عذرا بوصوفة لا مجال للعاطفة

عذرا بوصوفة لا مجال للعاطفة

عذرا بوصوفة لا مجال للعاطفة

 تونس اليوم -

عذرا بوصوفة لا مجال للعاطفة

بقلم - منعم بلمقدم

نتفق كلنا على وداعة بوصوفة٬على كاريزما كبيرة يختزلها ذلك الجسد النحيف والضئيل الذي يملكه٬ ولا نختلف في شيء على بوصوفة الإنسان وحتى اللاعب الفنان٬ لكن في فترة من الفترات وليس الآن بطبيعة الحال.

أخبرنا مؤخرا الناخب الوطني على أننا مخطئون إن نحن واصلنا محاكمته كل مرة على معايير سبق له الجهر بها ذات وقت مضى٬لأنه أحدث معايير جديدة فيها من البعدين العاطفي والإنساني ما لا يتيح لأحد أن يتدخل فيهما وهو أدرى بكل الشعاب وتتقدم عنده هذه المعايير على ما سواها من تنافسية ومهارة وأداء.

وكما كان بوصوفة استثناء يوم كان سفيرا وحيدا للبطولات الخليجية غير المعترف بها ضمن قاموس رونار٬واصل إستثنائيته اليوم بأن تفرد بالحضور والتواجد مع الأسود رغم كل أشهر العطالة الطويلة ورغم أنه سيظل من دون فريق نحو سبعة أشهر كاملة أي على الأقل لغاية الميركاطو المقبل.

الحب الذي نكنه لبوصوفة٬الأنطباع الحسن الذي خلفه تركه وراء ظهره طيلة عقد من الزمن ظل يحضر فيها لمواعيد الفريق  الوطني هو الذي حركني كما حرك البعض٬لتنبيه رونار إلى أنه بإصراره على إستدعاد هذا اللاعب في ظل ظروفه الحالية فإنه لا يخدمه أكثر مما يسيئ  لإرثه وماراكمه.

ففي كل الأحوال لن يكون بوصوفة مستفيدا٬لأنه إن كرر معه ما حدث خلال مباراة مالاوي بتصديره للمدرجات٬فسيشعر اللاعب بغبن شديد لأن النجوم الكبيرة تعودت على الركض واللعب ولا تتقبل أن تحال على الهامش وتراقب الوضع من أعلى المدرجات وهذا يمكن أن يؤكده كل لاعبي الكرة في العالم.

والإساءة الثانية ستطال هذا اللاعب في ظهوره والذي لن يطابق بطبيعة الحال والمنطق وكل العلوم الأخرى٬ ما كان يقدمه هذا اللاعب يوم كان يمارس بانتظام ويوم كان يلعب أسبوعيا٬ولا أحد منا يقبل بأن يتحول من كان يعزف السمفونيات ويلعب برئتين للاعب يطاله تصفير الجمهور ويتحول لنشاز في المنظومة.

لم يقنعني بوصوفة أمام جزر القمر٬وجاهدت نفسي عساها تكتشف بوصوفة في صورة إستثنائية أخرى٬يتمرد من خلالها على المنطق ليقدم مباراة خرافية بذات السخاء المعهود فيه٬ لكن عبثا حدث هذا لأني لمست صعوبات جمة حاول اللاعب إخفاءها والتغلب عليها طيلة فترات مباراة لو كان اللاعب في وضعه الطبيعي والإعتيادي٬ لما لحظنا تأثير غياب زياش ولما ظهر الوسط بلا قائد ولاعبربط وترمومتر يتحكم في الأيقاع.

 لذلك سأظل مقتنعا أنه مهما حاول بعض المدربين التحايل على الواقع والمنطق٬وابتكار معايير خاصة بهم ولا يطالها الإجماع٬فإن مصير هذه البدع سيكون بطبيعة الحال الفشل والإخفاق ولن يثمر النتائج المرجوة.

درس جزر القمر هو رسالة حملت من الأبعاد والتجليات ما ينبغي على رونار أن يحمد الله عليها٬لأنه في ظل إصراره على تغليب الجانب العاطفي بالمراهنة على درار المتراجع كثيرا هذا الموسم٬واللعب بنصف ملكات حكيمي في غير الرواق الذي جبل عليه٬وباعتماد بوصوفة في خط وسط تقليدي تخندق فيه لاعبون بحس دفاعي صرف٬قلت في ظل كل هذه المعطيات كان من الممكن أن تكون الفاتورة كبيرة٬لتذكرني هذه المباراة بلقاء شهير أمام مالاوي المغمور ذات يوم مع اللوزاني الذي ساير عاطفتهم فراهن على حميدوش وعدد من لاعبي الكوكب يومها وخسر هنا بالرباط بهدف مديرا ظهره للاعبين كانوا الأجدر بالحضور.

 أعتذر لك بوصوفة..فلا مجال للعاطفة مع الجلد المدور الذي ينصف من يركض أكثر ومن هو أكثر جاهزية
وعذرا رونار أيضا..لا مجال للرومانسية في عالم الكرة ولك في منتخب برازيل 1982 ما يغني عن كل التعاليق..

 

tunisiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عذرا بوصوفة لا مجال للعاطفة عذرا بوصوفة لا مجال للعاطفة



GMT 20:41 2019 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

"الفار المكار"..

GMT 13:29 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

كأس المدربين وليس كأس الأبطال..

GMT 04:37 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

صرخة حزن عميق ومرارة....

GMT 16:50 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

مهلا يا رونار

GMT 16:21 2019 الأحد ,17 آذار/ مارس

أسد يهدد عرش الفرعون

GMT 10:57 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

الاتحاد «بخروه» من «العين» القاتلة

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 02:37 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي أجود أنواع البلسم الطبيعي للشعر المصبوغ

GMT 02:12 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

سيرين عبد النور تتألق بالبيج والنبيتي من لبنان

GMT 06:35 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 16:23 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

تعرف على المطاعم في العاصمة الكينية "نيروبي"

GMT 18:51 2019 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

السمك يحمي صغيرك من الإكزيما
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia