وزارات ترحل وأخرى تأتي والهم باق

وزارات ترحل وأخرى تأتي والهم باق

وزارات ترحل وأخرى تأتي والهم باق

 تونس اليوم -

وزارات ترحل وأخرى تأتي والهم باق

بقلم: حامد الأطير

التعديل الوزاري ، مصطلح تتلذذ بنشره الصحف بين الحين والآخر ، كتنبؤ قبل حدوثه أو كخبر بعد إتمامه ، وكذلك ينشغل به الناس وتلوكه الألسنة لبعض الوقت ظنا منها وأملا في أن الوزارة القادمة أو الوزير الآتي سيحمل معه جديدا ينعكس عليهم وعلى حياتهم بالإيجاب ، لكن سرعان ما يكتشف الناس أن الوزير (ص) الذي توزر مثل الوزير (س) الذي رحل ، هذا لأنه لا يوجد للدولة استراتيجيه واضحة ، يتم ترجمتها إلى خطة مئوية أو خمسينية ، تنقسم بدورها إلى خطة عشرينية وخطة عشرية وخطة خمسية وخطة سنوية ، بحيث تلتزم الوزارة التي رحلت أو التي جاءت بتنفيذ الخطط الموضوعة ، في ظل مؤشرات أداء موضوعة ومفروضة على كافة المستويات الإدارية ، وذلك لقياس مدى النجاح والفشل في تحقيق الأهداف ولتقييم كل مسؤول في موقعه ، المطلوب تغيير سياسات ومنظومات وليس تغيير أشخاص ، وغير ذلك يصبح الأمر عبثيا ولا ترجى منه فائدة .

 وإلى أن يتم وضع الاستراتيجيات والخطط فأنه مطلوب وعلى وجه السرعة دمج الوزارات وجعلها عشر وزارات أو على أقصى تقدير خمسة عشر وزارة لأن ذلك يخدم التخطيط والتنفيذ وينهي التشابك والتداخل بين الوزارات ويختصر الإجراءات ويوفر السرعة المطلوبة لاتخاذ القرار المناسب في حينه ويقضي على الروتين الذي يؤد كل نية في الإنجاز (الصين عدد سكانها مليار ونصف وعدد وزاراتها 18 وزارة وروسيا تعداد سكانها 145 مليون وعدد وزاراتها 22 وزارة وأمريكا عدد سكانها 319 مليون وعدد وزاراتها من 14 الى 21 وألمانيا عدد سكانها 80 مليون وعدد وزاراتها 14 وزارة ) .

أعتقد أنه آن الأوان لوقف التخبط والتشتت وتوزيع دم مصر بين القبائل  ، أقصد بين الوزارات ، ومن باكر يجب العمل الفوري على دمج الوزارات ، فيمكن مثلا دمج وزارتي التعليم والتعليم العالي في وزارة واحدة ودمج وزارتي الثقافة والإعلام في وزارة واحدة ودمج وزارتي السياحة والآثار في وزارة واحدة ودمج وزارتي التجارة والتموين معا ودمج وزارات الخارجية ووزارة الهجرة و وزارة التعاون الدولي معا ودمج وزارتي الزراعة والري معا ودمج وزارتي الصحة والبيئة معا ودمج وزارتي الدفاع والإنتاج الحربي معا ودمج وزارتي النقل والاتصالات معا ودمج وزارتي السياحة والطيران معا ودمج وزارتي الكهرباء والبترول معا ودمج وزارتي القوى العاملة و وزارة التنمية الإدارية معا ودمج وزارة التخطيط مع وزارة الاستثمار ، وهكذا، على أن يُنشأ داخل الوزارات المدمجة هيئة أو إدارة لكل نشاط أو تخصص ، فوزارة الخارجية مثلا ، يُنشأ فيها إدارة للتعاون الدولي وإدارة للعلاقات الدولية والدبلوماسية  ويتم هذا الأمر في كل وزارة .

إن هذا الدمج يوحد الجهود والأدوات والسياسات اللازمة لتنفيذ الاستراتيجيات ، ويقلل من حجم التشابك والتداخل والتضارب في الاختصاصات مما يؤدي لسرعة اتخاذ القرار المناسب ويوفر جيوش جرارة من الموظفين والعاملين لا يقدمون للوطن شيئا ويستنزفون موارده .
كما يجب العمل فورا على إلغاء الكثير من المؤسسات والهيئات التي لا لزوم لها البتة بعد أن أثبتت فشلها في أداء الدور المنوط بها أو المتوقع منها ، وعلى سبيل المثال ، الهيئة العامة للاستعلامات التي كان من المفترض أن تزود عن سمعة مصر في أزماتها التي عاشتها في السنوات الأخيرة ، لكنها فشلت في مخاطبة المجتمع الدولي بوسائلها المتوفرة ، كما يجب إلغاء الهيئة العامة لقصور الثقافة وتحويلها إلى مكتبات عامة رقمية متطورة وقاعات سينما تعرض الأفلام التسجيلية الهادفة والأفلام التاريخية وإحالة العاملين بها للمعاش المبكر وتوجيه ميزانيتها لإنتاج أعمال فنية راقية ، أفلام ومسلسلات تؤرخ وتوثق تاريخنا المصري الطويل والثري .

 كذلك يجب إلغاء شبكات القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية المتعددة التي لا تقدم شيئا يفيدنا داخليا أو خارجيا ، وحصره في قناة إخبارية واحدة ذات إمكانيات عالية لتكون صوتا قويا لمصر تغطي كافة أرجاء المعمورة ، وتبث بالعربية والانجليزية والفرنسية والألمانية أو الأسبانية ، وقناة ثقافية بعيد كل البعد عن الغثاء الذي نراه الآن ، وقناة للدراما ، وقناة للمنوعات ، وقناة تعليمية وقناة للصحة ، وما عدا ذلك يتم إلغائه ، ونفس الأمر يسري على المحطات الإذاعية ، ويتم تسريح آلاف مؤلفة من العاملين لا حاجة لهم إطلاقا ، كذلك يجب إلغاء ودمج العديد من السفارات والقنصليات لأنها هي الأخرى رغم كثرتها أثبتت فشلها في الرد على الهجمات الشرسة ضد مصر ، فمثلا يمكن أن تقوم سفارة واحدة للتعامل مع الدول الاسكندينافية وهكذا ، حرام أن يكون لنا كثير من السفارات والقنصليات في كثير من دول العالم بلا داعي ولا لزوم .

كذلك يجب وقف تعيين المستشارين في الوزارات والهيئات وتسريح الموجود منهم ، لأن هؤلاء لم يقدموا ولن يقدموا لمصر شيئا يذكر ، على أن يتم تأسيس مجلس استشاري وطني واحد يضم كل أصحاب العقول والخبرات والتخصصات المتميزة ليكون مرجع للوزارات وللرئاسة ، أو الاكتفاء بالمجالس التخصصية التي صدر القرار الرئاسي بإنشائها في 2015 مع تفعيل دورها.

وهذه مجرد لمحة وغيض من فيض لما يمكن أن نتخذه من إجراءات وتدابير لتحسين إدارة الدولة وإدارة مواردنا المتاحة ولما يمكن أن يُعلى من قيمة الشفافية والرقابة والمساءلة ويقضي على الفساد .

 

tunisiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وزارات ترحل وأخرى تأتي والهم باق وزارات ترحل وأخرى تأتي والهم باق



GMT 06:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

شرم.. الشباب يتكلم والعالم يستمع

GMT 16:26 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

أراجوزات الانتخابات

GMT 15:25 2017 الجمعة ,29 أيلول / سبتمبر

جذور الإرهاب في الصعيد ( 1)

GMT 12:26 2017 الخميس ,18 أيار / مايو

أول خيوط التفجير.. "تكفير"

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia