قسوة الرسائل الأخيرة
أخر الأخبار

قسوة الرسائل الأخيرة

قسوة الرسائل الأخيرة

 تونس اليوم -

قسوة الرسائل الأخيرة

بقلم : خالد الإتربي

داخل كل واحد في هذا العالم كم هائل من الأسرار، بغض النظر عن محاولة أي شخص إظهار شفافيته وعدم وجود ما يخفيه، فنحمد الله انه لم يجعل الإنسان قادر على معرفة ما يضمره أي إنسان أمامه، ونحمده على عدم تخطي أفكارنا المجنونة حدود خيالنا الواسع، فمجرد خروج بعضها كفيل وحده بإغراق عالم دمره فساد النفوس بكثير من الموبقات.

من رحمة الله علينا، عدم محاسبتنا على ما نضمر في أنفسنا أو ما ننوي أن نفعله، ومن كرمه وجوده علينا، تبديل سيئاتنا حسنات، حينما نتراجع عن فعل السيئة خشية منه ومحبة فيه.

لكن، هل كل ما نخفيه لا يتحمله العالم، أم هناك حقائق لو ظهرت كفيلة بتغيير عوالمنا وواقعنا وقادرة على كشف العديد من الفاسدين، وتعرية الفاشلين، وإبعاد الجهلاء، وخروج الدخلاء الذين خربوا كل المجالات، بعقولهم الخربة، وأفكارهم الفاشلة، التي لا تهتم إلا بمصالحها الشخصية.

نعم هناك الكثير من الحقائق التي تذبح صدوركم، ولا تستطيعون إخراجها لأسباب عدة، منها الخوف والخضوع والخنوع، والمجاملات والرشوة، لكن هناك الكثير ينتظرون الوقت المناسب لإخراج الحقائق وإراحة ضمائرهم، وتمر الأيام ويطول الانتظار إلى أن يقرر إخراجها وهو على فراش الموت، فمنهم من يستطيع التخلص منها، ومنهم من تحمل عناء ثقلها في دنياه وأخرته.

ولأنه من المستحيل أن تطلب من الإنسان أن يخرج كل ما بداخله، لتعارضه مع الطبيعة البشرية، لكن تخفيف أحمالنا قد يكون حلا وسطا، فالبوح ببعض الحقائق مع أضرارها الخفيفة، أهون كثيرا من إخفائها جميعا حتى ولو تنعمت بالأمان في معظم أوقاتك.

اعتدت مني عزيزي القارئ، أن أحدثك في هذه الزاوية عن الرياضة، وأرجو منك ألا تعتبر ما قرأته في السطور السابقة، إخلالا بما عهدته مني وعاهدتك عليه، ولكنه كلام في لب الموضوع، وصلب الحقيقة.

نعم يحتاج كل واحد فينا يعمل في هذا المجال، ان يخفف كثيرا من حمولته سواء فيما يعلمه أو يفعله، نحتاج أن نتخلى عن المجاملة الزائدة، فعلى الصعيد الشخصي أكاد اشعر بالجنون حينما أرى بعض الأبواق تهلل لهاني أبو ريدة رئيس اتحاد الكرة، ونحن نمر بأسوأ مواسمنا الكروية الذي لم ينتهي إلى الآن، والعالم كله يحضر لبدء موسمه الجديد.

كان من حقنا نفرح بشكل شخصي حينما نجح بعضوية المكتب التنفيذي للفيفا، لكن ليس من حق المجاملين اعتباره انتصار لمصر مثلا، والقائل بذلك عليه أن يعطي لنا فائدة واحدة عادت على مصر من وجود أبو ريدة في منصبه السنوات الماضية.

نحتاج من العارفين ببواطن الأمور، أن يشرحوا لنا ماهي العلاقة بين رئيس اتحاد الكرة وبين شركة بريزنتيشن الراعي للكرة المصرية، والشيء بالشيء يذكر، نحتاج من هؤلاء أيضا أن يشرحوا لنا من هي شركة بريزنتيشن من الأساس، وكيف بدأت وكيف سيطرت على مقاليد الأمور بهذا الشكل، وكيف استخدمت طرق الجميع يعرفها في إسكات كل من يحاول تتبعها.

نحتاج أن نتحلى ولو بقليل من الشجاعة أمام رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور، بسبب إفساده للرياضة المصرية ، " بافتراض صلاحها "، بتدخلاته وتهديداته، وقضاياه وانسحاباته.

نحتاج ألا نغض الطرف عن إنجازات محمود طاهر في إدارة النادي الأهلي، لمجرد الحب لمحمود الخطيب المرشح المحتمل لرئاسة النادي، كما يحتاج المساند لطاهر أن يعترف بخطاياه السابقة وأخطائه الحالية في إدارة بعض الأمور، كما على المفسدين في الرياضة المصرية الكف عن انفاق الأموال لتلميع انفسهم فالرائحة أزكمت الأنوف.

نحتاج من المهللين لوزير الرياضة، أن يسألوه هل ستظل الألعاب الأخرى "شهيدة"، وان يناقشوه في وعوده التي ذهبت أدراج الرياح، للأبطال الذين تحدوا الظروف الصعبة وحققوا إنجازات لمصر. 

لا أحد فينا جميعا يعلم متى يحين الأجل، ولا يوجد بيننا من يضمن عمره ولو للحظة واحدة، تعاملوا دائما مع رسائلكم على أنها الأخيرة، حتى يخاف منها من تخصه، فالرسائل الأخيرة دائما ما تكون قاسية، لحملها الحقيقة فقط، والفاسد يريد ألا يعلم أحد الحقيقة سواه.

tunisiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قسوة الرسائل الأخيرة قسوة الرسائل الأخيرة



GMT 16:21 2019 الأحد ,17 آذار/ مارس

أسد يهدد عرش الفرعون

GMT 10:32 2018 الإثنين ,18 حزيران / يونيو

بلد خالد منتصر

GMT 15:33 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

"استاد الأهلي" وعد من لا يملك

GMT 19:19 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

أنا الأهلي

GMT 00:35 2017 الخميس ,03 آب / أغسطس

هل استحق الأهلي وداع البطولة العربية؟

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 10:18 2015 الثلاثاء ,01 أيلول / سبتمبر

مركز الملك سلمان يفتتح مخيم إيواء مؤقت داخل اليمن

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 06:07 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أبرز تصميمات فساتين خطوبة 2021 للمحجبات تعرّفي عليها

GMT 07:03 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

ليلى طاهر تعلن اعتزالها التمثيل دون رجعة

GMT 12:13 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

إليك خطة علامة "تيفاني أند كو" الجديدة لعام 2019

GMT 13:29 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

كأس المدربين وليس كأس الأبطال..

GMT 22:02 2017 الإثنين ,03 تموز / يوليو

رولا يموت عارية من جديد عبر مواقع التواصل

GMT 16:57 2021 الخميس ,30 أيلول / سبتمبر

الأخضر الداكن موضة ديكورات فصل الخريف 2021-2022

GMT 12:47 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

أفضل زيوت تدليك الجسم و المساج

GMT 12:33 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

إطلاق مهرجان "الربيع الأول" في ترمسعيا

GMT 09:03 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

أحدث صيحات موضة السراويل مخمل خلال شتاء 2021

GMT 11:32 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

5 موديلات سيارات جديدة من شركة كيا في 2021

GMT 20:20 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

الفنان أمير كرارة يتصدر "تويتر" بعد تعاقده على تقديم برنامج

GMT 22:43 2019 السبت ,08 حزيران / يونيو

كيف تتخلص من ضعف التركيز أثناء المذاكرة ؟
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia