بقلم: محمد الديك
تتجه أنظار العالم إلى مدينة زيورخ في سويسرا في نهاية شهر أيار/مايو المقبل لمعرفة الرئيس الجديد للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، في حين يتنافس على مقعد الرئيس أربع شخصيات قوية أبرزها الرئيس الحالي السويسري جوزيف بلاتر الذي يتولي منصبه منذ 1998، والبرتغالي لويس فيغو، والأمير الأردني علي بن الحسين، والهولندي مايكل فان براغ.
الدعم العربي الذي يجده بلاتر هل يعتبر خيانة للعرب أم رد جميل للسويسري الذي قدم الدعم الكثير للاتحادات العربية، وهو ما وضح خلاله كلمته الأخيرة أمام الجمعية العمومية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم التي جرت في القاهرة بحضور 54 رئيس اتحاد أفريقي، بشأن وقوفه إلى جانب مصر أثناء الفترة بين 2011- 2015 في ظل حالة عدم الاستقرار الأمني، بالإضافة إلى دعمه لضحايا مذبحة إستاد الدفاع الجوي التي راح ضحيتها 20 مشجعًا ينتمون لفريق "الزمالك".
الحديث عن دعم الاتحادات العربية لبلاتر يأتي في دور المصالح خاصة في ظل الدعم الغير محدود الذي قدمه لدولة قطر لاستضافة أكبر بطولة على مستوي العالم "كأس العالم 2022"، بالإضافة إلى تغييره مواعيد انطلاق البطولة لتصبح في الشتاء بدلا من الصيف في شكل أذهل جميع المتابعين، في ظل الأنباء والتقارير التي تربط بين قرارات الـ"فيفا" و تقاضيهم رشاوى وأموال وغيرها، إذن الأمر لا يخلو من رد جميل بالنسبة لبعض الاتحادات العربية للسويسري صاحب الـ 79 عاما ليواصل رئاسته للـ"فيفا" مرة أخرى.
كما أن الاتحاد الآسيوي برئاسة البحريني سلمان بن إبراهيم أعلن صراحة دعمه الكامل للسويسري بلاتر، مشيرا إلى أن القرار جاء بناء على تصويت واتفاق جماعي بين أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد الذي يضم بين عضويته العديد من الدول العربية.
الأمر نفسه أعلنه رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم عيسي حياتو في الجمعية العمومية الأخيرة للكاف، في الوقت الذي تنادي فيه أصواتٌ عالمية بضرورة إقصاء السويسري ومنح الفرصة للآخرين من اجل تطوير اللعبة خاصة نجوم الكرة مثل البرتغالي لويس فيغو لأنه كما يقولون " أهل مكة ادري بشعابها" وأن كان السويسري قد بدأ حياته في الـ"فيفا" و يعلم كل كبيرة و صغيرة تخص هذا الكيان، بالإضافة إلى علاقاته المتشعبة مع رؤساء وملوك واتحادات كثيرة حول العالم بسبب تواجده الطويل في مقعد رئيس الـ"فيفا".
كل هذا الأمور سيتم إعلانها و ستكون أمرا واقعا عندما يتم الإعلان عن الرئيس المقبل للـ"فيفا" خاصة في ظل إعلان بعض الحكومات الأفريقية الوقوف بجانب الأمير علي بن الحسين الذي بدأ في مغازلة اتحادات أوروبا وأمريكا الجنوبية التي يوجد بها أعضاء ضد استمرار بلاتر في رئاسة الـ"فيفا"، فهل يعود أبناء العرب و ينتفضوا من اجل مساندة الأمير الأردني عملا بالمثل المصري الدارج "أنا و أخويا على ابن عمي، وأنا و ابن عمي على الغريب" ! دعونا ننتظر أليس يوم 28 و 29 أيار/مايو بقريب؟؟