بقلم ـ منير غنيم
سأذكركم بالرجال الذين مروا من هنا حتى يعلم البعض أنه من العبث محاولة طمس هوية الاتحاد البيضاوي او محو الطاس من خريطة كرة القدم البيضاوية المغربية ....واعلموا ان الطاس لن تكون يوما أطلالا نبكيها....لأنه ليس في مصلحة الكرة المغربية أن تكون كذلك !!!!
لقد مر من هنا !!
انه علال نومير او بلاتيني المغرب ..قبل أن يدخل بلاتيني رقعة الميادين ..لاعب انيق مهذب داخل وخارج الملاعب ..لو كانت الشباك تتكلم لأخبرتكم بما فعل بها علال نومير ...يسجل من ضربات الأخطاء وحتى الركنيات ...سبعة اهداف من الركنيات وضد من ؟ ضد كبار الحراس ...لا أحد في العالم وصل هذا الرقم ..واسألوا الحارس العملاق فتاح حارس الفتح سيحكي لكم كيف تتبع كرة من ركنية حتى هوت في الشباك دون أن يلمسها أحد ..و اسألوا الهزاز الحارس الدولي لقد سجلت عليه ركنية هو كذلك مباشرة ..ومن تنفيد نومير طبعا ..اما المرحوم عبد القادر حارس الوداد فقد سجل عليه هدفين في نفس المقابلة ..هدف من ضربة خطا من أكثر من ثلاثين متر والاخر من الركنية مباشرة... والوداديون القدامى يتذكرون ذلك ..اسألوهم ان بدا لكم في الأمر مبالغة ..وسيحكي لكم حراس كبار اخرون لازالوا على قيد الحياة كم كانوا يخشون تنفيد نومير لضربات الاخطاء وكان بالإضافة الى ذلك موزعا بارعا وصاحب تمريرات حاسمة ..كانت لوائح البطاقات الصفراء والحمراء لا تعرف اسمه رغم أنه عمر طويلا في الميادين ولعب في الطاس مع أربعة أجيال تقريبا ...من جيل مولاي عبد الله والكوشي الى جيل حكمي وكريمو ..علال نومير الجنتلمان ..هو التمدن نفسه : اناقة وروح رياضية وأخلاق عالية وفعالية وظرف واستقامة داخل وخارج الميادين ...كان مزودا أساسيا لبطاريات هدافي الطاس بالشحن اللازم وهم بؤسا و الصفوي وعثمان والغزواني وغيرهم من الجيل الثالث والرابع وكم مرة نابت العارضات عن الحراس الكبار وبنفس عدد الأهداف أو أكثر ..هو سيد ضربات الأخطاء ولا أحد من زملائه ينفدها الا عند غيابه ..بلاتيني عصره ...قدفاته مرعبة وتوزيعاته فعالة والغريب أن عدد المرات التي كان فيها دوليا قليل بالمقارنة مع مهاراته وفعاليته ..والسبب أعتقد هو هيمنة لاعبي الجيش واختيارات كليزو مدرب الجيش والمنتخب ...كان يشكل ثلاثيا مرعبا مع بؤسا والكوشي ثم مع بؤسا والزهر ...كنت تشاهد ريال مدريد في ملاعب المغرب دون حاجة لقناة الجزيرة الرياضية وأتعابها ..واستنشاق أدخنة سجائر المقاهي واستفزازات مدخنيها ...كان الزاولي رحمه الله حريصا أن يكون نومير ضمن تشكيلة الطاس حتى عندما تجاوز الثلاثين بكثير وقد رد مرارا على من يودون انتدابه " الا نومير علال ...ليس للبيع .." وكان يقول عنه هو (ملح الطاس )
نعم لقد مر من هنا هذا الفارس النبيل الشهم الأنيق المهذب.. علال نومير ...ولا زال بيننا ينظر بحسرة الى الطاس وقد أصبحت مغبونة في غير عصره متمنيا مثل جماهير الطاس أن تعود الى هيبتها وعنفوانها السالفين على يد الفرسان الشباب ، حفدة العربيين: العربي الزاولي والعربي باطما