الحلو  وعودة وجزمة مرتضى

الحلو .. وعودة.. وجزمة مرتضى

الحلو .. وعودة.. وجزمة مرتضى

 تونس اليوم -

الحلو  وعودة وجزمة مرتضى

بقلم ـ خالد الإتربي

أن تسعى دائمًا للحديث عن الفضيلة، والدعوة إليها ومحاولة تغيير الواقع من السيئ للأفضل، ومن الغث إلى الثمين، ومساعدة المجتمع للنهوض من القاع إلى القمة، لهو شعور مبهج، ويمنحك في أغلب الأوقات دفعة معنوية للأمام، لكن في نفس الوقت، قد يدفعك تأخير التغيير، واحساسك بالتخصص في التنظير  للشعور بالملل، أو بالاحرى تجد اليأس يطل براسه من نافذة عقلك وقلبك ، ليقول لك وما الفائدة؟.

أحيانا تستعصي على العقل إجابة هذا السؤال، لتجد نفسك تركن إلى الهدوء، وتتوارى بافكارك عن العيون، وتكف عن الكتابة، بل والاكثر من ذلك تلجأ إلى الاستعماء، إلى أن يتحرك ضميرك، اعتراضًا على الزيادة في الانحطاط، ويجبرك على تحطيم كل القيود التي وضعها اليأس على عقلك.

حقيقة ماحدث الأسبوع الماضي، من اهتمام إعلامي غير مسبوق بدنيا الحلو مشجعة الزمالك، التي ظهرت في نهائي دوري أبطال أفريقيا، لا يوصف إلا بـ(الانحطاط) الفكري، والانحدار بمستوى المشاهد، أو المتلقي، الذي وصل من الأساس إلى أدنى مستوياته ، بسبب السياسات الإعلامية، مع الاعتذار لكلمة سياسات.

مع هذا اهتم نشطاء التواصل الاجتماعي كما يطلق عليهم، بصور الفتاة، ومنهم من تعاطف مع دموعها، ومنهم من تغنى بجمالها، ومنها من استخدمها في الإسقاطات على نادي الزمالك، للدرجة التي دفع الكثير لنسيان مباراة الزمالك من الأساس، فالطبيعي أن تتصدر صور الكأس الأفريقية المشهد ، لكن غير الطبيعي هو حلول صور الحلو بدلًا من الكأس.

الغريب ايضا أن تجد المشجعة الزملكاوية، تعلن عن أسفها لحضور المباراة، بسبب هذا الاهتمام، وفي نفس الوقت لم تترك قناة أو موقع إلا وقد ظهرت فيه.

وأمام هذا كله، كان من الممكن السكوت، إنما ماينطق معه الحجر، هو اهتمام الجميع بالفتاة، وبعدها بساعات معدودة، توجيه سهام النقد إلى محمد عودة مدرب المقاولون العرب لصلاته العشاء أثناء مباراة فريقه أمام الشرقية، الهذا الحد من الإسفاف وصلنا.

إعلاميون كبار ، وقطاع كبير من المشجعين كشفوا العلاقة بين عودة وربه، وأكدوا أنه صلى من أجل "الشو"، لكن في نفس الوقت اعتبروا أن دنيا الحلو بكت من فرط حبها في الزمالك، وأن لقطة الموسم هي صورة الزميل أسامة دياب الذي بكى وهو يقوم بعمله.

أليس هذا انفصام، كيف نتجرأ على علاقة عبد مع ربه في صلاته، ولا نشيد بتصرف مثل هذا، فقد أمرنا الله أن نتعامل مع الناس بما يظهر منهم، وهو أعلم بسرائرهم، كيف لا نشجع على تصرف مثل هذا، كنت أتمنى أن تظهر صورة عودة وهو يصلي على كل صفحات التواصل الاجتماعي، كنت أتمنى أن تظهر صورة الجماهير ايضا وتطغى في كل الصفحات، لتكون رسالة في عودة الجماهير، هذه هي الرسالة.

ايستطيع أحد من المشتركين في مسلسل الحلو، أن يشرح لنا ماهي رسالته التي يرغب في توصيلها إلى المشاهد، ايستطيع أحد من الذين انتقدوا عودة، أن يقولوا رسالتهم الإعلامية من هذا الانتقاد، ايستطيع أحدًا أن يفسر لنا لماذا اعتبر لقطة أسامة عفوية، وانكرها على عودة، استحلفكم جميعا، هل تجرؤون على النوم دون تأنيب الضمير من هذه المهازل.

سؤال أخر للإعلام المحترم، لكنه موجه من رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور، كيف تهتمون بالحلو، وتنسون دوري في النهائي، وتنظيمه بهذا الحشد الجماهيري الهائل، كيف نسيتموني بهذا الشكل.

مرتضى منصور تناسى أنه ظهر في كل فضائيات ومواقع وصحف مصر ، لم يلحظ أنه لوث أسماع القارة كلها بالحديث عن الرشوة التي حصل عليها بكاري جاساما من أجل التصدي للزمالك وحرمانه من اللقب، والسؤال هنا هل يحتاج فريق فاز بثلاثية نظيفة ذهابًا، لرشوة الحكم كي يفوز، اعتقد انه يكفيه الدفاع طوال ال90 دقيقة، وهو ماحدث.

مرتضى منصور بدلًا من البحث عن أسباب خسارة فريقه للقب، التي كان أحد الأسباب الرئيسية فيها لأسباب معلومة للجميع، القى بالخسارة على شماعة السحر والدجل، وأكثر من ذلك هددنا بالضرب بـ "جزمته" اذا لم نقتنع بمبرره . والحقيقة إذا كنا نستحق الضرب بالأحذية، فهو لأنك موجود معنا، لأننا من سمحنا باستمرارك كرئيس أحد أكبر أندية أفريقيا، وعضوًا في مجلس النواب، وأشياء أخرى كثيرة معلومة للجميع، أن كنا جميعا نستحقها فلاننا تركناك تنمو وتستفحل وتستوحش لتصبح "مرتضى منصور".

tunisiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحلو  وعودة وجزمة مرتضى الحلو  وعودة وجزمة مرتضى



GMT 20:41 2019 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

"الفار المكار"..

GMT 13:29 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

كأس المدربين وليس كأس الأبطال..

GMT 04:37 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

صرخة حزن عميق ومرارة....

GMT 16:50 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

مهلا يا رونار

GMT 16:21 2019 الأحد ,17 آذار/ مارس

أسد يهدد عرش الفرعون

GMT 10:57 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

الاتحاد «بخروه» من «العين» القاتلة

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia