الزاكي السفير

الزاكي السفير

الزاكي السفير

 تونس اليوم -

الزاكي السفير

بقلم :منعم بلمقدم

سعدت كما لو أن المنتخب المغربي أو أن ناديًا مغربيًا في محفل قاري هو من توج وهو من انتصر ، ولم أكن أدري أن الزاكي لما حباه الله من قبول رباني سيقودنا لنصبح من مناصري بلوزداد الذي لا يربطنا به غير الخير والإحسان.

كنت قبل المباراة برفقة الصديق والأخ عبد الإله عاطف وهو أحد المقربين من الزاكي ، حتى لا أقول من فئة الذين ضلوا أوفياء الرجل ولم يغدروا به ولم يتلونوا بلون الحرباء خدمة لأجندة أرادت إعدام الزاكي أو لنقل المساهمة في نسيانه ووجدنا أنفسنا مشدودين لمباراة تلعب خارج الحدود وطرف بارز فيها مغربي عملاق إسمه الزاكي.

الزاكي هو الشبح ، هو طائر الفينق الذي يعتقد البعض أنه يختفي ليعود منبعثا من رماده ، هو الديناصور الذي انقرض منذ زمن وعاد إلى الظهور وهو المغربي القح الأصيل الذي أسعدنا وأحرج تبون عبد المجيد الوزير الأول الجزائري بمطلبه العفوي "السي تبون فتح الحدود".

انتصار الزاكي وتتويجه الثالث في مشواره وهنا لا بد من التوضيح لمن يزورون التاريخ أنه للزاكي 3 ألقاب، واحد لكأس العرش رفقة الوداد والثاني للبطولة رفقة نفس الفريق وليس زيرو لقب كما يروجون عنه ، بل أن وصافته في تونس وإسعاده للمغاربة قبل 10 أعوام ، وقبل أن يعود رونار ليصف لنا ربع نهاية الغابون إنجازًا هو بألف لقب.

الزاكي المنتصر في الجزائر ليس المدرب فحسب، وليس الرجل المجروح في كرامته ، الزاكي المنتصر في الجزائر هو الإنسان وهو الدبلوماسي والسفير وذكرنا بما كان الراحل الحسن الثاني ، قد قاله للأسطورة عويطة ذات يوم "أنت بألف سفير، أنت ونوال عرفتما في المغرب أكثر من السفراء".

إنه الزاكي ياسادة الذي انتظر لغاية اقتراب موعد جمع الجامعة العام الذي كان فرصة سلخة من منصبه وموعدًا لتجريده بالإقالة الشهيرة التي ساهم فيها مصطفى حجي والعميد وموسى سيسوكو وحيجوب وناصر لاركيط وباقي الزبانية.

وانتظر إلى اقتراب الجامعة من عقد جمعها العام ليذكرها كما هي أعياد الميلاد أنه حي  ويرزق وما زال رزقه قائمًا في أرض الله الواسعة وخارج الحدود أيضًا ، كما أراد الزاكي أن يرد التحية لماندوزا وباقي ركن الودادية التي لم تتأخر عبر بيانها الإملائي الشهير في جلده ، لا لشيء سوى لأنه قدم تصوره في الإعلام الجزائري لواقع الأسود والمنتخب الوطني ولم يكن يعتقد أن المنتخب الذي كان يفهم فيه العلماء ومدربي "جوج دريال" ، لما كان مدربًا صار من المقدسات والمحرمات لما غادره.

لا يهمني اللقب وما يمثله كأس الجزائر في شيء، لا يهمني قيمة التتويج هناك بقدر ما سرني كثيرًا أن يرد الزاكي مرضي الوالدين على الإساءة بالحسنة وعلى الإهانة بالكرامة وعلى التقليل من القيمة باستعراض العضلات.

إنه القفاز الحريري والأسطورة التي أراد لها البعض أن تندثر وأن يختفي إسمه وموال "الزاكي الزاكي" من المدرجات واتذكر أني قلت بعد إقالة الزاكي الشهيرة أن الجامعة أخطأت ولو جلبت مورينيو وكابيلو وليس رونار، لأنها بتلك الطريقة ستجعل الزاكي حيًا وقائمًا أكثر من السابق وسيحين الوقت ليعود إسمه كما الأشباح والكوابيس التي تؤرق خاطر الظالمين ليمثل لهم الهاجس ،  ولا أقبل بأن يتهمني أي كان بالتشويش ولا يحق لأي من الأزلام أن يفعل ذلك ، لأني منتشي بما فعله الزاكي وعاينت بأم العين تفاعل المقاهي مع إنجازه وكأنه على رأس فريق وطني وليس جزائري.

لا يمكن لمن يحوز هذا الإعجاب، ولمن يحرز هذا التوفيق إلا أن يكون مرضى الوالدين ، خالص وصافي النية والأكثر من هذا "مدرب ديال بصح" ، ربح الزاكي بطاقة سفير فوق العادة ولعل فيديو توجهه للوزير تبون الذي بلغ في اليوتوب مئات الآلاف من المعجبين في المغرب والجزائر ، لدليل على أن الرجل وهو يطلب حل الحدود بعفوية ولا نفاق سياسي فيها إنما انتصر انتصارًا عظيمًا ، انتصار مزدوج برمي الكرة لمعترك الشقيق وبالدعوة لفتح زوج بغال بوجه الأشقاء ومعها الانتصار على زوج بغال الذين وضعوا له الصابونة في الطريق.

tunisiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الزاكي السفير الزاكي السفير



GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:27 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

عذرا بوصوفة لا مجال للعاطفة

GMT 07:40 2018 الأربعاء ,26 أيلول / سبتمبر

أين أخطأ الناصيري؟

GMT 08:08 2018 الأحد ,09 أيلول / سبتمبر

مقاصد الرديف

GMT 11:54 2018 السبت ,04 آب / أغسطس

البنزرتي وبركة المغرب

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia