دعاء المهزومين

دعاء المهزومين

دعاء المهزومين

 تونس اليوم -

دعاء المهزومين

بقلم : حسن البصري

انتهى سباق أولمبياد ريو دي جانيرو وقدّم رئيس البعثة المغربية نور الدين بن عبد النبي الحساب الأدبي، في انتظار يوم الحساب المالي، وكشف للرأي العام عن جشع رؤساء الجامعات محملاً إياهم مسؤولية الجزء الأكبر من نكبة الرياضة المغربية في البرازيل، وأوضح بن عبد النبي أن اللجنة الأولمبية الوطنية أبطلت محاولة نهب المال العام، ورفضت الموافقة على صرف 800 مليون سنتيم، طالبت بها جامعات رياضية لإعداد الأبطال لليوم الموعود، وأضاف بأنه وقف في جشع رؤساء جامعات يملكون شهية مفتوحة لابتلاع الميزانية ما ظهر منها وما بطن.

وكان على صاحب القبعتين، أن يكشف للمغاربة تفاصيل هذه المحاولة، ويعلن أمام الملأ عن أسماء رؤساء الجامعات التي انتفخت بطونهم وانتقلوا من صفوف البسطاء، إلى عوالم المجتمع المخملي، معلنين القطيعة مع الماضي محولين أبطال الغد إلى مجرد قطيع، وحين يسألون عن سر الانتقال من الجبهة المتقدمة في مواجهة فيلق اللجنة الأولمبية "الوطنية"، إلى دروع بشرية لها، يؤكدون أن الاختيار جاء كالوحي عقب صلاة الاستخارة.

دعونا من كتابة المرثيات حول دورة أولمبية كشفت عورات القائمين على الشأن الرياضي، واتركوا للحسن السكوري وزيرنا في الشباب والرياضة صلاحية الدعاء لمسؤولي الجامعات المنكوبة بحسن الخاتمة، أليس الوزير هو الذي يرأس الوفد الرسمي المغربي في الديار المقدسة، لما عرف عنه من لياقة نفسية وبدنية تمكنه من قيادة البعثة، ثم إن له من الصلاحيات ما يجعله يخصص بعض الأدعية والابتهالات لعل السقم يدير ظهره للرياضة والرياضيين.

يعلم وزير الشباب والرياضة وهو في ثوب الإحرام، أن أداء مناسك الحج على رأس الوفد الرسمي، يتيح له فرصة التماس المغفرة من الله، وهو يعيش آخر أيامه على رأس وزارة تكبد الشعب مع نهاية كل دورة رياضية خسائر في المعنويات، هناك فقط سيقف على المعنى الحقيقي لتمثيل الوطن، فالمشاركة في البطولات الدولية لا تبدأ بمنطق “من استطاع إليها سبيلا”، ولا تنتهي بوصفة "عفا الله عما سلف".

اللهم ثبت رؤساء جامعاتنا المكسورة الوجدان عند السؤال، في الجموع العامة ويوم الحساب، اللهم لا تجعلهم من الذين آمنوا بقيم الرياضة ثم كفروا بها، اللهم بارك لهم في مقامهم على كراسي المسؤولية إلى أن يرث الله الجامعات ومن عليها، اللهم اجعل أبناء وذرية رؤساء جامعاتنا من الوارثين للمناصب الحريصين على المكاسب.

اللهم نج الملاكمين من ضربات تحت الحزام وفي الجيوب، اللهم طهر جنبات جامعتهم من المندسين كما يطهر الثوب الأبيض من النجس، اللهم احفظ المصارعين من الصرع ونجهم ممن جثموا على أجسادهم، اللهم انصر الرؤساء العائدين من ريو دي جانيرو على معارضيهم، وباعد عنهم الهجمات المرتدة لصحافيين، وارزقهم منحة مستشهر تعفيهم من سؤال المال العام. اللهم لا تفتح خزائن جامعة ألعاب القوى لغير القائمين عليها، وهب لأعضاء اللجنة الأولمبية الوطنية حصة مضاعفة من الوطنية، وارزقهم يارب الصحة والعافية وعمرًا طويلاً حتى يشاركوا في دورة اليابان وباكستان وكازاخستان.

اللهم يا سامع الدعوات حول أصفار حصيلتنا إلى مئات، واستبدل برونز ميداليتنا بالذهب والألماس، ودمر اللهم الحواجز المنتصبة أمام فارسنا الودار، اللهم اجعل أبطالنا في فنون القتال مرفوعين في السماء غير مكسورين في الحلبات، واجعل القائمين عليهم رؤساء أبديين لا يتغيرون إلا بعد الإدلاء بشهادة وفاة،، اللهم احفظ سباحينا من الغرق ونجهم يارب من عمق أحواض السباحة وأهوالها ومتعهم بغطاسين قادرين على انتشالهم عند الصعاب، واجعل تخصصهم في ما تبقى من البطولات مجرد "سباحة على الصبر".

اللهم لا شماتة.. آمين

tunisiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دعاء المهزومين دعاء المهزومين



GMT 12:18 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

فريق لكل وزير

GMT 12:43 2018 السبت ,29 أيلول / سبتمبر

ملاعب منسية

GMT 12:21 2018 الخميس ,23 آب / أغسطس

سونارجيس

GMT 12:54 2018 الخميس ,31 أيار / مايو

على مسؤوليتي فتاوى على سبيل الاستئناس

GMT 09:00 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

على مسؤوليتي المفتش كرومبو

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia