إبراهيموفيتش رسالة إلى من يهمه الأمر

"إبراهيموفيتش" رسالة إلى من يهمه الأمر

"إبراهيموفيتش" رسالة إلى من يهمه الأمر

 تونس اليوم -

إبراهيموفيتش رسالة إلى من يهمه الأمر

بقلم : زيـاد الميـرغـني

في بلادنا التي تصنف على أنها عالم ثالث كرويًا، وفي مجالات كثيرة، عندما نجد حالة استثنائية للاعب يشق طريقه بنجاح خطوة وراء خطوة بالاحتراف في القارة العجوز نسعد كثيرًا، ونظل ندعمه حتى النهاية، ولكن النهاية دائمًا ما تكون صادمة لنا وللاعب نفسه، فبعد أن يصل إلى الأضواء ويجني الكثير من الأموال يتوقف طموحه عند هذا الحد، ويبدأ الغرور والتعالي يظهران عليه، ويعتقد أنه وصل إلى قمة المجد، وتكون تلك النهاية، فلا تمر سنوات قليلة حتى يلقى حتفه كرويًا، ويختفي عن المشهد ربما حتى المحلي، برغم أن سنه حينها لا يكون كبيرًا، فقط في أوائل الثلاثينات من عمره، ويكون مثل أن تقرأ رواية جميلة ثم تنساها وتختفي من خيالك فجأة.

ولنا في ذلك أمثال كثر، ولعل أبرزهم النجم الكبير أحمد حسام "ميدو"، برغم أنه أذكاهم، فعرف كيف يصبع لنفسه مجالاً جديدًا وسريعًا، حتى لا يختفي، بدخوله عالم التدريب وتقديمه نجاحات ملموسة نسبيًا، ثم محمد زيدان، الذي عانق نجاحه السماء في فترة من الفترات في ألمانيا، ليجد نفسه الآن بلا مهنه، فيضطر إلى دخول عالم الاستثمار الكروي، أو يظهر في أحد برامج تحليل المباريات، وهكذا.

أما النموذج الاكثر سوءًا هو حالة النجم عمرو زكي، الذي "كَسَّر الدنيا" كما يقال في أمم أفريقيا 2008، وكان هدافها، ثم مع "ويغان" في الدور الأول من "البريميرليغ"، وأحرز 10 أهداف، إلا أنه أصابته نفس الأعراض التي ذكرناها، فوصل به الحال الآن إلى الاعتزال والاختفاء تمامًا من المشهد، كأنه لم يكن موجودًا من البداية.

الأمر الذي أريد توصيله من كل هذا الحديث أننا ننظر فقط تحت أرجلنا ، ويكون الاحتراف والمجد لدى محترفينا في أن تتحدث عنه بعض الصحف الأجنبية بعد تألقه، ويجمع الأموال فقط، ثم ينتهي الأمر ويتوقف الطموح عند هذا الحد، على عكس ما يقوم به، مثلاً، النجم السويدي الكبير زلاتان إبراهيموفيتش مع مانشستر يونايتد الإنجليزي، والذي عاش فترات سيئة من فقر ومشاكل في بداياته كلاعب،  إلا أن بدأ في التألق مع أياكس الهولندي، وقرر حينها أن يصل إلى قمة المجد، ولا يكتفي بنجاح مؤقت، بل وصل طموحه لكتابة اسمه في تاريخ اللعبة، وهو ما فعله ومازال يفعله، برغم إكماله عامه الـ 35 ، ولكنه يستمر ولا يتوقف طموحه، بل يخرج بتصريح غريب ومدهش منذ أيام ، قال فيه: "أستطيع اللعب 10 أعوام أخرى بنفس المستوى".

فأن تصل إلى هذا العمر ولك هذا الحجم من التاريخ والبطولات والألقاب والمجد، مع كل الأندية التي لعبت لها سابقًا، وتخرج بهذا التصريح فأنت تبعث برسالة لكل لاعبي العالم، وليس إلى محترفينا فقط، الذين اكتفوا بنجاح مؤقت وجمع أموال فقط ثم العودة، "زلاتان" لعب 21 مباراة هذا الموسم مع اليونايتد في كل البطولات، أحرز خلالها 15 هدفًا بالتمام والكمال، وشارك في أكثر من 2000 دقيقة، بمعدل مشاركات ثابت وكبير في كل المباريات، وهو في هذا العمر، وله ما له من تاريخ كبير ونجومية وإنجازات لا تحصر، فهي رسالة إلى من يهمه الأمر من نجم كبير مثل "زلاتان"، بأن الطموح والعطاء ليس لهما حدود ولا نهاية، وأن النجاح والمجد هو في كيفية الاستمرار في تحقيقه لسنوات، وليس لعام او اثنين بشكل مؤقت فقط.   

tunisiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إبراهيموفيتش رسالة إلى من يهمه الأمر إبراهيموفيتش رسالة إلى من يهمه الأمر



GMT 13:27 2017 الخميس ,12 كانون الثاني / يناير

ورقة كلوب السرية للاعبي ليفربول هل فهمتم الدرس؟

GMT 11:57 2016 الجمعة ,09 كانون الأول / ديسمبر

في الدوري المصري.. ضربة الجزاء قرار "سييء السمعة" !

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:53 2014 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

"Facebook messenger" سيكون متاحًا لويندوز فون بعد أسابيع

GMT 11:08 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

وقف الهدر والتبذير..شعار الكويت الجديد

GMT 16:21 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

اجتماع تقني يجمع مسؤولي منتخبَي مالي وتونس

GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:25 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم الرعب "Jigsaw" يحقق 32 ميلون دولار في أسبوع عرضه الأول

GMT 09:26 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

سوسيج تري كامب السحر الحقيقي للحياة البرية

GMT 20:34 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

"HER" BURBERRY عطر المرأة الجريئة الباحثة عن التميز

GMT 12:54 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أبسط وأسهل طريقة لاختيار الحجاب الملون بأناقة

GMT 13:37 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

كأس ألمانيا: دورتموند وشتوتغارت وبوخوم إلى ربع النهائي

GMT 03:00 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ظاهرة "الإرهاب" كلفت تونس 4 مليارات دينار
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia