​اتفاق القاهرة  بوضوح

​اتفاق القاهرة .. بوضوح

​اتفاق القاهرة .. بوضوح

 تونس اليوم -

​اتفاق القاهرة  بوضوح

بقلم : غازي مرتجى

انتهت حوارات القاهرة ببيان مقتضب واحتفالات واسعة , غزة التي تعبت من الانقسام خرج مواطنوها دون ترتيب لتحتفل باتفاق لإنهاء انقسام دمّر في المقام الأول ثقافة الحياة وجرّ التدمير كل مناحي الحياة وصولًا لآثار هي الأقدم في المنطقة !

حوارات القاهرة والتي أضفت عليها "عشيرة الفيسبوك" خيال المصادر الخاصة وخُزعبلات القيادات المُهمشة . حتى أنّ وكالات أنباء كبيرة ومن ضمنها "قناة الجزيرة" تبنّت تلك الخزعبلات بطريقة تبتعد عن المهنية كثيرًا . لم يخرُج مما اتفق عليه الطرفان سوى ما نُقل على لسانهم صوتًا وصورة ومن تابع لقاء عزام الأحمد عبر شاشة تلفزيون فلسطين (11 دقيقة) يصل لمرحلة الوثوق بأنّ كل ما نُشر وتم تداوله لا يتعدى خيالات أضفت نوعًا من التفاؤل فقط ولكنها ليست حقيقية بالمُطلق .

لم تتعد تفاهمات القاهرة الأخيرة ما وصل له الطرفان في تفاهمات الشاطئ وكل الاتفاق مُعلّق بالإمكانيات المادية . وصول حماس لقناعة تسليم كل شيء (فوق الأرض) هو التطور الجديد لكنه لا يكفي لنقول أن أحد عشر عامًا ستنتهي بيومين أو بشهرين أو عامين حتى . يجب أن نكون أكثر واقعية عند الحديث عن عملية دمج لمنطقة منكوبة تعاملت مع نفسها كـ"دولة" فتوحيد الألمانيتين تم شكليًا في أوائل التسعينات لكنه عمليًا ينتهي في الـ2020 وتدفع ألمانيا المُوحدة (الغربية سابقًا) ما يقارب من الـ100  مليار يورو سنويًا لذلك .

 يُمكن القول أنه وحتى نهاية العام الجاري ستكون هناك تقارير يومية تقديرية عن تعامل حماس مع عملية الدمج المتوقعة وكيفية البدء بذلك , التقارير ستتضمن أفكارًا نوعية لعملية الدمج لموظفي ما بعد الانقسام وسيتم التعامل مع كل موظف على حدى على أن يكون موظف دولة في أول يوم يتم دمجه رسميًا وتُعاد إجراءات تعيينه من جديد وفق القانون الفلسطيني وديوان الموظفين , طريقة عملية الدمج حتى الآن غير معروفة الملامح وحتى الشهر الأول من العام القادم سيكون على اللجان المختصة التي شكلتها الحكومة الفلسطينية رفع تقاريرها النهائية لإمكانيات الدمج وكيفية الوصول إلى التوحيد الشامل للمؤسسات الحكومية .

 الشق العسكري والأمني حتى الآن لم يصل الطرفان لإمكانيات التوحيد  نظرًا لاختلاف العقيدة الأمنية واتفق الطرفان على البدء بالتفكير بإمكانيات إجراء عملية الدمج وستكون الفترة القادمة اختبار لما يُمكن التوصل له مع إمكانية أن يكون هناك تدخل ملحوظ وعملي مصري في عملية الدمج او السيطرة على الأمن . المؤكد أن رؤساء أجهزة الأمن سيتوجهون لقطاع غزة قبيل نهاية الشهر الجاري ليستكشفوا الأوضاع الأمنية عن قُرب كما قام الوزراء بذلك قبل أسبوع ونيّف .

المعابر فقد تم الاتفاق على أن تتحمل هيئة الشؤون المدنية وإدارة المعابر مبدئيًا المعابر مع الاحتلال إلى أن يتم الاتفاق لاحقًا على إدارة معبر رفح وكيف ستتم عملية الدمج بين الموظفين الحاليين (حماس) والسابقين . وبما يخص الحدود فمن المفترض أن يتسلمها حرس الرئاسة مع إمكانية دمج عدد من جنود (حماس) الحاليين لضبط الحدود مع التسريع في عملية الضبط الميداني للحدود عبر المنطقة العازلة وكاميرات المراقبة التي تم إنجاز معظمها في الآونة الأخيرة .

في السابق وقبل أن نتوجّه لاختبارات الثانوية العامة كانت تسبقها مرحلة تُسمى (التجريبي) وهي تسبق الاختبارات الفعلية المُعتمدة بشهرين . قياسًا بذلك يُمكن تسمية المرحلة القادمة (حتى بداية العام) بالتجريبية . في الاختبارات التجريبية يعرف الطالب مكامن القوّة لديه ومواضع الخلل عنده فيبدأ بإصلاح الخلل إما بذاته (إن تمكّن) أو بمساعدة خارجية من زملاء له أو بالحصول على دروس خصوصية مُكثفة . في الفترة التجريبية القادمة ستكون مصر هي المدرس الخصوصي وستعمل بما أوتيت من خبرة وقوة على الوصول بغزة إلى بر النجاح والأمان فيما سيكون المُساعد الرئيسي  هو المواطن ومن خلفه الفصائل . لا تطمح مصر للوصول بالحركتين لمصاف (أوائل الدُفعة) ويكفيها أن تصل بهم إلى نسبة (القبول) لتبدأ بعدها عملية مكثفة من العمل للوصول إلى عملية دمج القوى الأمنية والاتفاق على برنامج سياسي مُوحّد دون عناء التجريبي , إن نجح الطلبة !

من المنطقي أن نقول أننا بدأنا مرحلة جديدة وأكاد أجزم أن نهاية (فترة الاختبار) ستكون كما يريد المواطن . فحماس التي وصلت لقناعة أنّ بوابة الانطلاق للعالم لا تمر إلا من خلال "الرئيس" تعلم أن أبو مازن لا يهمه كثيرًا التهديدات ويترفّع دائمًا عن محاولات الإساءة لشخصه بل سيكتب التاريخ يومًا أنّ (محمود عباس)  كان الضمانة الوطنية لفلسطين . يُريد الرئيس إنهاء هذه الحقبة السوداء لكنه يبتعد عن نظرية (التجبيص) وكما أوصل العالم لقناعة تاريخية بأنّ إسرائيل دولة ابارتايد وانها الاحتلال الوحيد المتبقي في القرن الواحد والعشرين وصل بحماس لمرحلة أن الانقسام طريقه إلى الزوال ولا يُمكن ان يستمر .​

tunisiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

​اتفاق القاهرة  بوضوح ​اتفاق القاهرة  بوضوح



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia