الاحتراف، يمنع على المدرب فتح النقاش والتفكير في العروض التي تنهال عليه؟
ليس دفاعا عن الإطار الناجح الحسين عموتة، فسجله ومساره ونجاحاته خير من يدافع عنه، ولكن الأمر يثير كثيرا من الاشمئزاز من فرط ما سمعناه وما تابعناه في حق إطار مغربي ذنبه أنه نجح مع فريق مغربي.

هجوم عنيف على عموتة الذي نجح وتفوق ورفع الوداد إلى العالمية، وبوأه قمة الهرم الكروي في القارة الإفريقية.. هجوم ينبني على شهادة حارس مصري سابق تحول ل"سمسار" في بيع وشراء اللاعبين والمدربين، يهلل له البعض ويرفعه فوق العمارية كأنه مرجعية رياضية "مقدسة"، وهجوم ينبني على ما قاله شاب في بداية الطريق في عالم التدريب، فشل في أولى خطواته مع فريق يوسفية برشيد، كما فشل في مرافقة الطاقم التقني الذي كان يقوده الحسين عموتة في الوداد، وفي الوقت الذي كنا نتمنى أن يفلح ويلاقي الفلاح في بداية مساره ويصبح قائدا تقنيا في فريقه الأم،ويجتهد ويركز في بناء ذاته المهنية بعيدا عن التحول إلى أداة يستخدمها البعض، أضحى بقدرة قادر قائدا للحملة الهجومية على عموتة، المدرب نفسه الذي وافق على تعيينه مساعدا له.

واقع غريب وعجيب، هو واقع كرتنا الوطنية، للفاشل التقدير والاحترام، والنموذج من جمع عام فريق الرجاء الأخير وكيف عاد منتقدو الرئيس سعيد حسبان ومعارضوه، الذين وصفوه بالفاشل، إلى صف المباركة والتأييد، والناجح يصبح الخصم الذي تعبأ كل الصفوف لمحاربته ومهاجمته!
واقع غريب يصبح فيه لسمسار، الكلمة القفل والمصداقية التي لا تناقش، ويصبح فيه مدرب " صغير " المرجعية " الموثوق فيها" ويصبح فيها مسيرا سجل فريقا عريقا يمثل أمة في سجل ممتلكاته الخاصة، وألغى كل عناوين التسيير الجماعي التشاوري والديمقراطي، ليضعه البعض في مرتبة " الحكماء" والقادة الذين يرجع لهم كل الفضل في الصورة التي رسمها الوداد مع الحسين عموتة.

واقع، للأسف، تعطى فيه التعليمات والتوجيهات لنهش لحم مدرب ذنبه أنه اجتهد بإخلاص وبحماس، ليدفع بوداد الأمة إلى إحراز البطولات والألقاب بعد فترة مظلمة طالت وامتدت لأمد مديد.

أكيد، المال غالبا ما يفسد في كل قضية الود والاحترام، وفي قضية الوداد، مصلحة البعض ارتبطت بعملية بيع لاعبين واختلف المحيطون بالفريق حول لائحة اللاعبين المعروضين للبيع ، لتنطلق الشرارة، وليجند " الرجل القوي" أتباعه وأدواته في شن حملة خبيثة على مدرب مغربي أراد محاربوه أم كرهوا أن اسمه سجل ودون في صفحات الوداد التاريخية، فيما الدهر سيتكلف بهم ولن يحتفظ التاريخ بذكراهم أبدا!

أكيد التاريخ سيذكر وسيحتفظ بأسماء العظماء.. وأكيد التاريخ سينفض الضعفاء الذين يبيعون كل شيء من أجل كسب ود المنفعة..وقديما قالوا: 
المال حلل كل غير محلل.. وللحديث بقية!

tunisiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس دفاعًا عن عموتة ليس دفاعًا عن عموتة



GMT 20:41 2019 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

"الفار المكار"..

GMT 13:29 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

كأس المدربين وليس كأس الأبطال..

GMT 04:37 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

صرخة حزن عميق ومرارة....

GMT 16:50 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

مهلا يا رونار

GMT 16:21 2019 الأحد ,17 آذار/ مارس

أسد يهدد عرش الفرعون

GMT 10:57 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

الاتحاد «بخروه» من «العين» القاتلة

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 03:04 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مبتكرة لجعل مداخل المنازل أكثر جاذبية

GMT 11:39 2021 الإثنين ,27 أيلول / سبتمبر

القبض علي عملية هجرة غير شرعية في سواحل صفاقس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia