الزعيم والجنرال…

الزعيم والجنرال…

الزعيم والجنرال…

 تونس اليوم -

الزعيم والجنرال…

بقلم: محمد الروحلي

في خضم احتفالات فريق الجيش الملكي بالذكرى الستين لتأسيسه، تجرع "الزعيم" مرارة إقصاء قاس برسم دور سدس عشر نهائي كأس العرش، بعد هزيمة مذلة أمام فريق اتحاد الزموري للخميسات في المباراة التي جمعت الفريقين بملعب 18 نونبر. وبالرغم من الاستعدادات المبكرة، ومن رغم من جلب مدرب مجرب (الجنرال محمد فاخر) والتعاقد مع لاعبين جاهزين من الداخل والخارج، فان الفريق العسكري غادر مبكرا منافسات كأس العرش، وهي التظاهرة التي تحظى بأهمية خاصة بالنسبة لهذا النادي العريق الذي يمثل مؤسسة وطنية محترمة.

هذا الإقصاء المر خلف استياء كبيرا وسط جمهوره العريض الذي كان يمنى النفس بانطلاقة جديدة للفريق العسكري، حيث تم رمي اللاعبين والطاقم الإداري والتقني بالقنينات، ما منعهم من مغادرة أرضية الملعب، كما أن الأحداث امتدت إلى وسط مدينة الخميسات، وتدخلت على إثرها قوات الأمن، حيث تمكنت من ضبط الأوضاع وتفادي المزيد من الانفلاتات..

والواقع أن الجيش يعيش طيلة السنوات الأخيرة مشاكل عديدة زجت به وسط دوامة من عدم الاستقرار التقني والإداري، وغياب النتائج الإيجابية التي جعلته يتخلى تدريجيا عن الدور الطلائعي الذي كان يلعبه منذ التأسيس سنة 1958.

الجيش واحد من الركائز الأساسية في كرة القدم المغربية، غاب منذ مدة سنوات عن منصات التتويج، ولم يعد الفريق قادرا على التألق، وأصبح يكتفي بالكاد بمقعد آمن وسط الترتيب، بالرغم من تعدد المحاولات وتجريب عديد المدربين واللاعبين، وتخصيص ميزانيات سنوية مهمة.

يحدث هذا رغم الإمكانيات المهمة التي يتوفر عليها والتجهيزات المتطورة الموضوعة رهن إشارته، وتعاقب على قيادة إدارته التقنية مدربون يتمتعون بنوع من الخبرة والتجربة من مغاربة وأجانب، ومع ذلك فالفريق عاجز تماما عن ضمان مسيرة متوازنة تؤهله لاسترجاع أمجاده.

كل هذه الحيثيات جعلت العديد من الأوساط الرياضية وغير الرياضية تطرح تساؤلا ملحا، حول الفائدة من استمرار ناد يحمل اسم الجيش الملكي، مع ما يرافق ذلك من حالات استعصاء وعجز على لعب دور ريادي بخريطة الممارسة الرياضية الوطنية، وتسيب في بعض الأحيان من طرف أفراد ينتسبون لجمهوره.

فهذا النادي، وكما تقول الآراء المعارضة لاستمراره، ينتمي لمؤسسة وطنية محترمة، تحظى بالكثير من التقدير والاعتراف من طرف الجميع، ولا يعقل أن يتحول في بعض المناسبات الرياضية إلى خصم، مع ما تحمله المنافسات الرياضية من صراعات وحالات انفعال وتجاوزات وخصومات تصل في بعض الأحيان إلى درجة الإساءة اللفظية وحتى الجسدية.

هذه وجهة نظر تبقى قابلة للنقاش وحتى الطعن، لكن المؤكد أن "لي فار"، مؤسسة رياضية محترمة لعبت دورا مهما في تاريخ الرياضة الوطنية، وكثيرا ما افتخرنا بإنجازاتها وعطاءاتها، ومن الصعب أن يزول كل هذا التاريخ الكبير بجرة قلم، والمطلوب .. المطلوب إذن هو إصلاح هذه القلعة الرياضية من الداخل عن طريق معالجة مكامن الخلل داخل منظومته التسييرية.

 

tunisiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الزعيم والجنرال… الزعيم والجنرال…



GMT 08:41 2018 السبت ,15 كانون الأول / ديسمبر

أحمد في ورطة؟

GMT 12:43 2018 السبت ,29 أيلول / سبتمبر

ملاعب منسية

GMT 09:23 2018 السبت ,29 أيلول / سبتمبر

صناعة الرياضي اﻷولمبي

GMT 09:01 2018 السبت ,29 أيلول / سبتمبر

“كل واحد ينشط بوحدو”

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل

GMT 10:23 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

أفكار بسيطة لإضافة لمسة بوهيمية جذابة إلى منزلك

GMT 13:38 2013 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أسوأ إطلالات المشاهير لعام 2013
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia