قعدة الرصيفعالمية

قعدة الرصيف"..عالمية

قعدة الرصيف"..عالمية

 تونس اليوم -

قعدة الرصيفعالمية

بقلم : أسعد العزوني

بعد نشر مقالنا بعنوان"إفطار الجمعة الصباحي في اللويبدة..مبادرة مجتمعية ناجحة"،وأبرزنا فيها جانبا يوضح صورة الأردن الشعبية التي تتصف بالكرم والتسامح والعيش المشترك بعيدا عن السياسية والمصالح الضيقة، إستقبل المجتمع الأردني ونخبته هذه الظاهرة بالترحاب ،خاصة قصة العربي المسيحي أبو راندي العكروش والعربي المصري بائع اليانصيب أبو محمد،وإعتذار ابو راندي عن تلبية  دعوة الأخ والصديق باسل الطراونة لأنه يحرس بسطة يانصيب أبو محمد المصري المسلم الذي يؤدي صلاة الجمعة في مسجد الشريعة القريب  من مكان "قعدة الرصيف".

وبشهادة الأخ والصديق باسل الطراونة فإنه تلقى عشرات الإتصالات من جهات مختلفة تستفسر عن هذه "القعدة "وعن قصة أبو راندي وأبو محمد،كما أن الوسط الإعلامي تفاعل بدوره مع تلك المبادرة التي أطلقها كل من الأخ والصديق الفنان التشكيلي المبدع  سهيل بقاعين والأخ والصديق باسل الطراونة ،وتم ترجمة هذا التفاعل بحضور الصحفية إيمان أبو قاعود بكامل لياقة الإهتمام الصحفي المعروف ،وكذلك الأستاذ رسمي الجراح الذي تفاعل إيجابيا في "القعدة " مع االجميع ،وكذلك المصور المبدع نادر داوود الذي جاء لتوثيق "القعدة "إعلاميا .

 سعدت كثيرا عندما قرأت تقريرا مصورا عن "قعدة الرصيف"في موقع مدار الساعة الإخباري،ومدى الإهتمام الذي أبداه رئيس التحرير الأخ والصديق عواد الخلايلة بالموضوع،وإن دل كل على شيء فإنما يدل على أن القلم الصادق يستطيع التغيير إيجابيا عندما ينصف في كتاباته ،ولي كبير الشرف بسبق الحديث عن "قعدة الرصيف" وأصحابها والمشاركين فيها.

تميزت "قعدة اليوم  "كما قلنا بحضور إعلاميين ومصور صحفي ،كما حضار تشاركيا الأخ والصديق الوزير السابق سميح المايعطة،وحضور آخرين مع حفظ الألقاب،ما أعطى هذه القعدة طابعا خاصا وطعما مميزا ، أضفيا عليها حميمية زائدة ،وبدونا وكأننا عائلة واحدة  نعرف بعضنا  منذ زمن.

تصادف اليوم جلوس العربي المسيحي ابو راندي العكروش والعربي المصري المسلم أبو محمد ،وكانا زاهيين معا يبدوان كأخوين من أم وأب ،وقد أرسلا رسالة دون ان يشعرا للجميع أننا لا نفرق بين ملّة وملّة ودين وآخر ،وأذهلني أبو راندي عندما قال أننا  لو لم يحتل اليهود فلسطين لما كرهناهم ،وهذه عبارة سياسية مبدئية بإمتياز ووردت على لسان الرجل بالفطرة.

حميمية قعدة الرصيف اليوم تجلت بالإحتفاء بالضيوف الجدد ،وبطبيعة الجلسة على الرصيف ،وبنظرات السواح الأجانب الذين كانوا ينظرون براحة وإعجاب لهذا الجمع الملتئم  في بلد كالأردن يحيط به واقع ملتهب منقسم على نفسه،إلى درجة أن سائحتين لبتا الدعوة وشاركتا في القعدة،وتناولتا طعام الإفطار بأريحية وإستمعتا لشرح موجز وبإنجليزية ركيكة من أبو راندي الذي قال لهما  اننا نعيش في بلد ابي الحسين أخوة لا فرق بين مسيحي ومسلم ولا بين فلسطيني وأردني وشركسي وكردي وشيشاني.

تجلى إبداع الفنان سهيل بقاعين برسم لوحة تشكيلية عن القعدة أسميناها بالإجماع "قعدة الرصيف" ،وإستهلها الفنان بقاعين باللون البني  وهو لون السمو والسؤدد،وبدت لوحة رائعة تستحق جائزة عالمية كبيرة ،لأنها تعبر عن واقع  حميمي ،وتمثل قيمة إنسانية عالية،تفتقدها الكثير من المجتمعات حتى في العالم المتقدم .

كرست هذه القعدة الصباحية الكرم الأردني والعودة إلى الجذور ،وأعادت إلى الأذهان طريقة عيش أجدادنا وجداتنا حيث التشاركية في هكذا مناسبات ،مع أن الفنان البقاعين صاحب المبادرة لم يقصر يوما ،وهو يتسابق مع نفسه في إظهار كرمه بما يحضره من أشياء مميزة ،ما يدل على انه ينتمي لبيت كرم وإبن أصل يهمه إسعاد الآخرين وإن كان ذلك على حسابه،كما أن الخ والصديق باسل الطراونة كانت تشده جيناته وجسّد جده الراحل الوطني صاحب النظرة الثاقبة الذي حذر الأردنيين من التطبيع مع الصهاينة وبيع الأرض لهم قبل مئة عام وهو الباشا حسين الطراونة ،إضافة إلى وفائه لوالده القاضي النزيه إبراهيم الطراونة.

تمتاز هذه القعدة أيضا بأن مشاركين في الجلسة يحضرون معهم أصنافا مميزة  من الأغذية والحلوى والفواكه الطيبة إنتاج الأردن ،تعبيرا كما أسلفت عن الحميمية والرغبة الصادقة في تكريس العيش المشترك في هذا البلد بعد أن إعتراه بعض العوار المتعمد لتشويه صورتنا أمام العالم ،ولتسهيل تنفيذ مؤامرة شق وحدة الصف التي نمتاز بها ،وهي التي نجّتنا من المآل الذي آلت إليه دول الجوار.

tunisiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قعدة الرصيفعالمية قعدة الرصيفعالمية



GMT 12:52 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

قرار المحكمة الصهيونية مخالف للقانون الدولي

GMT 18:56 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

أخونة الدولة

GMT 10:35 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

عدن مدينة الحب والتعايش والسلام

GMT 09:10 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

ٰ مواطن يمني يبحث عن وطن بدون حواجز

GMT 10:58 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

وذهب.. سوار الذهب!!

GMT 12:24 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

"عقار جودة" وتسريب الأراضي الفلسطينية إلى المستوطنين

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:11 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الميزان الخميس29 -10-2020

GMT 14:42 2019 السبت ,16 آذار/ مارس

أفكار جديدة وملفتة لديكورات ربيع 2019

GMT 15:25 2019 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

انتحار طالب داخل لجنة للثانوية العامة في الغربية
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia