دغدغة العواطف

دغدغة العواطف

دغدغة العواطف

 تونس اليوم -

دغدغة العواطف

عيسى الجوكم

تعجبني (فلترة) الكلمات في قاموس أبي شتم بن غيبة بن نميمة آل كذاب في كتابه الجديد (الوقاحة في الرياضة)، الذي راجعه ودققه الناقد شارع بن فارط آل دايخ.والكاتب أسلوب شيّق ومُبهر في فصوله الستة، عدا المُقدمة التي مزجت بين البلاغة والفصاحة والوقاحة تلميحًا وتصريحًا، وفي بعض الأحيان تشمل المفاخرة بالرذائل من الأحرف والهمزات والنغزات.

الفصل الأول من الكتاب الذي بيع منه أكثر من مليون نسخة في طبعته الأولى، يرمي الحجر في المياه الراكدة، فيسبح معها عقول اعتادت على النزال بكعب القدم، وليس بفكر الرأس، ولك أن تتصور عزيزي القارئ ذلك المشهد. أما الفصل الثاني فهو مزيج من الكر والفر في محيط البذاءة، ولهذا الفصل جمهور كثر، مما يزيد الكاتب قناعة بمبدأ (الجمهور عاوز كده).

الفصل الثالث يستنفر الكاتب لغة اللون والقبيلة والمنطقة، ولهذا الفصل قصة مُحبّبة للجمهور، مما يجعل الكتاب متداولًا، وبطريقة أسرع من البرق، خصوصًا أن الحمية تترجم في أسطره، بما يدغدغ العواطف، وهذه العواصف، عفوًا أقصد العواطف من الممكن أن تسكب الزيت على النار، وأحيانًا تشتعل النار حتى بدون زيت أو حطب.

الفصل الرابع فيه ذكاء ممزوج بدهاء لا محدود، لا سيّما أنه يأتي بعنوان جذّاب للغاية، وينساق خلفه المطبلون بحرية الكلمة، ألا وهو النقد الذي فهمه الكثير على أنه هجوم لا هوادة فيه، خالطين الحابل بالنابل، ومن مصائب هذا الفصل أن القارئ لا ينتبه لحالات التناقض للكتاب والكاتب، خصوصًا أن نقاد (أبو ريالين) ينتقدون الفكرة والشخص اليوم، ويمدحون نفس الشخص والفكرة في وقت لاحق.أما الفصل الخامس، فيستدعى خلايا البلادة في القارئ، ليرسل إشارات التعصب بغلاف الدفاع عن النجم أو النادي، وهذا الفصل من الممكن أن يدخل في محطة الخبث.

أما الفصل الأخير، فهو تنازل القراء أصحاب العقول عن فطنتهم وعقليتهم، والسير في طريق (مع القوم يا شقره)، والحق يقال إن ما يحدث في الوسط الرياضي حاليا هو انتصار شعبان عبدالرحيم بألحانه وأغانيه وكلماته، على عمالقة الصوت، ومحترفي الكلمة، فالنشاز من يلعب، والشجي من يتفرج، لذلك، لا ضير أن ينهي الكاتب والكتاب فصلهما الأخير بعبارة (صبوحه خطبها نصيب).

بقي أن نشير إلى أن فهرسة الكتاب وُجدت بها عناوين، ولكن بدون الإشارة إلى أرقام الصفحات، وهي حالة سليمة جدًا للفوضى التي تتسيد الساحة الرياضية، ليست على المستوى المحلي فقط، بل حتى الخليجي.

tunisiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دغدغة العواطف دغدغة العواطف



GMT 20:41 2019 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

"الفار المكار"..

GMT 13:29 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

كأس المدربين وليس كأس الأبطال..

GMT 04:37 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

صرخة حزن عميق ومرارة....

GMT 16:50 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

مهلا يا رونار

GMT 16:21 2019 الأحد ,17 آذار/ مارس

أسد يهدد عرش الفرعون

GMT 10:57 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

الاتحاد «بخروه» من «العين» القاتلة

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia