بقلم : المهندس خالد عبدالعزيز
تنتظر جماهير الكرة المصرية بل وينتظر المصريون جميعاً الحفل الذي ينظمه الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" يوم الخميس 4 يناير 2018 في العاصمة الغانية "أكرا" لتوزيع الجوائز على أفضل اللاعبين والحكام والمديرين الفنيين والإداريين في القارة الأفريقية عن عام 2017 وسط حالة من الترقب أن يحصل نجم منتخب مصر ونادي ليفربول الإنجليزي الكابتن محمد صلاح على جائزة أفضل لاعب في القارة الأفريقية وهو الأمر الذي لم يحققه لاعب مصري منذ حصول الكابتن محمود الخطيب رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي على هذا اللقب منذ 34 سنة وبالتحديد عام 1983.
من وجهة نظري يستحق الكابتن محمد صلاح هذا اللقب عن جدارة فهو أحد الأسباب الرئيسية مع زملائه اللاعبين وتحت إشراف الجهاز الفني والإداري والطبي واتحاد الكرة في وصول منتخب مصر إلى نهائيات كأس العالم روسيا 2018 بعد 28 سنة ، فقد أحرز صلاح خمسة أهداف من ثمانية أهداف أحرزها المنتخب المصري في مبارياته خلال التصفيات النهائية في المجموعة التي ضمت مع مصر كل من غانا والكونغو وأوغندا. وفي نفس الوقت يحتل صلاح صدارة هدافي الدوري الإنجليزي هذا العام محرزاً 13 هدفاً مع فريقه ليفربول الإنجليزي بخلاف أهدافه في دوري الأبطال الأوروبي الأمر الذي جعل جماهير الكرة الإنجليزية تهتف للنجم المصري في جميع المباريات تقريباً وينتظر منه جميع المعلقين على الدوري الإنجليزي أن يمتع الجماهير وأن يحرز الأهداف فور امتلاكه للكرة في أي مكان داخل المستطيل الأخضر وهو الأمر الذي أهله للحصول على جائزة هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" كأفضل لاعب أفريقي وهي الجائزة التي حصل عليها من قبل نجما منتخب مصر والنادي الأهلي محمد أبو تريكة ومحمد بركات.
إلا أن هناك جانب آخر مضيء في مسيرة الكابتن محمد صلاح وهو جانب المشاركة المجتمعية واهتمام هذا النجم بأهل قريته نجريج مركز بسيون بمحافظة الغربية وقيامه بالمشاركة في تحسين البنية الأساسية الرياضية بالقرية عن طريق تطوير ملاعب كرة القدم وتوفير الأدوات والمساعدات التدريبية. بل وقد امتدت هذه المشاركة إلى التبرع بمبلغ مالي مناسب لصندوق تحيا مصر ، وهو الأمر الذي يعكس انشغال هذا النجم بقضايا مجتمعه ووطنه ونذكر جميعاً كيف كان تصرف هذا المواطن المصري المحترم عقب إحرازه أحد الأهداف في المباراة التي جمعت ليفربول وتشيلسي بالدوري الإنجليزي ورفضه لأي مظاهر الاحتفال احتراماً لمشاعر أهالي مدينة بئر العبد بعد الحادث الإرهابي الغاشم بمسجد الروضة.
وقد تصادف حضوري لاجتماع مجلس إدارة اتحاد كرة القدم مع لاعبي منتخب مصر بعد ساعات قليلة من تأهلهم لكأس العالم مساء يوم 8 أكتوبر الماضي بمقر الإقامة بعد فوز المنتخب المصري على الكونغو 2/1 بهدفين أحرزهما محمد صلاح وكان الهدف الثاني إثر ضربة الجزاء في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع الأمر الذي احتاج لهدوء أعصاب وقوة تركيز واستحضار المهارة والثبات الانفعالي وهي الأمور التي أشاد بها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي عند تكريم المنتخب في صباح اليوم التالي للتأهل. ولمست بنفسي خلال هذا الاجتماع مدى الهدوء الذي يتمتع به هذا النجم رغم مظاهر الاحتفال الصاخبة من معظم زملائه اللاعبين.
الشاب محمد صلاح السفير المصري في القارة الأوروبية يمثل القدوة الطيبة لأجيال متعاقبة من الأطفال والشباب لما يتمتع به من حسن الخلق وطيب المعاملة والتواضع والإيثار إلى جانب الإبداع الفني والمهاري الذي يشهد له به جميع المتخصصين في كرة القدم في العالم.
حصول محمد صلاح بإذن الله على جائزة أفضل لاعب كرة قدم أفريقي لعام 2017 يوم 4 يناير المقبل في غانا هو أفضل تتويج لجهود هذا النجم عن مجمل تألقه خلال هذا العام وتتويج للكرة المصرية عام 2017 والتي حققت فيها المركز الثاني في البطولة الأفريقية في الغابون في شهر فبراير وتأهلت للمونديال بعد 28 سنة في شهر أكتوبر واعتلت قمة الترتيب الأفريقي والعربي في إصدارات الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" وهو أيضاً تتويج للرياضة المصرية بصفة عامة على مجمل ما تحقق من إنجازات خلال عام استثنائي هو عام 2017.