مروان البرغوثي كاريزما تفزع المحتل بحضورها الطاغي

مروان البرغوثي: كاريزما تفزع المحتل بحضورها الطاغي

مروان البرغوثي: كاريزما تفزع المحتل بحضورها الطاغي

 تونس اليوم -

مروان البرغوثي كاريزما تفزع المحتل بحضورها الطاغي

بقلم - سليمان قبيلات

في قرية كوبر مسقط رأس النائب الأسير مروان البرغوثي، ثمة ما ينير الحاضر ويعيد إنتاجه مشرقا. فكان على مروان أن يقرأ قدر إنسانه المأزوم بماكينة احتلال غير تقليدي. كان عليه أن ينقب عن جذور الخراب في الحاضر العياني المتفجر بالقيد ومآلات الصراع المفتوحة ضده.

من ذلك وبسببه اتخذ البرغوثي مبتدأ لتفجير الواقع من داخله متكئاً على طاقة روحية كامنة لا يعرف الإسرائيلي مدياتها غير المحدودة في الانتفاض على نصه الوحشي.
 في الصباحات المثقلة باكراه الغزاة، كان البرغوثي يرى لقاء تتجدد مأساويته بين احتلال يقوم على النفي المطلق٬ وفلسطين الذبيحة بالتواطؤ والزيف٬ فينكشف الإسرائيلي قاتلا حديثا٬ بينما تتمظهر كوبر قرية مؤنسنة تجمع قسرا مع احتلال كاجتماع الفرح والكآبة.

كوبر البرغوثي كانت وما تزال نصا نموذجيا محتشدا بالتوتر الواعي بزيف التراتيل الرسمية٬٬ صانعة الهزيمة ومشتقاتها من الوحل٬ فآثرت البقاء سجينة مفاهيم وسياسات تقمع جنودها وتنهزم في المعارك.

لم يقع البرغوثي في فتنة القيادة التي انقادت إليه طائعة٬٬ لان فلسطين تتمسرح لديه فضاء لا متناهيا من الحب الحارق وشوك النوم في أقبية المعتقلات٬ فترسم شخصية أمين السر على مقاساتها القيمية.

يشتبك في شخصية البرغوثي مستويان أسطوري وواقعي تشكلا في المناخات الضاغطة للصراع اللحظي مع الاحتلال٬ ما أنتج شخصية لا تعرف المهادنة٬ صارمة وجريئة٬ وذات مقدرة على اسباغ الأهمية على الموضوع الذي يتبناه.

أجاد أحابيل التنظيم ودهاليز الحزبية التي غرف من معينها مبكرا٬٬ حتى بات "الدينامو" لحركة فتح وملهما للنضال الوطني الفلسطيني٬ فكان أسر الاحتلال وسجنه مدى الحياة بالمرصاد بتهمة المقاومة التي يعشق.

انضم البرغوثي إلى حركة فتح في سن الخامسة عشرة٬ وببلوغه الثامنة عشر في العام ٬19766 القى جيش الاحتلال القبض عليه وزج في المعتقل حيث تعلم اللغة العبرية وحصل على الثانوية العامة٬ فضلا عن تطوير ثقافته ومعرفته في اللغتين الفرنسية والإنجليزية.

بعد إطلاقه تراس البرغوثي مجلس طلبة جامعة بير زيت ذات التقاليد العريقة في مقارعة المحتل. تخرج يحمل بكالوريوس التاريخ والعلوم السياسية ومن ثم ماجستير العلاقات الدولية.

والبرغوثي يعد أحد مهندسي الانتفاضة الأولى في العام 19877 فقبض عليه ورُ حل إلى الأردن حيث أمضى 7 سنوات ثم عاد إلى الضفة الغربية في العام 1994 بموجب اتفاق اوسلو٬ وفي عام 1996 شغل مقعدا في المجلس التشريعي الفلسطيني.

أسس في 1983 منظمة الشبيبة الفتحاوية٬ التي اعتبرت أهم وأوسع منظمة جماهيرية في فلسطين المحتلة٬ حيث شكلت القاعدة الشعبية الأكثر تنظيماً وقوة٬ ولعبت دوراً رئيسياً في انتفاضة 1987.

انكب البرغوثي المطارد اسرائيليا وأسير الإقامة الجبرية ومن ثم الحبس الإداري على وضع لوائح منظمة الشبيبة٬ بما في ذلك لجان الشبيبة للعمل الاجتماعي٬ ذات الحضور الواسع في المدن والقرى والمخيمات٬ والجامعات والمعاهد والمدارس الثانوية.

تعرض البرغوثي للاغتيال غير مرة ونجا منها جميعا. وقال عن اختطافه في العام 20022 شاؤول موفاز الذي كان وزير دفاع الاحتلال٬ "إن اعتقال البرغوثي هو هدية عيد الاستقلال التي يقدمها الجيش للشعب الإسرائيلي وان اعتقاله ضربة قاتلة للانتفاضة". اما الياكيم روبنشتاين المستشار القانوني للحكومة آنذاك فقال "إن البرغوثي مهندس إرهابي من الدرجة الأولى وقد راجعت ملفاته طوال ثلاثين عاما ووجدت انه من النوع الذي لا يتراجع ولذلك يتوجب إن يحاكم بلا رحمة وإن يبقى في السجن حتى موته".

وفي 20 ايار (مايو) 2004 عقدت المحكمة المركزية في تل أبيب جلستها لإدانة القائد مروان البرغوثي٬ الذي دين بخمس تهم بالمسؤولية العامة٬ لكونه أمين سر حركة فتح في الضفة٬ وبكون كتائب شهداء الأقصى تابعة لفتح فأن أي عمل عسكري قامت به يتحمل البرغوثي مسؤوليته. وقد طالب الادعاء العام الإسرائيلي بإنزال أقصى عقوبة بحق البرغوثي وطالب بحكمة بخمسة مؤبدات وأربعين عاما.

ترأس المناضل مروان البرغوثي القائمة الموحدة لحركة فتح في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الثانية٬٬ في التاسع من ايار(مايو) 2006 وقع البرغوثي نيابة عن حركة فتح وثيقة الوفاق الوطني الصادرة عن القادة الأسرى في سجون الاحتلال. وتبنت منظمة التحرير الفلسطينية هذه الوثيقة باعتبارها أساسا لمؤتمر الوفاق الوطني.

tunisiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مروان البرغوثي كاريزما تفزع المحتل بحضورها الطاغي مروان البرغوثي كاريزما تفزع المحتل بحضورها الطاغي



GMT 12:52 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

قرار المحكمة الصهيونية مخالف للقانون الدولي

GMT 18:56 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

أخونة الدولة

GMT 10:35 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

عدن مدينة الحب والتعايش والسلام

GMT 09:10 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

ٰ مواطن يمني يبحث عن وطن بدون حواجز

GMT 10:58 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

وذهب.. سوار الذهب!!

GMT 12:24 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

"عقار جودة" وتسريب الأراضي الفلسطينية إلى المستوطنين

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:11 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الميزان الخميس29 -10-2020

GMT 14:42 2019 السبت ,16 آذار/ مارس

أفكار جديدة وملفتة لديكورات ربيع 2019

GMT 15:25 2019 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

انتحار طالب داخل لجنة للثانوية العامة في الغربية
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia