من يضع النقاط على الحروف

من يضع النقاط على الحروف؟

من يضع النقاط على الحروف؟

 تونس اليوم -

من يضع النقاط على الحروف

بقلم : بدر الدين الإدريسي

إن كان هناك وشمًا تركته خسارة المنتخب المغربي بياوندي أمام المنتخب الكاميروني، على صفحة القلوب، فهو بالتأكيد أكبر من أن "أسود الأطلس" واصلوا عجزهم للمباراة الـ11 على التوالي عن تروض "أسود الكاميرون"، وأكبر من أن تكون الهزيمة الثانية على التوالي منذ عودتنا من كأس أفريقيا للأمم، في الغابون، قد أدخلتنا مجددًا في متاهات الشك ومغارات الحيرة التي خنقت فينا الأنفاس ردحًا من الزمن.

الوشم الذي يؤلم هو ما ظهر على هوامش المباراة أمام الكاميرون وحتى تلك التي سبقتها أمام هولندا، من تصريحات سامة أطلقها المدرب هيرفي رونار، ولا يمكن بأي حال من الأحول المرور عليها مرور الكرام، فالكلمات بلا شك منتقاة والتوقيت مختار بدقة، ويحمل الكلام أشياء كثيرة لا بد وأن نتفطن لها، لأنها تحدد نوعية العلاقة التي ستربط رونار لاحقًا بالفريق الوطني. لو تعلق الأمر برد فعل غاضب على ما يواجه به رونار كل يوم من أسئلة تتعلق بالتوتر الكبير الذي بات يطبع علاقته بحكيم زياش، لهان الأمر ولقلنا إن رونار من حقه أن يصمد لرأيه، ومن حقه أن يأخذ من قضية زياش الموقف الذي يناسب فكره وفلسفة عمله، من دون أدنى وصاية، ولو أن اتحاد الكرة، بوصفه مًشغلاً لرونار، وبوصفه الحامي الأول لمصالح الفريق الوطني، الذي هو بيت كل الكفاءات المغربية، إلا أن النسق الذي يميز ردود فعل رونار بالحمية الزائدة وبالعداء المبطن، أخرجه عن صوابه.

أهان رونار الصحافيين المغاربة قبيل مباراة هولندا بالطريقة المستفزة التي خاطبهم بها، وهو يهم بالرد على سؤال تعلق بعدم استجابة زياش للدعوة التي وجهت له، وكرر الإهانة ذاتها بعيد مباراة هولندا، عندما هدد بالرحيل إن نحن تمادينا في مطالبته بإعادة زياش، وفي ياوندي صب رونار النقطة التي ستفيض معها الكأس، وهو يقول، تعقيبًا على رد الفعل غير المسؤولة لكل من بلهندة ودرار في أكادير، على مناداة الجماهير باسم زياش، بأنه من السهل شراء الناس في أفريقيا، فمن يا ترى قام بتأليب الجماهير المغربية على رونار؟ ومن يا ترى حرضنا كإعلاميين على مطاردة رونار بسؤال الغياب المستمر لحكيم زياش؟ وكم يظن رونار أن هذا الذي اشترى الذمم قد صرف من أجل المناداة بإسم حكيم إلى درجة أن بلهندة ودرار، من دون كل "أسود الأطلس"، أخذتهما الحمية فقررا مواجهة الجماهير بالاحتجاج اللفظي؟

اقتنعنا كمغاربة أن الفريق الوطني ما لعب مباراة سيئة في الكاميرون، وما فوت فرصة ترويض "أسود الكاميرون" إلا لأن الرجل التقني الأول، هيرفي رونار، كان عند إدارته للمباراة واقعًا تحت تأثير رجة نفسية قوية، خلطت لديه الأوراق وضببت أمامه الصورة، فجاءت إدارته التكتيكية السيئة للمباراة انعكاسًا لنفس أمارة بأحد الأمرين، إما الانتفاضة في وجه المغاربة لتذكيرهم بأنه هو الآمر الناهي داخل الفريق الوطني، ولا حق لأي كان أن يعترض على اختياراته، وإما أنه عزم بالفعل على الخروج من عرين "أسود الأطلس" لأساب لا يعلمها إلا هو، فبدأ في الاحتكاك المباشر بل والتحرش باتحاد المرة، عندما يعرضه لحرج كبير وهو يصف الأفارقة بما وصفهم، وبالجماهير عندما يعتبرهم محرضين على الفتنة في قضية زياش، وبالإعلاميين الذين بات يرهقه أن يسألوه كل يوم عن لاعب رفض تلبية دعوة الفريق الوطني.

هي إذن وضعية موجبة للنقاش والتداول بشأنها، لأن استمرارها فيه خطر على الفريق الوطني، وتهديد صريح للمجهودات الكبيرة التي بذلت من أجل إخراج الفريق من الغيبوبة، وأول من يملك قانونًا قدرة المساءلة والاستفهام عن سبب هذه الملاسنات، وعن التشويش الذي طال صورة الفريق في مباراتيه أمام هولندا والكاميرون، هو رئيس اتحاد الكرة المغربي، فوزي لقجع، الذي يراقب المشهد بدقة متناهية ويقف إزاء كل هذه البراكين موقف المسؤول الحكيم، الذي ينتظر الوقت المناسب ليضع النقاط على الحروف الساخنة.

tunisiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يضع النقاط على الحروف من يضع النقاط على الحروف



GMT 09:38 2018 الأربعاء ,12 أيلول / سبتمبر

توضيح ملغوم لبنعطية…

GMT 20:32 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

نعم لبقاء رونار ولكن…

GMT 15:14 2018 الثلاثاء ,29 أيار / مايو

ناصر والمنتخب المغربي

GMT 10:02 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

بين البوز والكليك .. صحة المعلومة في خطر

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:11 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الميزان الخميس29 -10-2020

GMT 14:42 2019 السبت ,16 آذار/ مارس

أفكار جديدة وملفتة لديكورات ربيع 2019

GMT 15:25 2019 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

انتحار طالب داخل لجنة للثانوية العامة في الغربية
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia